حديث: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخبار مارية

عن أبي ذر قال: قال رسول الله ﷺ: «إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمةً ورَحِمًا - أو قال: ذمةً وصهرًا - فإذا رأيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لبنةٍ، فاخرُجْ منها».

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٤٣: ٢٢٧) عن زهير بن حرب وعبد الله بن سعيد قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذر فذكره.

عن أبي ذر قال: قال رسول الله ﷺ: «إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمةً ورَحِمًا - أو قال: ذمةً وصهرًا - فإذا رأيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لبنةٍ، فاخرُجْ منها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي الكريم ﷺ الذي أخبر فيه عن أمور غيبية وقعت بعد وفاته، ووضع فيه أسس التعامل مع البلاد المفتوحة وأهلها. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

الحديث بلفظه:


عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمةً ورَحِمًا - أو قال: ذمةً وصهرًا - فإذا رأيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لبنةٍ، فاخرُجْ منها».


1. شرح المفردات:


● ستفتحون مصر: أي أن الجيوش الإسلامية ستغزو وتدخل مصر فاتحةً منتصرة.
● أرض يسمى فيها القيراط: القيراط هو جزء من الدينار أو الدرهم، والمقصود أن أهل مصر يتعاملون بهذه التسمية في معاملاتهم المالية، وهو دليل على دقة معاملاتهم وحضارتهم.
● فأحسنوا إلى أهلها: أي عاملوهم معاملة حسنة، بالعدل والرفق والبر.
● فإن لهم ذمةً ورَحِمًا: الذمة هي العهد والأمان، والرحم القرابة. وقوله "أو ذمة وصهرًا" الصهر يعني المصاهرة.
● يختصمان فيها في موضع لبنةٍ: أي يتنازعان على مساحة صغيرة جدًا لا تتعدى مكان لبنة (أي طوبة أو حجر البناء).
● فاخرُجْ منها: أي اترك البلاد واهرب منها.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث النبوي الشريف يتضمن عدة معانٍ عميقة:
أولاً: البشارة بفتح مصر: هذا من معجزات النبي ﷺ حيث أخبر بأمر غيبي وقع بعد وفاته، فقد فتحت مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة 20 هـ.
ثانيًا: وصف مصر وأهلها: قوله ﷺ "أرض يسمى فيها القيراط" إشارة إلى حضارة مصر ودقة أهلها في المعاملات المالية، حيث كان القيراط جزءًا من العملة المتداولة، مما يدل على رقي المجتمع.
ثالثًا: الأمر بالإحسان إلى أهل مصر: هذا تأكيد على مبدأ الرحمة والعدل في الإسلام حتى مع غير المسلمين، فالمسلمون مأمورون بحسن معاملة أهل البلاد المفتوحة، وعدم الظلم أو الاعتداء.
رابعًا: سبب الإحسان: الذمة والرحم: هنا بيان للحكمة من الأمر بالإحسان، حيث أن لأهل مصر صلة قرابة بالمؤمنين، لأن السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام كانت مصرية، والسيدة مارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي ﷺ كانت مصرية أيضًا، hence فهناك رحم وصهر.
خامسًا: التحذير من الفتنة والهرب منها: قوله ﷺ "إذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها" تحذير من الفتن التي ستقع في مصر بسبب الطمع والتنازع على أمور تافهة (كموضع لبنة)، والأمر بالخروج منها يعني الهرب من الفتنة وعدم المشاركة فيها.


3. الدروس المستفادة:


1- صدق نبوة محمد ﷺ: حيث أخبر بأمر غيبي وقع كما قال.
2- الرحمة والعدل في الإسلام: فالإسلام يأمر بحسن معاملة غير المسلمين في البلاد المفتوحة.
3- التأكيد على صلة الرحم: حتى لو كانت غير مباشرة، كما في قرابة أهل مصر للمسلمين.
4- الحذر من الفتن والهرب منها: فالفتن تبدأ بأسباب تافهة (كالتنازع على موضع لبنة) ثم تتسع، والمسلم مأمور بالابتعاد عنها.
5- عدم الطمع في الدنيا: فالاختصام على أمور مادية تافهة leads إلى الفتنة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- مصر فتحت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان فتحها بداية لدخول الإسلام إلى أفريقيا.
- المقصود بـ "الخروج منها" ليس بالضرورة الهجرة الدائمة، ولكن الهرب من مواطن الفتنة وعدم المشاركة في الشر.
- هذا الحديث يدل على عظم مكانة مصر في الإسلام، وقد أصبحت بعد الفتح من أهم مراكز العلم والحضارة الإسلامية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٤٣: ٢٢٧) عن زهير بن حرب وعبد الله بن سعيد قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذر فذكره.
وأما ما روي عن ابن عباس قال: ذكرت أم إبراهيم عند رسول الله ﷺ، فقال: «أعتقها ولدها» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٥١٦) عن أحمد بن يوسف قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا أبو بكر يعني النهشلي، عن الحسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني ضعيف باتفاق أهل العلم، ومن طريقه رواه أيضا البيهقي (١٠/ ٣٤٦)، وقال حسين بن عبد الله ضعفه أكثر أصحاب الحديث.
وقوله: «أبو بكر - يعني النهشلي» - وهمٌ من الراوي، والصواب أنه أبو بكر بن أبي سبرة كذا عند الحاكم (١/ ١٩)، والبيهقي (١٠/ ٣٤٦)، وأبو بكر هو: ابن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القرشي العامري المدني رموه بالوضع.
وأم إبراهيم بقيتْ أمةً إلى حياة النبي ﷺ، وبعد موته صارتْ حُرّةً، وهو قول الجمهور، وأما العتق بالولادة فلم يقلْ بها من يعتدّ به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 611 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط

  • 📜 حديث: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب