القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
صحيح: أخرجه مسلم في المساجد (٥٣٦) عن إسحاق بن إبراهيم، أنبا محمد بن بكر، أنبأ ابن جريج، أخبرني أبو الزبير فذكر الحديث.
اختلف أهل العلم في حكم الإقعاء وتفسيره؛ فإن كان تفسيره أن يجعل أليتيه على عقبيه بين السجدتين، وهو المراد به في حديث ابن عباس فهو مستحبة عند الشافعي، وبه قال أكثر أهل الحديث.
وقد ثبت ذلك عن العبادلة، قال الأعمش، عن عطية: رأيتُ العبادلة يقعون في الصلاة بين السجدتين، يعني عبد الله بن الزبير، وابن عمر، وابن عباس. رواه ابن أبي شيبة (١/ ٢٨٥، ٢٨٦) عن أبي معاوية، عن الأعمش. وكذلك رواه أيضًا طاوس، قال معاوية بن خديج: رأيتُ طاوسًا يقعي، فقلتُ: رأيتك تقعي؟ فقال: ما رأيتني أقعي، ولكنها الصلاة. رأيت العبادلة الثلاثة يفعلون ذلك؟ عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، رواه البيهقي (٢/ ١١٩) من طريق سفيان، ثنا أبو زهير معاوية بن خليج فذكر مثله.
قال البيهقي: فهذا الإقعاء المرخص فيه، أو المسنون على ما روينا عن ابن عباس وابن عمر، وهو أن بضع أطراف أصابع رجليه على الأرض، ويضع ألْيتيه على عقبيه، ويضع ركبتيه على الأرض».
قال الترمذي (٢٨٣) بعد ما روى حديث ابن عباس: وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث من أصحاب النبي ﷺ يرون بأسًا بالإقعاء. وهو قول بعض أهل مكة من أهل العلم
والفقه». انتهى.
وقال المازري في «المعلم» (١/ ٢٧٤): وقد روي عن النبي ﷺ أنه كان يُصلي مُقْعِيًا، قال ابن شُميل: الإقعاء أن يجلس على وركيه، وهو الاحتفاز والاستيفاز.
وقال المازري أيضًا: حكى الثعالبي في أشكال الجلوس عن الأئمة: أن الإنسان إذا ألصق عَقِبيه بأليتيه قيل: أقعى، وإذا استوفز في جلوسه، كأنه يريد أن يثور للقيام، قيل: احتفز واقعنفز، أو قعد القَعْفَزي، فإذا ألصق أليتيه بالأرض، وتوسط سناقيه قيل: قرطس. انتهى.
قال الأعظمي: ولا منافاة بين هذا الإقعاء الذي ذكره ابن عباس، وفسره ابن شُميل وغيره من أهل اللغة وبين الاقتراش الذي ورد في حديث أبي حُميد وغيره فإنها كلها سنة، وقد قال به أهل العلم والفقه من أهل مكة، ويظهر منه أن النبي ﷺ كان يفعل تارة هذه، وتارة هذه. فلا حاجة إلى تأويل بأن ذلك كان لأجل عذر من مرض وغيره.
وأما إن فسرنا الإقعاء بأن يُلصق ألْيتيه بالأرض، وينصبَ ساقيه، ويضعَ يديه على الأرض كإقعاء الكلب والقرد كما قال الهروي وغيره من أهل اللغة، فهذا الذي ورد النهي في الأحاديث، وإن كان أسانيدها ضعيفة مثل حديث علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا علي أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تُقْعِ بين السجدتين».
رواه الترمذي (٢٨٢) عن عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب فذكره، قال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه من حديث علي إلا من حديث أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي. وقال: وقد ضعَّف بعض أهل العلم الحارث الأعور». انتهى
قال الأعظمي: الحارث الأعور مع ضعفه عند أهل العلم فيه أيضًا أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس قد عنعن.
ومثل حديث أبي هريرة قال: «أمرني خليلي بثلاث، ونهاني عن ثلاث، أمرني بركعتي الضحى، وصوم ثلاثة أيام من الشهر، والوتر قبل النوم، ونهاني عن ثلاثة: عن الالتفات في الصلاة كالتفات الثعلب، وإقعاء كإقعاء القرد، ونقر كنقر الديك»، روي عن أبي هريرة من طريقين: أحدهما من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، ومن طريقه رواه البيهقي (٢/ ١٢٠)، ورواه ابن أبي شيبة (١/ ٢٨٥) عن علي بن مسهر، عن ليث به مكتفيا بقوله: «نهاني خليلي أن أقعي كإقعاء القرد».
ورواه الإمام أحمد (١٠٤٥٠، ١٠٤٨٣) عن طريقين، عن ليث به إلا أنه اكتفى بذكر الشطر الأول من الحديث، ولم يذكر الشطر الثاني، وإن الشطر الأول جاء من طرق صحيحة، وسيأتي في صلاتي الضُّحى والوتر.
والطريق الثاني ما رواه أبو داود الطيالسي (٢٧١٦) قال: حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي
زياد، عمن سمع أبا هريرة يقول فذكر الحديث بطوله.
ورواه الإمام أحمد (٧٥٩٥) عن محمد بن فُضيل، حدثنا يزيد بن أبي زياد به، وفيه علتان: إحداهما زياد بن أبي زياد فإنه ضعيف، والثانية: جهالة الراوي عن أبي هريرة، وقد سماه شريك في رواية عن يزيد بن أبي زياد بأنه مجاهد، رواه الإمام أحمد (٨١٠٦) عن يحيى بن آدم، حدثنا شريك به، وشريك وشيخه ضعيفان.
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى غير ما ذكرتُ وكلها ضعيفة وأكد بذلك النووي وغيره، انظر للمزيد «السنن الكبري» (١/ ١٢٠).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 111 من أصل 423 باباً
- 86 باب ما جاء في تطويل الركعتين في الأوليين، والاقتصار في الأُخريين في العشاء
- 87 باب قراءة النبيّ ﷺ سرًّا وجهرًّا كان بيانًا لمجمل القرآن
- 88 باب ما جاء في تكرار قراءة سورة واحدة في كل ركعتين
- 89 باب الجمع بين السورتين في الركعة
- 90 باب ما جاء لكل سورة ركعة
- 91 باب ما يُجزئ من القراءة في الصلاة لمن لا يحسن القرآن
- 92 باب التعوذ من وسوسة الشيطان في الصلاة
- 93 باب التسبيح والسؤال والتّعوذ عند قراءة آيات التسبيح والرّحمة والعذاب
- 94 باب ما جاء في صفة الركوع
- 95 باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس
- 96 باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس
- 97 باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس
- 98 باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس
- 99 باب النهي عن نقرة الغراب والدِّيك في السجود
- 100 باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع
- 101 باب ما جاء في قول الإمام «سمع الله لمن حَمِدَه»
- 102 باب الخرور إلى السجود
- 103 باب الاعتدال في السّجود والنّهي عن افتراش الذِّراعين افتراش الكلب
- 104 باب التجافي في السجود
- 105 باب ما روي في الاستعانة بالركب في السجود
- 106 باب السجود على سبعة أعظم
- 107 باب السجود على الجبهة مع الأنف
- 108 باب من قال: الاكتفاء بالسجود على الأنف
- 109 باب السجود على اليدين مع الجبهة
- 110 باب نصب القدمين ورصّهما في السجود
- 111 باب في اليدين أين تكونان من الرأس عند السجود
- 112 باب الاعتماد على الكفين في السجود، وضم أصابعهما وتوجيهها إلى القبلة
- 113 باب ما جاء في جلسة الاستراحة
- 114 باب القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
- 115 باب ما جاء في النهي عن عقبة الشيطان وهو الإقعاء المكروه
- 116 باب كيفية النهوض إلى الركعة الثانية وسائر الركعات
- 117 باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
- 118 باب فضل السجود
- 119 باب الأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود
- 120 باب ما جاء في الحث على كثرة السجود
- 121 باب ما يقال في الركوع والسجود
- 122 باب ما جاء من أدعية الركوع والسجود
- 123 باب المكث بين السجدتين
- 124 باب ما يقول بين السجدتين
- 125 باب ما جاء من التسوية بين أركان الصّلاة
- 126 باب هيئة الجلوس في التشهد
- 127 باب كيف الجلوس في التشهد الأوّل
- 128 باب كيف الجلوس في التّشهد الثاني
- 129 باب من قال بوجوب التّشهد الأوّل
- 130 باب من لم ير وجوب التّشهد الأوّل
- 131 باب ما جاء في الإشارة بالسبّابة في التّشهد
- 132 باب موضع البصر عند الإشارة بالسّبابة
- 133 باب النهي عن الإشارة بأصبعين
- 134 باب ما جاء في إخفاء التّشهد
- 135 باب ما جاء في صيغ التّشهد
معلومات عن حديث: القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
📜 حديث عن القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
تحقق من درجة أحاديث القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
تخريج علمي لأسانيد أحاديث القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح ومصادرها.
📚 أحاديث عن القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, September 13, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب