حديث: اتقي الله يا حفصة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل صفية بنت حيي

عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي، فقال: «ما يبكيك؟». فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي ﷺ: «وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟». ثم قال: «اتقي الله يا حفصة».

صحيح: رواه الترمذي (٣٨٩٤)، وأحمد (١٢٣٩٢)، وصحّحه ابن حبان (٧٢١١) كلهم من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٩٢١) عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي، فقال: «ما يبكيك؟». فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي ﷺ: «وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟». ثم قال: «اتقي الله يا حفصة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث: حديث صحيح رواه الإمام الترمذي في سننه، وهو حسن.
شرح المفردات:
● بلغ صفية: أي وصل إليها الخبر.
● بنت يهودي: يقصد بهذا التعيير والدها "حُيي بن أخطب" الذي كان من يهود بني النضير.
● ابنة نبي: أي أن والدها من نسل نبي الله هارون عليه السلام.
● عمك لنبي: أي أن عمها هو نبي الله موسى عليه السلام.
● تحت نبي: أي زوجة لنبي، وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
● ففيم تفخر عليك؟: أي بأي شيء تتفوق عليك وتتعييرك بهذا؟
● اتقي الله يا حفصة: أي اخشي الله واحذري من غضبه.
شرح الحديث:
يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن السيدة صفية بنت حُيي رضي الله عنها (وهي إحدى أمهات المؤمنين) بلغها أن السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها قد قالت عنها: "إنها بنت يهودي"، قاصدَةً بذلك التعيير والانتقاص من شأنها بسبب أصلها اليهودي قبل إسلامها.
فلما سمعت صفية بهذا الكلام، حزنت وبكت. فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم ورآها تبكي، فسألها عن سبب بكائها، فأخبرته بما قالته حفصة.
فطيب النبي صلى الله عليه وسلم خاطرها وردّ عليها رداً بليغاً يمحو ما في نفسها من ألم، ويبين لها مكانتها الرفيعة، فقال:
● "وإنك لابنة نبي": أي أن أصل نسبك شريف، فوالدك من ذرية نبي الله هارون عليه السلام.
● "وإن عمك لنبي": أي أن نبي الله موسى عليه السلام هو عم لك في النسب.
● "وإنك لتحت نبي": أي أنك الآن زوجة لنبي هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
ثم استفهم استفهام تقرير وتوبيخ لحفصة معنى: "ففيم تفخر عليك؟" أي بأي شيء تتعالَى عليك وتفتخر؟ فأنتِ ذات نسب شريف ومكانة عالية، لا ينبغي لأحد أن يعيرك.
ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيدة حفصة رضي الله عنها ونصحها قائلاً: "اتقي الله يا حفصة"، أي خافي الله واحذري من التعيير والتفاخر بالأنساب، والتنقص من الآخرين، فهذا ليس من أخلاق المؤمنين.
الدروس المستفادة والعبر:
1- تحريم التعيير بالأصل أو النسب: لا يجوز للمسلم أن يعير أخاه بأصله أو نسبه، خاصة إذا كان قد أسلم وتاب، فإن الإسلام يجب ما قبله. فالتعيير من كبائر الذنوب وهو من خصال الجاهلية.
2- التأديب والنصيحة حتى لأقرب الناس: النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على خطأ السيدة حفصة رغم مكانتها، بل نصحها وأمرها بتقوى الله، وهذا من عدله صلى الله عليه وسلم.
3- تطييب خواطر المسلمين: على المسلم أن يسعى في تطييب قلوب إخوانه ورفع معنوياتهم إذا أُصيبوا بأذى، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة صفية.
4- مكانة أمهات المؤمنين: الحديث يظهر مكانة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً، وحسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لهن، وحرصه على تهذيب أخلاقهن.
5- التواضع وعدم التفاخر: التفاخر بالأنساب والحسب مذموم، فأكرم الناس عند الله أتقاهم، لا أكثرهم نسباً أو مالاً.
فوائد إضافية:
- السيدة صفية رضي الله عنها كانت ابنة زعيم يهود بني النضير، وأسلمت وحَسُن إسلامها، وكانت من أفقه نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
- هذا الموقف يعلمنا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحل المشكلات الأسرية بحكمة وعدل، بعيداً عن التحيز.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٨٩٤)، وأحمد (١٢٣٩٢)، وصحّحه ابن حبان (٧٢١١) كلهم من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٩٢١) عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.
قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنه حديث صحيح الإسناد، وقد تكلم في معمر، عن ثابت فإذا ظهر خطأه فهو ضعيف وإلا هو صحيح الإسناد، ولذا أخرجه أصحاب الصحاح كمسلم وابن حبان والحاكم وضياء الدين المقدسي عن معمر، عن ثابت.
قوله: «إنك لابنة نبي» يعني من أولاد هارون عليه السلام.
«إن عمك لنبي» يعني به موسى عليه السلام.
«إنك لتحت نبي» يعني به محمدا ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 603 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتقي الله يا حفصة

  • 📜 حديث: اتقي الله يا حفصة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتقي الله يا حفصة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتقي الله يا حفصة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتقي الله يا حفصة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب