حديث: لا آذن إلا أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن فاطمة بنت محمد ﷺ بضعة منه ﷺ يريبه ما أرابها ويؤذيه ما آذاها

عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٩ - ٣٩) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال، فذكره.

عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه المسور بن مخرمة رضي الله عنه:
الحديث:
عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو على المنبر: «إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها».


1. شرح المفردات:


● بني هاشم بن المغيرة: هم أبناء هاشم بن المغيرة من قبيلة بني مخزوم، وهم أشراف قريش.
● استأذنوا: طلبوا الإذن والموافقة.
● فلا آذن: لا أسمح ولا أوافق.
● بضعة مني: قطعة من جسدي، كناية عن شدّة القرابة والمحبة.
● يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا: يثير شكي وشبهتي ما يثير شكها وقلقها.
● يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا: يؤلمني ويجرحني ما يؤذيها.


2. شرح الحديث:


كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه متزوجًا من السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة رسول الله ﷺ. وجاء بنو هاشم بن المغيرة (من قبيلة مخزوم) يطلبون من النبي ﷺ الإذن بأن يزوجوا ابنتهم لعليّ، بمعنى أن يتزوج عليّ عليها (أي يكون زواجًا ثانيًا).
فوقف النبي ﷺ على المنبر وأعلن أمام الناس رفضه القاطع لهذا الطلب، مؤكدًا ذلك بتكراره "فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن"، مما يدل على تأكيد شديد وتحذير من المساس بحق فاطمة.
ثم بيّن النبي ﷺ السبب في هذا الرفض القاطع، وهو أن فاطمة رضي الله عنها هي "بضعة منه"، أي جزء منه، يحزن لحزنها ويؤلمه أذاها. وتزويج عليّ بغيرها في حياتها قد يؤذيها ويسبب لها الغيرة والألم، وهذا ما لا يريده النبي ﷺ لها.
وقد جعل النبي ﷺ الإذن مشروطًا بشرط مستحيل عمليًا وأخلاقيًا، وهو أن يطلق عليّ فاطمة أولاً، وهو شرط يعلم النبي ﷺ أن عليًا لن يقبله أبدًا لشدة محبته وإيمانه ووفائه لفاطمة رضي الله عنهما.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم مكانة فاطمة الزهراء عند رسول الله ﷺ: فقد كانت قرة عينه، وكان يغار عليها ويحمي مشاعرها.
2- حماية النبي ﷺ لمشاعر ابنته: حرصه ﷺ على عدم إيذائها نفسيًا أو إثارة الغيرة في قلبها.
3- الغيرة على المحارم وحماية الأعراض: بيان أهمية غيرة الرجل على أهل بيته ودفع ما قد يؤذيهم.
4- تقديم حق الزوجة الأولى وصون مشاعرها: خاصة إذا كانت ذات مكانة وقداسة كالسيدة فاطمة.
5- الحكمة في الرفض: حيث رفض النبي ﷺ الطلب بأسلوب حكيم وحاسم، دون أن يجرح طالبيه، بل بين السبب بشكل واضح.
6- التأكيد على الوفاء في العلاقات الزوجية: وإظهار مكانة الزوجة الصالحة وحقها في الرعاية والاحترام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام البخاري بمعناه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- السيدة فاطمة الزهراء هي ابنة النبي ﷺ من السيدة خديجة رضي الله عنها، وهي سيدة نساء أهل الجنة.
- كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه شديد المحبة والوفاء لفاطمة، ولم يتزوج عليها في حياتها.
- يُستفاد من الحديث أيضًا أن تعدد الزوجات ليس ممنوعًا شرعًا، لكنه مقيد بعدم الظلم والإيذاء، وقد منعه النبي هنا لحكمة عظيمة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنّة نبيه، وأن يجعلنا من المحبين لآل بيته وأصحابه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٩ - ٣٩) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال، فذكره. واللفظ للبخاري.
وقرن مسلم مع قتيبة أحمد بن عبد الله بن يونس، كلاهما عن الليث به.
وفي لفظ: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني».
رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧١٤) عن أبي الوليد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 615 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا آذن إلا أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم

  • 📜 حديث: لا آذن إلا أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا آذن إلا أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا آذن إلا أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا آذن إلا أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب