حديث: التحيات لله والصلوات والطيبات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صيغ التّشهد

عن عبد الله بن مسعود قال: كنا إذا صلَّينا خلف النَّبِيّ ﷺ قلنا: السّلام على جبريل وميكائيل، السّلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله ﷺ فقال: «إنَّ الله هو السّلام، فإذا صلَّى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السّلام عليك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فإنكم إذا قلتموها أصابت كلَّ عبد لله صالح في السماء والأرض - أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسولُه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٣١) عن أبي نعيم، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: قال عبد الله .

عن عبد الله بن مسعود قال: كنا إذا صلَّينا خلف النَّبِيّ ﷺ قلنا: السّلام على جبريل وميكائيل، السّلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله ﷺ فقال: «إنَّ الله هو السّلام، فإذا صلَّى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السّلام عليك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فإنكم إذا قلتموها أصابت كلَّ عبد لله صالح في السماء والأرض - أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسولُه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تُبيِّن صفة الصلاة وكيفية التشهد فيها، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● السَّلَام: التحية والدعاء بالسلامة والبركة.
● التَّحِيَّات: جميع أنواع التعظيم والتبجيل لله تعالى.
● الصَّلَوَات: العبادات كلها، أو الصلوات المفروضة خاصة.
● الطَّيِّبَات: الأقوال والأفعال الحسنة، أو ما طاب من الأقوال والأعمال.
● عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ: كل من عبد الله حق عبادته في السماوات والأرض من الملائكة والأنبياء والمؤمنين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم في بداية الإسلام إذا صلوا خلف النبي ﷺ يسلّمون في صلاتهم على جبريل وميكائيل وغيرهم من الملائكة أو الأشخاص، فلفت النبي ﷺ انتباههم إلى أن التحية والسلام الحق ينبغي أن يبدأ بالله تعالى، لأنه هو مصدر السلام والحافظ له، ثم علمهم الصيغة الصحيحة للتشهد في الصلاة، والتي تشمل تمجيد الله تعالى، والصلاة على النبي ﷺ، والدعاء بالسلام للمؤمنين جميعاً.

3. الدروس المستفادة منه:


● تقديم تعظيم الله تعالى: في كل شيء، حتى في التحية والسلام، فيبدأ بالله لأنه المستحق لكل تعظيم.
● مشروعية التعليم بالتوجيه اللطيف: حيث التفت النبي ﷺ إلى الصحابة بهدوء وعلمهم الصواب دون تأنيب.
● شمولية السلام في الصلاة: عندما يقول المصلي "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" فإن هذا الدعاء يشمل كل صالح في السماوات والأرض، مما يوحد قلوب المؤمنين ويوسع دائرة الدعاء.
● التعبد لله بالصيغة النبوية: أن يكون التشهد في الصلاة وفق ما علمه النبي ﷺ، فهي أفضل الصيغ وأكملها.
● الإقرار بالعبودية والرسالة: في ختام التشهد يشهد المسلم بوحدانية الله تعالى وبأن محمداً عبده ورسوله، مما يجدد الإيمان في القلب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول تشهد الصلاة، وهو متفق عليه (أخرجه البخاري ومسلم).
- صيغة التشهد هنا هي من أشهر صيغ التشهد، ويعرف بتشهد ابن مسعود.
- فيه إثبات أن دعاء المصلي في صلاته بالسلام على عباد الله الصالحين يصل إلى كل صالح في السماوات والأرض، وهذا من فضل الله تعالى على الأمة.
- يستحب للمصلي أن يستحضر عظمة الله تعالى ويخشع في هذا الموطن، لأنه من مخاطبة الله تعالى والثناء عليه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبلين على صلاتهم، المخلصين فيها، المتأسين برسول الله ﷺ في أقواله وأفعاله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٨٣١) عن أبي نعيم، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: قال عبد الله ... فذكر الحديث.
وفي رواية يحيى، عن الأعمش حَدَّثَنِي شقيق، عن عبد الله (٨٣٥) قال: كنا إذا كنا مع النَّبِيّ ﷺ في الصّلاة، قلنا: السّلام على الله من عباده، السّلام على فلان وفلان، فقال النَّبِيّ ﷺ: «لا تقولوا السّلام على الله فإن الله هو السّلام ثمّ ذكر بقية التّشهد مثله، وقال في آخره: «ثمّ يتخيرُ من الدُّعاء أعجَبَه إليه فيدعو».
ورواه أيضًا في الدعوات (٦٣٢٨)، ومسلم في الصّلاة (٤٠٢) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: كنا نقول في الصّلاة خلف رسول الله ﷺ كذا ذكره مسلم وقال أيضًا: «تم يتخيَّرُ من المسألة ما شاء«وفي رواية: «ثمّ ليتخيَّر بعد من المسألة ما شاء».
وفي الصحيحين أيضًا - البخاريّ في الاستئذان (٦٢٦٥) واللّفظ له، ومسلم في الصّلاة كلاهما عن أبي نعيم، قال: حَدَّثَنَا سيف بن سليمان، قال: سمعت مجاهدًا يقول: حَدَّثَنِي عبد الله بن سَخْبَرة قال: سمعتُ ابن مسعود يقول: عَلَّمني رسول الله ﷺ وكفّي بين كفَّيه - التّشهُّدَ كما يُعلِّمني السورةَ من القرآن فذكر مثله إلى قوله: «وأشهد أن محمدًا رسول الله«وقال: وهو بين ظهْرانَينا، فلمّا قُبِض قلنا: السّلام - يعني على النَّبِيّ ﷺ.
يعني أنهم كانوا يقولون في حياة النَّبِيّ ﷺ: السّلام عليك أيها النَّبِيّ» بكاف الخطّاب، فلمّا مات عليه السلام عدلوا عن ذلك وقالوا: «السّلام على النَّبِيّ» تركوا الخطّاب، وذكروه بلفظ الغيبة.
وقد صحَّ عن الصّحابة أنّهم كانوا يقولون والنَّبِيّ ﷺ حيٌّ: «السّلام عليك أيّها النَّبِيّ. فلمّا مات قالوا: السّلام على النَّبِيّ».
رواه عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء، أن الصّحابة، فذكره.
وإسناده صحيح، كما قال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣١٤).
ورواه أبو داود (٩٧٠)، والدارقطني (١٣٣٣)، وصحّحه ابن حبان (١٩٦٢) كلّهم من حديث الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيديّ، وأخذ ابن مسعود بيد علقمة، وأخذ النَّبِيّ ﷺ بيد ابن مسعود، فعلَّمه التّشهد كما ذكره الأعمش: «إذا قلت هذا، أو قضيت هذا، فقد قضيت صلاتك، إن شئتَ أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد».
هكذا قال أبو داود، وقال ابن حبان: قال عبد الله بن مسعود: «فإذا فرغت من هذا فقد فرغت من صلاتك، فإن شئت فاثبت، وإن شئت فانصرف».
فاختلف أهل العلم في هذه الزيادة، هل هي مرفوعة أو موقوفة على عبد الله بن مسعود؟ .
فذهب الدارقطني إلى أن مَنْ جعله مِنْ كلام ابن مسعود أشبه بالصّواب، وذكر عللها وتبعه في ذلك البيهقيّ.
وقال ابن التركماني في «الجوهر النقي» (٢/ ١٧٤، ١٧٥): «لا تعلل بها رواية من رفع؛ لأن الرّفع زيادة مقبولة على ما عرف من مذاهب أهل الفقه والأصول. فيحمل على أن ابن مسعود سمعه من النَّبِيّ ﷺ فرواه كذلك مرة، وأفتى به مرة أخرى، وهذا أولى من جعل كلامه، إذ فيه تخطئة الجماعة الذين وصلوه».
قال الأعظمي: وفي حال ثبوته مرفوعًا فيه دلالة على أن الصّلاة على النَّبِيّ ﷺ في التّشهد غير واجبة، وهو رأي جمهور أهل العلم من المحدثين والفقهاء إِلَّا الشافعي ورواية عن أحمد فإنهما ذهبا إلى وجوبها. وسيأتي الكلام على هذه المسألة في الباب الذي يليه.
شرح ألفاظ الحديث:
قوله: «التشهد» سُمّي بالتشهد للنطق بالشهادة بالوحدانية والرسالة.
قوله: «إنَّ الله هو السلام» معناه أن السّلام اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه السالم من النقائص، وسمات الحدوث، ومن الشريك والنِّدّ.
قوله: «التحيات» جمع تحية وهي المِلك، يقال: حيَّاك الله - أي ملَّكك. كذا في «مختار الصحاح».
قال النوويّ: «التحيات جمع تحية وهي الملك، وقبل البقاء، وقيل العظمة، وقيل الحياة، وإنما قيل التحيات بالجمع، لأن ملوك العرب كان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة، فقيل: جميع تحياتهم الله تعالى، وهو المستحق لذلك حقيقة». انتهى.
قوله: «فليقل التحيات لله»: قال الخطّابي: «فيه إيجاب التّشهد؛ لأن الأمر على الوجوب». انتهى.
قال الأعظمي: وإليه ذهب جمهور المحدثين بأن التشهدين واجبان، وذهب أبو حنيفة ومالك وجمهور الفقهاء إلى أنهما سنَّتان، وقال الشافعي: الأوّل سنة، والأخير واجب.
تشهد ابن عباس:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 422 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التحيات لله والصلوات والطيبات

  • 📜 حديث: التحيات لله والصلوات والطيبات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التحيات لله والصلوات والطيبات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التحيات لله والصلوات والطيبات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التحيات لله والصلوات والطيبات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب