أداء ركعتين بعد الوتر - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب أداء ركعتين بعد الوتر
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٣٨/ ١٢٦) عن محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة فذكره.
وأما ما روي عن أم سلمة أن النبي ﷺ كان يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس. فالصّواب فيه أنه من فعل أم سلمة نفسها، كما قال العقيلي في الضعفاء.
والحديث رواه الترمذي (٤٧١)، وابن ماجه (١١٩٥) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا حماد بن مسعدة، قال: حدثنا ميمون بن موسى المرئي، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة فذكرته.
وميمون بن موسى تكلم فيه النسائي وأبو أحمد الحاكم، وقال الساجي: كان يدلس وقال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
ومشّاه أبو حاتم وأبو داود.
كما أن فيه الحسن وهو مدلس وقد عنعن، وأمه اسمها: «خيرة» وهي مولاة أم سلمة. ذكرها ابن حبان في الثقات ووثَّقها ابن حزم.
حسن: رواه أحمد (٢٢٣١٣)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣٣٢)، والبيهقي (٣/ ٣٣)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (٥٥) كلهم من طريق عُمارة بن زاذان، ثنا أبو غالب، عن أبي أمامة فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٢٢٤٦)، والطبراني، والبيهقي (٨/ ٣٣٢) كلهم من طريق عبد الصمد، يعني ابن عبد الوارث، ثنا أبي، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة فذكرهُ مختصرًا وهو قوله: «كان يُصلِّي ركعتين بعد الوتر، وهو جالس يقرأ فيهما ....».
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٤١): «رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي غالب غير أنه حسن الحديث.
وعمارة بن زاذان فيه كلام يسير إلا أنه توبع؛ ولذا قد يكون وهم في رواية هذا الحديث عن ثابت،
عن أنس، قال: كان النبيّ ﷺ يوتر بتسع ركعات، فلما أسنَّ وثقل أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهنّ بالرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ [الزلزلة: ١]، و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: ١] ونحوهما.
رواه ابن خزيمة (١٠٧٩) من طريقين عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، به. فإنه لم يتابع على هذه الرواية.
ولذا قال البيهقي (٣/ ٣٣): «وخالف عمارة بن زاذان في قراءة النبي ﷺ فيهما سائر الرواة» ونقل عن البخاري أنه قال: عمارة بن زاذان ربما يضطرب في حديثه.
وقد رُوي أيضًا عن أنس بن مالك، أنّ النبيّ ﷺ كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس ويقرأ في الركعة الأولى بأمّ القرآن، و﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾، وفي الثانية: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾. رواه البيهقي (٣/ ٣٣) وغيره عن بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وبقية بن الوليد مدلّس وقد عنعن، وعتبة بن أبي حكيم ضعيف. وأعلّه البيهقيّ بعتبة بن أبي حكيم، وأبي غالب الذي في حديث أبي أمامة.
حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٨٧)، والبزار «كشف الأستار» (٦٩٢) كلاهما من حديث عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان فذكره.
وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٦٣) إلى البزار وحده، وهو تقصير منه، ثم عزاه مرَّةً أخرى (٢/ ٢٤٦) إلى الكبر والأوسط ولم يعز إلى البزار وفيه تقصير أيضًا، وقال في الموضعين: «فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، واختلف في الاحتجاج به»، وقال في الموضع الثاني: «وفيه كلام».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكنه توبع، فقد رواه الدارمي (١٦٠١)، وابن خزيمة (١١٠٦)، وابن حبان (٢٥٧٧) كلهم من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن شريح بن عيد، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، به مثله.
ولكن سقط في صحيح ابن حبان «عن أبيه» بين عبد الرحمن بن جبر وين ثوبان، وهو لابد منه كما في المصادر الأخرى.
وكذلك اختلف لفظ الدارمي من قوله: «هذا السفر» إلى «هذا السهر» وأَعتقد أنه أيضًا خطأ.
وبهذه المتابعة ارتفع الحديث إلى درجةِ الصحيح لغيره.
وفي الحديث دليل على أن أداء الركعتين بعد الوتر لا كراهية فيه.
قال ابن خُزيمة: «إن الصلاة بعد الوتر مباحة لجميع من يريد الصلاة بعده، وأن الركعتين اللتين كان النبي ﷺ يُصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي ﷺ دون أمته؛ إذ النبي ﷺ قد أمرنا
بالركعتين بعد الوتر، أمر ندب وفضيلة، لا أمر إيجاب وفريضة». انتهى.
وقيَّده ابن حبان للمسافر الذي يخاف أن لا يستيقظ للتهجد، ولكن هل هذا كان من دأب رسول الله ﷺ فيرى النووي رحمه الله تعالى أنه لم يكن من دأبه ﷺ أداء الركعتين بعد الوتر، وإنما فعل مرة أو مرتين لبيان الجواز للأحاديث المشهورة: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا».
ويرى محمد بن نصر أن قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا» اختيارًا لا إيجابًا، لأن ابن عمر هو الراوي عن رسول الله ﷺ: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا» وهو الذي كان يشفع وتره. وروي عنه أنه سئل عمن قام من الليل وقد أوتر قبل أن ينام فصلَّى مثنى مثنى، ولم يشفع وتره. فقال: ذلك حسن جميل، فدل فتياه أنه رأى قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا» اختيارًا لا إيجابًا.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 332 من أصل 423 باباً
- 307 باب فيمن يُخفف صلاة الليل لأجل غيره، ويُطيل لنفسه
- 308 باب ما جاء في عدد صلاة رسول الله ﷺ في الليل وأن الوتر من ركعة إلى تسع ركعات
- 309 باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعةٌ من آخر الليل
- 310 باب ما جاء من صلاة النَّبِيّ ﷺ النافلة قاعدًا
- 311 باب ما جاء في صلاة النَّبِيّ ﷺ إذا افتتح قائمًا ركع قائمًا وإذا افتتح قاعدًا ركع قاعدًا
- 312 باب ما جاء في صلاة النَّبِيّ ﷺ النافلة بعضها قاعدًا وبعضها قائمًا
- 313 باب ما جاء أن أجر صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم
- 314 باب التربُّع في الصّلاةِ إذا صلَّى جالسًا
- 315 باب ذكر من نوى قيام الليل فغلبه النوم
- 316 باب ترك القيام للمريض
- 317 باب قضاء صلاة الليل بالنهار إذا فاتت لمرض أو شغل أو نوم
- 318 باب ما جاء في إحياء معظم اللَّيلة أو كلّها أحيانًا
- 319 باب كراهية إحياء الليلة كلِّها بالصلاة
- 320 باب من نَعَس في صلاته فليرقد حتَّى يذهب عنه النوم
- 321 باب المداومة على العمل وإن قل َّ
- 322 باب الاقتصاد في العبادة وكراهية التّشديد فيها
- 323 باب ما جاء أن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
- 324 باب ما جاء في تأكيد الوتر وأنه سنة وليس بواجب
- 325 باب أداء صلاة الوتر على الدابة
- 326 باب إيقاظ النَّبِيّ ﷺ أَهْلَهُ للوتر
- 327 باب ليجعل آخر صلاته وِترًا
- 328 باب ما روي في نقض الوتر
- 329 باب النهي عن وترين في ليلة
- 330 باب ما جاء في ساعات الوتر أول الليل وأوسطه وآخره
- 331 باب ما جاء في الوقت المختار للوتر هو آخر الليل لِمن قويَ عليه وتقديمه لغيره
- 332 باب ما جاء في أداء صلاة الوتر قبل النوم
- 333 باب ما جاء من المبادرة لأداء صلاة الوتر قبل طلوع الفجر، ومن تعمَّد تأخيره حتى طلع الفجر فلا وتر له
- 334 باب ما جاء في قضاء الوتر
- 335 باب أداء ركعتين بعد الوتر
- 336 باب وتر النبي ﷺ بركعة
- 337 وتر النبي ﷺ بثلاث ركعات
- 338 باب وتر النبي ﷺ بخمس
- 339 وتر النبي ﷺ بتسع ركعات
- 340 باب ما جاء في الوتر بثلاث عشرة وبسبع
- 341 باب ما جاء من الفصل بين الشفع والوتر
- 342 باب تخيير المُوتِر بين الواحدة والثلاث والخمس
- 343 باب من لم يستطع أن يُوتر يومِئُ إيماءً برأسه
- 344 باب النهي عن تشبيه صلاة الوتر بصلاة المغرب
- 345 باب ما يقرأ به في الوتر
- 346 باب ما يُدعى به في قنوت الوتر
- 347 باب القنوت بعد الركوع
- 348 باب من قال: إنّ القنوت في الوتر قبل الرّكوع
- 349 باب في القنوت في النازلة قبل الركوع وبعده
- 350 باب ما كان يقوله النبي ﷺ بعد التسليم من صلاة الوتر
- 351 باب ما جاء في بدءِ القنوت
- 352 باب ما جاء في استحباب القنوت في الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازِلةٌ والجَهْرُ به
- 353 القنوت في الصبح والمغرب
- 354 باب ما جاء في ترك القنوت بعد زوال سببه
- 355 باب ما جاء أنّ النبيّ ﷺ ما كان يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم
- 356 باب تأمين المأمومين خلف الإمام إذا دعا في القنوت
معلومات عن حديث: أداء ركعتين بعد الوتر
📜 حديث عن أداء ركعتين بعد الوتر
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ أداء ركعتين بعد الوتر من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث أداء ركعتين بعد الوتر
تحقق من درجة أحاديث أداء ركعتين بعد الوتر (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث أداء ركعتين بعد الوتر
تخريج علمي لأسانيد أحاديث أداء ركعتين بعد الوتر ومصادرها.
📚 أحاديث عن أداء ركعتين بعد الوتر
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع أداء ركعتين بعد الوتر.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, September 14, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب