الإشارة بالسبابة في التشهد - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في الإشارة بالسبّابة في التّشهد
وفي رواية: كان رسول الله ﷺ إذا قعد يدعو وضع يده اليُمنى على فخذه اليُمنى، ويده اليُسرى على فخذه اليُسرى، وأشار بإصبعه السَّبابة، ووضع إبهامَه على إصبعه الوُسْطى، ويُلقِمُ كفَّه اليُسرى ركبته.
صحيح: أخرجه مسلم في المساجد (٥٧٩) الرواية الأوّلى من طريق عثمان بن حكيم، حَدَّثَنِي عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه فذكر مثله.
والرّواية الثانية من طريق اللّيث، وأبي خالد الأحمر، كلاهما عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه فذكر مثله.
ورواه أبو داود (٩٨٩)، والنسائي (١٢٧٠)، والبيهقي (٢/ ١٣١) من طريق زياد بن سعد الخراسانيّ، عن محمد بن عجلان.
وزاد فيه: «وكان يشير بأصبعه إذا دعا، ولا يُحرِّكها».
وزياد بن سعد الخراساني ثقة من رجال الجماعة.
قال النّوويّ في «المجموع» (٣/ ٤٥٤): «إسناده صحيح».
وإسناده حسن فإنَّ محمد بن عجلان صدوق، ثمّ قوله: «لا يحرِّكها هو تفسير تقوله: «يشير بها». ولذا لا منافاة بين اللَّفظين.
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٨٠) من طريق حمَّاد بن سلمة، عن أيُّوب، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.
وقوله: «عقد ثلاثة وخمسين، فسّروا هذا العقد بأن يعقد الخنصر والبنصر والوسطى، ويرسل الإبهام إلى أصل المسبحة، وفي»التلخيص (١/ ٢٦٢): وصورتها أن يجعل الإبهام معترضة تحت المسبحة».
صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٥٨٠) من طرق عن عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
قال الترمذيّ بعد أن أخرج الحديث وحسَّنه: «والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب
النَّبِيّ ﷺ والتابعين، يختارون الإشارة في التّشهد، وهو قول أصحابنا» يعني أهل الحديث.
صحيح: رواه مالك في الصّلاة (٤٨) عن مسلم بن أبي مريم، عن عليّ بن عبد الرحمن المعاوِي به مثله، ورواه مسلم في المساجد (٥٨٠/ ١١٦) عن يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك به مثله.
حسن: رواه الإمام أحمد (٦٠٠) والبزّار - كشف الأستار (٥٦٣) كلاهما من طريق محمد بن
عبد الله أبي أحمد الزُّبيريّ، حَدَّثَنَا كثير بن زيد، عن نافع، فذكر مثله.
وكثير بن زيد هو: الأسلمي ثمّ السهمي مولاهم أبو محمد المدنيّ، مختلف فيه، تكلم فيه النسائيّ، وأمّا ابن معين فاختلف عليه أصحابه. فقال عبد الله بن الدورقي عنه: ليس به بأس، وقال معاوية بن صالح وغيره عنه: صالح، وقال ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك. ووثَّقه ابن عمار الموصليّ، ومشَّاه أبو زرعة وأحمد وابن عدي وغيرهم. فمثله يحسن حديثه وخاصة في الشواهد، ولذا لم يتكلم عليه البيهقيّ (٢/ ١٣٢) بشيء، وإنما تكلم على محمد بن عمر الواقدي الذي رُوي عن كثير بن زيد بلفظ: «تحريك الإصبع في الصّلاة مذعرة للشيطان» ومن هذا الوجه رواه أيضًا الرّوياني في مسنده (١٤٣٩) وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٤٢٤٧).
قال البيهقيّ: تفرّد به محمد بن عمر الواقدي وئيس بالقوي. وقال: روينا عن مجاهد أنه قال: تحريك الرّجل إصبعه في الجلوس في الصّلاة مقمعة للشيطان, انتهى.
حسن: رواه أبو داود (٧٣٤) والتِّرمذيّ (٢٩٣) كلاهما من طريق أبي عامر العقدي - هو عبد الملك بن عمرو، قال: أخبرني فُلَيح بن سليمان المدنيّ، حَدَّثَنَا عبَّاس بن سهل. فذكره.
قال الترمذيّ: حسن صحيح.
وصحَّحه ابن خزيمة (٦٨٩) وابن حبَّان (١٨٧١) وروياه عن أبي عامر العقديّ، به مثله.
قال الأعظمي: في الإسناد فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعيّ، من رجال الجماعة، إِلَّا أنَّه مختلف فيه؛ فقال ابن معين، وأبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النائي: ضعيف. ولكن قال الدَّارقطنيّ: مختلف فيه، ولا بأس به. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة، وغرائب، وهو عندي لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثّقات. فمثله يقوي حديثه عند المتابعة، ومن متابعته القاصرة ما رواه عبد الرزّاق (٣٠٤٦) عن إبراهيم بن محمد، عن ابن حلحلة. وهو محمد بن عمرو بن حلحلة الديليّ، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد الساعديّ، أنَّ رسول الله ﷺ كان إذا جلس في الصّلاة في الركعتين الأوّليين نصب قدمه اليُمنى، وافترش اليُسرى، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام .. فذكر الحديث.
وأصل حديث أبي حميد في صحيح البخاريّ، انظر تخريجه بالتفصيل في بابِ رفعِ اليدين عند الركوع، وعند رفعِ الرأسِ منه.
حسن: رواه أبو داود (٧٢٦) واللّفظ له، والنسائي (١٢٦٧) وابن ماجة (٨٦٧) كلّهم من طريق بشر بن المفضل، عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه، عن وائل بن حجر .. فذكر الحديث.
وإسناده حسن؛ لأجل عاصم بن كليب؛ فإنَّه «صدوق». وقال النوويّ في «المجموع» (٣/ ٣١٢): رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ورواه البيهقيّ (٣/ ١٣١) من طريق خالد بن عبد الله، ثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل، بلفظ: «ثمّ عقد الخنصر والبنصر، ثمّ حلق الوسطى بالإبهام، وأشار بالسَّبابة».
فبشر بن المفضل، وخالد بن عبد الله - وهو الواسطيّ - ومن تابعهما - كما سيأتي رووه عن عاصم بن كليب فقالوا: «وأشار بالسبابة».
وانفرد زائدة بن قدامة فرواه عن عاصم بن كليب بإسناده ومعناه، وقال فيه: «ثمّ وضع يده اليُمنى على ظهر كفه اليُسرى، والرسغ والساعد»، وقال فيه: «ثمّ جئت بعد ذلك في زمان فيه برد شديد، فرأيت الناس عليهم الثياب تحرك أيديهم تحت الثياب» كما عند أبي داود وغيره.
وفي رواية: «فرأيته يُحرِّكها يدعو بها».
رواه أبو داود، والنسائي (٨٨٩) وابن الجارود (٢٠٨) والإمام أحمد (١٨٨٧٠) وابن خزيمة (٧١٤) وابن حبان (١٨٦٠) والبيهقي (٢/ ٢٧، ٢٨) كلّهم من طرق عن زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب، بإسناده.
وقد روي هذا الحديث عن عاصم أكثر من عشرة، وهم: عبد الواحد بن زياد، وشعبة، وسفيان الثوريّ، وزهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وسلام بن سليم، وأبو الأحوص، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن إدريس، وقيس بن الربيع، وأبو عوانة، وخالد بن عبد الله الواسطيّ، فلم يذكروا في حديثهم «فرأيته يحركها يدعو بهاء؛ ولذا حكم بعض أهل العلم على هذه الزيادة بأنَّها شاذَّة.
قال ابن خزيمة: «ليس في شيء من الأخبار «يحركها» إِلَّا في هذا الخبر ... زائدة ذكره».
وعلى صحة ثبوتها - لأنَّ زائدة بن قُدامة الثقفيّ، أحد الثّقات المشهورين بالتثبت، حتَّى قال الإمام أحمد: المتثبِّون في الحديث أربعةٌ .. وذكر منهم زائدة - فيحمل قوله: «فرأيته يحركها يدعو بها على ما قاله البيهقيّ رحمه الله تعالى (٢/ ١٣٢): «فيحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها، لا تكرير تحريكها، فيكون موافقًا لرواية ابن الزُّبير». والله أعلم.
قال الأعظمي: وفي الباب عن نمير الخزاعيّ قال: «رأيت رسول الله ﷺ واضعًا يده اليُمنى على فخذه
اليُمنى في الصّلاة، ويشيرُ بأصبعه».
رواه النسائيّ (١٢٧١)، وأبو داود (٩٩١)، وابن ماجة (٩١١)، وابن خزيمة (٧١٥)، وابن حبان (١٩٤٦) كلّهم من طريق عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير الخزاعيّ، عن أبيه، فذكره.
ومالك بن نمير لا يُعرف كما قال الذّهبيّ، وفي التقريب: «مقبول» أي إذا توبع، وإلَّا فليّن الحديث. وهو لا بأس به في الاستشهاد.
أما الإشارة بالسبابة فلا خلاف بين أهل العلم كما قال ابن عبد البر وغيره، وما قاله بعض الحنفية في كتبهم بأن الإشارة بالسبابة في التّشهد مكروهة، فقد خالفوا الإمام أبا حنيفة نفسه، إذ نقل محمد بن الحسن في موطئه عن الإمام بعد أن روي حديث مالك عن مسلم بن أبي مريم قال:
«وبصنيع رسول الله ﷺ نأخذ، وهو قول أبي حنيفة» انتهى.
قال العلامة عبد الحي اللكنوي: «إنَّ أصحابنا الثلاثة اتفقوا على تجويز الإشارة لثبوتها عن النَّبِيّ ﷺ وأصحابه بروايات متعددة، وطرق متكثرة لا سبيل إلى إنكارها ولا إلى ردِّها»، ووجه نقدًا شديدًا إلى أصحاب الفتاوى كصاحب «الخلاصة» و«البزازية الكبرى» و«العتابية» و«الغياثية» و«الولوجية» و«عمدة المفتي» و«الظهيرية» وغيرها حيث أنهم ذكروا أن المختار هو عدم الإشارة، بل ذكر بعضهم أنها مكروهة. انتهى. «التعليق الممجد على موطأ محمد» (١/ ٤٦٤).
ثمّ إنَّ من السنَّة أن يستمرَّ في الإشارة بالسبَّابة، من بداية التّشهُّد إلى نهاية السّلام، ولا دليل لمن يقول بأنَّ الإشارةَ تكون عند كلمة الشهادة فقط، وهي قوله: «أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 128 من أصل 423 باباً
- 103 باب السجود على سبعة أعظم
- 104 باب السجود على الجبهة مع الأنف
- 105 باب من قال: الاكتفاء بالسجود على الأنف
- 106 باب السجود على اليدين مع الجبهة
- 107 باب نصب القدمين ورصّهما في السجود
- 108 باب في اليدين أين تكونان من الرأس عند السجود
- 109 باب الاعتماد على الكفين في السجود، وضم أصابعهما وتوجيهها إلى القبلة
- 110 باب ما جاء في جلسة الاستراحة
- 111 باب القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
- 112 باب ما جاء في النهي عن عقبة الشيطان وهو الإقعاء المكروه
- 113 باب كيفية النهوض إلى الركعة الثانية وسائر الركعات
- 114 باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
- 115 باب فضل السجود
- 116 باب الأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود
- 117 باب ما جاء في الحث على كثرة السجود
- 118 باب ما يقال في الركوع والسجود
- 119 باب ما جاء من أدعية الركوع والسجود
- 120 باب المكث بين السجدتين
- 121 باب ما يقول بين السجدتين
- 122 باب ما جاء من التسوية بين أركان الصّلاة
- 123 باب هيئة الجلوس في التشهد
- 124 باب كيف الجلوس في التشهد الأوّل
- 125 باب كيف الجلوس في التّشهد الثاني
- 126 باب من قال بوجوب التّشهد الأوّل
- 127 باب من لم ير وجوب التّشهد الأوّل
- 128 باب ما جاء في الإشارة بالسبّابة في التّشهد
- 129 باب موضع البصر عند الإشارة بالسّبابة
- 130 باب النهي عن الإشارة بأصبعين
- 131 باب ما جاء في إخفاء التّشهد
- 132 باب ما جاء في صيغ التّشهد
- 133 باب الصلاة على النبي ﷺ في التشهد
- 134 باب ما جاء من الأدعية قبل التسليم
- 135 باب ما جاء في السلام للتحليل من الصلاة
- 136 باب ما جاء في تسليمة واحدة
- 137 باب من المستحب حذف السلام وهو تخفيفه
- 138 باب من أحدث في الصلاة كيف يتصرف؟
- 139 باب انصراف النساء بعد السلام قبل الرجال
- 140 باب ما جاء من انصراف النبي ﷺ عن اليمين
- 141 باب ما جاء من انصراف النبي ﷺ عن اليسار
- 142 باب إقبال النبيّ ﷺ على أصحابه بعد التسليم
- 143 باب ما جاء في انصراف الإمام أحيانًا عن اليمين وأحيانًا عن الشمال
- 144 باب الأذكار دبر الصلوات المفروضة
- 145 باب من أحق بالإمامة
- 146 باب تقديم ذوي السِّنِّ
- 147 باب تقديم أهل العلم والفضل
- 148 باب النهي أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه
- 149 باب ما جاء في جواز ذلك للتعليم
- 150 باب إمامة الغلام المميز قبل أن يحتلم
- 151 باب ما جاء في إمامة الأعمى
- 152 باب إمامة العبد والمولى
معلومات عن حديث: الإشارة بالسبابة في التشهد
📜 حديث عن الإشارة بالسبابة في التشهد
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الإشارة بالسبابة في التشهد من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الإشارة بالسبابة في التشهد
تحقق من درجة أحاديث الإشارة بالسبابة في التشهد (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الإشارة بالسبابة في التشهد
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الإشارة بالسبابة في التشهد ومصادرها.
📚 أحاديث عن الإشارة بالسبابة في التشهد
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الإشارة بالسبابة في التشهد.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب