حديث: من أوتر فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أداء ركعتين بعد الوتر

عن ثوبان قال: كُنَّا مع رسول الله ﷺ في سفر فقال: «إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظ وإلّا كانتا له».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٨٧)، والبزار «كشف الأستار» (٦٩٢) كلاهما من حديث عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان فذكره.

عن ثوبان قال: كُنَّا مع رسول الله ﷺ في سفر فقال: «إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظ وإلّا كانتا له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وغيره، عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ رضي الله عنه.

شرح المفردات:
* السفر: الخروج من الوطن قصداً إلى مكان آخر.
* جهد وثقل: أي مشقة وتعب يُجهِدان البدن ويُثقلانه.
* أوتر: صلاة الوتر، وهي الصلاة التي تختم بها صلاة الليل، وأقلها ركعة واحدة.
* فليركع ركعتين: أي فليصلِّ ركعتين خفيفتين بعد الوتر.
* فإن استيقظ: أي من نومه ليلاً ليقيم الليل.
* وإلّا كانتا له: أي إن لم يستيقظ حتى طلع الفجر، فقد كتب له أجر هاتين الركعتين.

المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل ثوبان رضي الله عنه أنهم كانوا في رحلة سفر مع رسول الله ﷺ، والشأن في السفر ما فيه من مشقة وتعب ينال من الجسد ويجعله ميالاً إلى النوم والراحة. فأرشدهم النبي ﷺ إلى حكمة عظيمة؛ فقال: إن من صلى الوتر (وهي آخر ما يصلي من الليل) وخشي أن لا يستيقظ للقيام آخر الليل بسبب التعب، فليصلِّ ركعتين خفيفتين بعد الوتر. فإذا استيقظ من نومه لاحقاً في الليل، فليصلِّ ما شاء الله له أن يصلي، وهاتان الركعتان تكونان نافلة زائدة. وإن غلبه النوم ولم يستيقظ حتى الفجر، فإن هاتين الركعتين تكتبان له كأنه قام آخر الليل، فتكونان جابرتين لما فاته من قيام الليل.

الدروس المستفادة منه:
1- رحمة النبي ﷺ بأمته وشفقته عليهم: حيث شرع لهم من التيسيرات ما يجبر تقصيرهم الناتج عن الأعذار المشروعة كالتعب والسفر.
2- حكمة مشروعية صلاة الركعتين بعد الوتر: وهي اتخاذ وسيلة تحفظ أجر قيام الليل لمن خاف أن ينام عنه. فهي بمثابة "البديل الاحتياطي" أو "الجابر" للفائت.
3- سعة فضل الله تعالى وكرمه: حيث يكتب الله لعبده الأجر على نيته الصالحة والعمل الذي كان يعتاده لو لم يعجزه عذر.
4- استحباب هذه الركعتين بعد الوتر لمن خاف أن لا يقوم آخر الليل: وهذا الحكم خاص بمن خشي أن ينام عن قيام الليل، أما من وثق من استيقاظه (كأن يكون ليس عليه نعاس) فالسنة أن يجعل الوتر آخر صلاته في الليل.
5- التيسير ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية: فالإسلام دين يسر، لا يعسر، ويأمر العبد أن يتعبد الله حسب طاقته واستطاعته دون تكليف فوق الوسع.

معلومات إضافية مفيدة:
* هاتان الركعتان سُنة وليستا واجبتين.
* يصليهما المسلم جالساً حتى لو كان قادراً على القيام، وذلك للتخفيف وعدم المشقة، وله أن يقرأ فيهما بما تيسر من القرآن.
* حكمتهما: أن تكون آخر عهد المسلم بالليل صلاة، فلا ينام إلا على طاعة.
* هذا الفعل من النبي ﷺ يدل على حرصه على ألا تفوت أمته الخير، ويعلّمهم كيفية التغلب على العقبات التي قد تحول بينهم وبين الطاعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٨٧)، والبزار «كشف الأستار» (٦٩٢) كلاهما من حديث عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن ثوبان فذكره.
وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٦٣) إلى البزار وحده، وهو تقصير منه، ثم عزاه مرَّةً أخرى (٢/ ٢٤٦) إلى الكبر والأوسط ولم يعز إلى البزار وفيه تقصير أيضًا، وقال في الموضعين: «فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، واختلف في الاحتجاج به»، وقال في الموضع الثاني: «وفيه كلام».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكنه توبع، فقد رواه الدارمي (١٦٠١)، وابن خزيمة (١١٠٦)، وابن حبان (٢٥٧٧) كلهم من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن شريح بن عيد، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، به مثله.
ولكن سقط في صحيح ابن حبان «عن أبيه» بين عبد الرحمن بن جبر وين ثوبان، وهو لابد منه كما في المصادر الأخرى.
وكذلك اختلف لفظ الدارمي من قوله: «هذا السفر» إلى «هذا السهر» وأَعتقد أنه أيضًا خطأ.
وبهذه المتابعة ارتفع الحديث إلى درجةِ الصحيح لغيره.
وفي الحديث دليل على أن أداء الركعتين بعد الوتر لا كراهية فيه.
قال ابن خُزيمة: «إن الصلاة بعد الوتر مباحة لجميع من يريد الصلاة بعده، وأن الركعتين اللتين كان النبي ﷺ يُصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي ﷺ دون أمته؛ إذ النبي ﷺ قد أمرنا
بالركعتين بعد الوتر، أمر ندب وفضيلة، لا أمر إيجاب وفريضة». انتهى.
وقيَّده ابن حبان للمسافر الذي يخاف أن لا يستيقظ للتهجد، ولكن هل هذا كان من دأب رسول الله ﷺ فيرى النووي رحمه الله تعالى أنه لم يكن من دأبه ﷺ أداء الركعتين بعد الوتر، وإنما فعل مرة أو مرتين لبيان الجواز للأحاديث المشهورة: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا».
ويرى محمد بن نصر أن قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا» اختيارًا لا إيجابًا، لأن ابن عمر هو الراوي عن رسول الله ﷺ: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا» وهو الذي كان يشفع وتره. وروي عنه أنه سئل عمن قام من الليل وقد أوتر قبل أن ينام فصلَّى مثنى مثنى، ولم يشفع وتره. فقال: ذلك حسن جميل، فدل فتياه أنه رأى قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم وترًا» اختيارًا لا إيجابًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1030 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أوتر فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

  • 📜 حديث: من أوتر فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أوتر فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أوتر فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أوتر فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب