حديث: عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أداء ركعتين بعد الوتر

عن أبي أمامة كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع حتَّى إذا بَدُن وكَثُر لحمُه أوتر بسبعٍ، وصلَّى ركعتين وهو جالس، يقرأ فيهما: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾.

حسن: رواه أحمد (٢٢٣١٣)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣٣٢)، والبيهقي (٣/ ٣٣)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (٥٥) كلهم من طريق عُمارة بن زاذان، ثنا أبو غالب، عن أبي أمامة فذكره.

عن أبي أمامة كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع حتَّى إذا بَدُن وكَثُر لحمُه أوتر بسبعٍ، وصلَّى ركعتين وهو جالس، يقرأ فيهما: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه:
الحديث:
عن أبي أمامة: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُوتِرُ بِتِسْعٍ، حَتَّى إِذَا بَدُنَ وَكَثُرَ لَحْمُهُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، يَقْرَأُ فِيهِمَا: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ وَ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾."


1. شرح المفردات:


● يُوتِرُ بِتِسْعٍ: أي يصلي صلاة الوتر (وهي الصلاة الختامية لليل) تسع ركعات متصلة، يسلم في آخرها.
● بَدُنَ: أي ثَقُلَ جسمه وكَبُرَ سِنُّهُ، أو كَثُرَ لحمه من السمنة.
● أَوْتَرَ بِسَبْعٍ: أي خفف فأصبح يوتر بسبع ركعات فقط بدلاً من تسع.
● رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ: هاتان الركعتان هما سنة الوتر أو سنة العشاء البعدية، وكان يصليهما جالسًا بعد الانتهاء من الوتر تخفيفًا على نفسه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه هدي النبي ﷺ في صلاة الوتر في أواخر عمره الشريف. ففي السابق كان ﷺ يوتر بتسع ركعات، ولكن عندما تقدم به العمر وثقل جسمه - إما بسبب الشيخوخة أو السمنة - خفف على نفسه فأصبح يوتر بسبع ركعات فقط. ثم بعد أن يسلم من الوتر، كان يصلي ركعتين خفيفتين وهو جالس، يقرأ في كل منهما بسورة قصيرة (سورة الزلزلة وسورة الكافرون).


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- مرونة الشريعة والتخفيف عند الحاجة: الحديث دليل على أن الشريعة الإسلامية سمحة، وتأمر بالتيسير ورفع الحرج، خاصة عند وجود عذر مثل المرض أو كبر السن أو التعب. فالنبي ﷺ وهو المشرع خفف على نفسه عندما ثقل جسمه.
2- تنوع صلاة الوتر: الحديث يدل على أن صلاة الوتر ليست محصورة في ركعة واحدة، بل يجوز أن تكون ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو تسعًا، كما في هذا الحديث وغيره. والأمر فيه سعة.
3- مشروعية صلاة ركعتين بعد الوتر: هاتان الركعتان اللتان كان يصليهما ﷺ جالسًا بعد الوتر هما من النوافل. وذهب جمهور العلماء إلى استحباب هاتين الركعتين، وأنهما سنة مؤكدة بعد الوتر، وتسمى "سنة الوتر" أو "الشفع بعد الوتر". ويجوز صلاتهما قائمًا أو جالسًا، وقد فعلهما النبي ﷺ جالسًا هنا للتخفيف.
4- استحباب قراءة سورتي (إِذَا زُلْزِلَتِ) و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) في هاتين الركعتين: فيه استحباب قراءة هاتين السورتين في الركعتين بعد الوتر، لما فيهما من معاني التوحيد والتفويض إلى الله والبراءة من الشرك.
5- جواز الصلاة النافلة جالسًا: الحديث دليل على جواز صلاة النافلة جالسًا، حتى لمن有能力 على القيام، وإن كان القيام أفضل. فصلاة النافلة جالسًا لها نصف أجر صلاة القائم، كما ورد في الحديث.
6- هدي النبي ﷺ القدوة: في الحديث بيان لهدي النبي ﷺ العملي الذي يجمع بين العبادة والرحمة بالنفس، فهو يعلم أمته كيف يوازنون بين الجد في العبادة وعدم إرهاق النفس بما لا تطيق.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم صلاة الركعتين بعد الوتر: ذهب الحنفية إلى أن هاتين الركعتين مكروهة، ولكن جمهور العلماء (الشافعية والمالكية والحنابلة) على استحبابهما، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● كيفية الوتر بسبع أو تسع: يصليها المسلم متصلة بتشهد واحد في الركعة السابعة أو التاسعة، ولا يسلم إلا في الأخيرة. وهذا هو الأفضل، وله أن يسلم من كل ركعتين ثم يوتر بواحدة.
● العبرة في التخفيف: ليس التخفيف مقصورًا على كبر السن أو السمنة، بل يشمل كل عذر يجد المسلم معه مشقة في إطالة الصلاة أو كثرة الركعات، كمرض أو تعب أو نحوه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٣١٣)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣٣٢)، والبيهقي (٣/ ٣٣)، ومحمد بن نصر في كتاب الوتر (٥٥) كلهم من طريق عُمارة بن زاذان، ثنا أبو غالب، عن أبي أمامة فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٢٢٤٦)، والطبراني، والبيهقي (٨/ ٣٣٢) كلهم من طريق عبد الصمد، يعني ابن عبد الوارث، ثنا أبي، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أبي غالب، عن أبي أُمامة فذكرهُ مختصرًا وهو قوله: «كان يُصلِّي ركعتين بعد الوتر، وهو جالس يقرأ فيهما ....».
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٤١): «رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي غالب غير أنه حسن الحديث.
وعمارة بن زاذان فيه كلام يسير إلا أنه توبع؛ ولذا قد يكون وهم في رواية هذا الحديث عن ثابت،
عن أنس، قال: كان النبيّ ﷺ يوتر بتسع ركعات، فلما أسنَّ وثقل أوتر بسبع، وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهنّ بالرحمن والواقعة. قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ [الزلزلة: ١]، و﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: ١] ونحوهما.
رواه ابن خزيمة (١٠٧٩) من طريقين عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، به. فإنه لم يتابع على هذه الرواية.
ولذا قال البيهقي (٣/ ٣٣): «وخالف عمارة بن زاذان في قراءة النبي ﷺ فيهما سائر الرواة» ونقل عن البخاري أنه قال: عمارة بن زاذان ربما يضطرب في حديثه.
وقد رُوي أيضًا عن أنس بن مالك، أنّ النبيّ ﷺ كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس ويقرأ في الركعة الأولى بأمّ القرآن، و﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾، وفي الثانية: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾. رواه البيهقي (٣/ ٣٣) وغيره عن بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وبقية بن الوليد مدلّس وقد عنعن، وعتبة بن أبي حكيم ضعيف. وأعلّه البيهقيّ بعتبة بن أبي حكيم، وأبي غالب الذي في حديث أبي أمامة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1029 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع

  • 📜 حديث: عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب