حديث: النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في بيان الأمور الجامعة التي يدخل بها المسلم الجنة

عن هانئ بن يزيد، أنه لما وفد إلى النبيّ ﷺ مع قومه، فسمعهم النبيُّ ﷺ وهم يُكنّونه بأبي الحكم، فدعاه النبيّ فقال: إنّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحُكم، فلِمَ تكنيتَ بأبي الحكم؟ «قال: لا، ولكنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم، فرضيَ كلا الفريقين. قال: «ما أحسن هذا!». ثم قال: ما لك من الولد؟». قلتُ: لي شريحٌ، وعبد اللَّه، ومسلمٌ بنو هانئ. قال: «فمن أكبرهم؟». قلت: شريح. قال: «فأنت أبو شريح»، ودعا له ولولده. وسمع النبيُّ ﷺ قومًا يسمُّون رجلًا منهم: عبد الحجر، فقال النبيُّ ﷺ: «ما اسمُك؟» قال: عبد الحجر. قال: «لا، أنت عبد اللَّه» قال شريح: وإنّ هانئًا لما حضر رجوعُه إلى بلاده أتى النّبيَّ ﷺ فقال: أخبرني بأيّ شيء يُوجب لي الجنة؟ قال: «عليك بحسن الكلام، وبذل الطّعام».

حسن: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (٨١١)، وابن حبان (٥٠٤)، وأبو داود (٤٩٥٥)، وابن حبان (٤٩٠)، والحاكم (١/ ٢٣)، والطبرانيّ في الكبير (٢٢/ ١٨٠) كلّهم من طرق عن يزيد ابن المقدام بن شريح، عن أبيه المقدام، عن أبيه شريح، عن أبيه هانئ بن يزيد، فذكره.

عن هانئ بن يزيد، أنه لما وفد إلى النبيّ ﷺ مع قومه، فسمعهم النبيُّ ﷺ وهم يُكنّونه بأبي الحكم، فدعاه النبيّ فقال: إنّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحُكم، فلِمَ تكنيتَ بأبي الحكم؟ «قال: لا، ولكنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم، فرضيَ كلا الفريقين. قال: «ما أحسن هذا!». ثم قال: ما لك من الولد؟». قلتُ: لي شريحٌ، وعبد اللَّه، ومسلمٌ بنو هانئ. قال: «فمن أكبرهم؟». قلت: شريح. قال: «فأنت أبو شريح»، ودعا له ولولده. وسمع النبيُّ ﷺ قومًا يسمُّون رجلًا منهم: عبد الحجر، فقال النبيُّ ﷺ: «ما اسمُك؟» قال: عبد الحجر. قال: «لا، أنت عبد اللَّه» قال شريح: وإنّ هانئًا لما حضر رجوعُه إلى بلاده أتى النّبيَّ ﷺ فقال: أخبرني بأيّ شيء يُوجب لي الجنة؟ قال: «عليك بحسن الكلام، وبذل الطّعام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه هانئ بن يزيد رضي الله عنه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن هانئ بن يزيد، أنه لما وفد إلى النبيّ ﷺ مع قومه، فسمعهم النبيُّ ﷺ وهم يُكنّونه بأبي الحكم، فدعاه النبيّ فقال: إنّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحُكم، فلِمَ تكنيتَ بأبي الحكم؟ قال: لا، ولكنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم، فرضيَ كلا الفريقين. قال: «ما أحسن هذا!». ثم قال: ما لك من الولد؟». قلتُ: لي شريحٌ، وعبد اللَّه، ومسلمٌ بنو هانئ. قال: «فمن أكبرهم؟». قلت: شريح. قال: «فأنت أبو شريح»، ودعا له ولولده. وسمع النبيُّ ﷺ قومًا يسمُّون رجلًا منهم: عبد الحجر، فقال النبيُّ ﷺ: «ما اسمُك؟» قال: عبد الحجر. قال: «لا، أنت عبد اللَّه» قال شريح: وإنّ هانئًا لما حضر رجوعُه إلى بلاده أتى النّبيَّ ﷺ فقال: أخبرني بأيّ شيء يُوجب لي الجنة؟ قال: «عليك بحسن الكلام، وبذل الطّعام».


1. شرح المفردات:


● يُكنّونه: ينادونه بكنيته (أي باسم يُبدأ بأب أو أم).
● أبو الحكم: كنية تعني "أبو الحَكَمَة" أو "صاحب الحكم".
● الحكم: هنا بمعنى القاضي أو الفاصل في الأمور.
● وفد: جاء مع جماعة (وفد) لزيارة النبي ﷺ.
● عبد الحجر: اسم معنوي يعني "عبد الحجر"، والحجر هنا قد يُقصد به الصنم أو الحجر المعبود من دون الله.
● بذل الطعام: إطعام الآخرين وإكرامهم به.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يذكر الحديث قصة هانئ بن يزيد رضي الله عنه عندما جاء مع قومه إلى النبي ﷺ، وكانوا ينادونه بكنية "أبي الحكم"، فاستنكر النبي ﷺ هذه الكنية لأن الحكم المطلق هو لله تعالى، فبيّن له أن هذه التسمية قد توهم مشاركة الله في صفة الحكم، وهو من خصائص الربوبية. ثم لما أخبره هانئ بأن قومه يرضون بحكمه في خصوماتهم، похّحبه النبي ﷺ على هذا الخلق الحسن، وغيّر كنيته إلى "أبي شريح" نسبة لابنه الأكبر شريح، وذلك اتباعًا للعادة العربية في التكنية. ثم ذكر النبي ﷺ قصة أخرى حيث غيّر اسم رجل كان يُدعى "عبد الحجر" إلى "عبد الله"، لأن العبودية لا تكون إلا لله تعالى. وفي نهاية الحديث، سأل هانئ النبي ﷺ عن عمل يُدخله الجنة، فأمره بحسن الكلام وبذل الطعام.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم التسمي أو التكني بما يُوهم مشاركة الله في أسمائه أو صفاته: مثل "أبي الحكم" أو "عبد الحجر"، لأن الحكم لله وحده، والعبد لا يعبد إلا الله.
2- الأمر بتوحيد الله في الأسماء والصفات: فلا يجوز إطلاق أسماء أو كنى تشير إلى معانيَ تختص بالله تعالى.
3- الحكمة النبوية في تغيير الأسماء المنكرة: كان النبي ﷺ يغيّر الأسماء القبيحة أو الموهمة لمعانٍ شركية إلى أسماء حسنة تدل على التوحيد.
4- العدل والقضاء بين الناس من الأخلاق الحميدة: إذ مدح النبي ﷺ هانئًا لعدله وقضائه بين قومه حتى يرضى الطرفان.
5- استحباب التكنية بأكبر الأولاد: كما غير النبي ﷺ كنيته إلى "أبي شريح" لأنه الابن الأكبر.
6- الدعاء للمسلمين بخير: كما دعا النبي ﷺ لهانئ وولده.
7- السعي إلى الجنة بالأعمال الصالحة: ومن أعظمها حسن الكلام (كالصدق والكلمة الطيبة) وبذل الطعام (كإطعام المحتاجين وإكرام الضيف).
8- بيان أهمية النية والحكمة في الأعمال: فحكم هانئ بين قومه كان لتحقيق العدل، فمدحه النبي ﷺ، لكن مع تغيير الكنية احترامًا للتوحيد.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، والطبراني في "المعجم الكبير"، وهو حسن.
- فيه دليل على تحريم التسمي بأسماء الله تعالى المختصة به، مثل "الحَكَم" (بمعنى القاضي المطلق)، أما إذا كان باسم "حَكيم" مثلاً بمعنى الحكمة فلا بأس.
- "عبد الحجر" من الأسماء التي فيها عبودية لغير الله، فغيّره النبي ﷺ إلى "عبد الله".
- "بذل الطعام" من أعمال البر التي تدخل صاحبها الجنة، كما في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان:8].
- "حسن الكلام" يشمل: تجنب الكذب والغيبة والنميمة، والأمر بالمعروف، والكلمة الطيبة، والسلام، وغير ذلك.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وأن يدخلنا الجنة برحمته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب المفرد (٨١١)، وابن حبان (٥٠٤)، وأبو داود (٤٩٥٥)، وابن حبان (٤٩٠)، والحاكم (١/ ٢٣)، والطبرانيّ في الكبير (٢٢/ ١٨٠) كلّهم من طرق عن يزيد ابن المقدام بن شريح، عن أبيه المقدام، عن أبيه شريح، عن أبيه هانئ بن يزيد، فذكره.
واللفظ للبخاري وابن حبان في الموضع الأول، والآخرون اختصروه.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن المقدام فإنه «صدوق». وصحّحه الحاكم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقول: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب