من هذا؟

حديث: من هذا؟

عن أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل أتى النبي ﷺ وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي ﷺ لأم سلمة: «من هذا؟». أو كما، قال: قالت: هذا دحية، فلما قام قالت: والله! ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي ﷺ يخبر خبر جبريل، أو كما قال، قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد.

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (٤٩٨٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٥١) كلاهما من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، عن أبي عثمان قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل، باب في ذكر جبريل عليه السلام، وهو حديث صحيح متفق على صحته.

ثانياً. شرح مفردات الحديث:

● أنبئت: أي أُخبِرت وخُبِّرتُ.
● فجعل يتحدث: أي شرع في الكلام والمحادثة.
● من هذا؟ أو كما: أي أن النبي ﷺ قال لأم سلمة عبارة مثل: "من هذا؟" والرواية بالمعنى.
● هذا دحية: أي أن أم سلمة قالت: هذا الرجل هو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، وكان من أجمل الصحابة.
● حتى سمعت خطبة النبي ﷺ: أي حتى سمعت حديث النبي ﷺ وخطابه بعد ذلك.
● يخبر خبر جبريل: أي يخبر بقصة مجيء جبريل عليه السلام.

ثالثاً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل أبو عثمان النهدي رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي ﷺ في صورة رجل، وكانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها جالسة عند النبي ﷺ، فجعل جبريل يتحدث مع النبي ﷺ، فسأل النبي ﷺ أم سلمة: "من هذا؟" أو ما يشبه هذه العبارة، فأجابته أم سلمة بأنه دحية بن خليفة الكلبي، لأنه كان جميل الصورة مشابهًا لصفة جبريل عندما يأتي في صورة بشر. فلما انصرف جبريل، قالت أم سلمة: "والله ما حسبته إلا إياه" أي ظننت أنه دحية حقاً، حتى سمعت النبي ﷺ يخبر بعد ذلك أن الذي كان يتحدث معه هو جبريل عليه السلام.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- مكانة أم سلمة رضي الله عنها: فقد كانت من زوجات النبي ﷺ اللاتي شهدن حوادث عظيمة، وكانت ذات عقل وافر وفطنة.
2- إثبات رؤية جبريل عليه السلام: فقد كان يأتي إلى النبي ﷺ في صورة رجل، كما جاء في صورة دحية الكلبي، وهذا من أدلة نبوة محمد ﷺ.
3- أن الملائكة يمكن أن يتحولوا إلى صورة البشر: كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا الْأَجِنَّةَ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وجبريل كان يأتي كثيراً في صورة بشر.
4- الأدب مع النبي ﷺ: حيث سأل النبي أم سلمة عن الشخص الذي يراه، مع أنه يعرفه، وهذا من أدبه ﷺ وتواضعه.
5- أن جبريل عليه السلام كان يزار النبي ﷺ ويجلس معه: مما يدل على قوة الاتصال بين النبي والوحي.

خامساً:

فوائد إضافية:
- هذا الحديث يدل على أن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى النبي ﷺ في أوقات مختلفة، وحضور أم سلمة يدل على أن زوجات النبي ﷺ كن يحضرن مثل هذه المواقف العظيمة.
- وفيه إثبات صفة النزول لجبريل عليه السلام بالصورة البشرية، وهو ما تكرر في عدة أحاديث صحيحة.
- قول أبي عثمان: "ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد" يدل على دقة الرواة في نقل الحديث وتحرّيهم الدقة في الأسانيد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل القرآن (٤٩٨٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٥١) كلاهما من طرق عن معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي، عن أبي عثمان قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 604 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من هذا؟

📜 حديث: من هذا؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من هذا؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من هذا؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من هذا؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية