حديث: أفضل بناتي أصيبت في

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخبار زينب بنت رسول الله ﷺ -

روي عن عائشة أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة، خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في أثرها، فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها وأهريقت دما، فتحمَّلت واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقالت بنو أمية: نحن أحق بها وكانت تحت ابنهم أبي العاص، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال رسول الله ﷺ لزيد بن حارثة: «ألا تنطلق فتجيء بزينب». فقال: بلى يا رسول الله قال: «فخذ خاتمي فأعطها إياه». فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص، فقال: لمن هذه الغنم؟ فقال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئا ثم قال: هل لك أن أعطيتُك شيئا تعطِها إياه ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي، فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا، فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته، قال لها: اركبي بين يدي على بعيره، قالت: لا، ولكن اركب أنت بين يدي، فركب وركبت وراءه حتى أتت المدينة، فكان رسول الله ﷺ يقول: «هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ». فبلغ ذلك علي بن حسين بن زين العابدين، فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص فيه فاطمة؟ فقال عروة: والله ما أُحبُّ أن لي ما بين المشرق والمغرب، وإنِّي أنتقص لفاطمة حقًّا هو لها، وأما بعد فلك عَلَيَّ لا أُحدّث به أبدًا.

منكر: رواه البزار (١٨/ ١٣٤)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٤٣١)، والحاكم (٤/ ٤٣) كلهم من طريق سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، ثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكرته.

روي عن عائشة أن رسول الله ﷺ لما قدم المدينة، خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في أثرها، فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها وأهريقت دما، فتحمَّلت واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقالت بنو أمية: نحن أحق بها وكانت تحت ابنهم أبي العاص، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال رسول الله ﷺ لزيد بن حارثة: «ألا تنطلق فتجيء بزينب». فقال: بلى يا رسول الله قال: «فخذ خاتمي فأعطها إياه». فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص، فقال: لمن هذه الغنم؟ فقال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئا ثم قال: هل لك أن أعطيتُك شيئا تعطِها إياه ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي، فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا، فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته، قال لها: اركبي بين يدي على بعيره، قالت: لا، ولكن اركب أنت بين يدي، فركب وركبت وراءه حتى أتت المدينة، فكان رسول الله ﷺ يقول: «هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ». فبلغ ذلك علي بن حسين بن زين العابدين، فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص فيه فاطمة؟ فقال عروة: والله ما أُحبُّ أن لي ما بين المشرق والمغرب، وإنِّي أنتقص لفاطمة حقًّا هو لها، وأما بعد فلك عَلَيَّ لا أُحدّث به أبدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

أولاً. شرح المفردات:


● خَرَجَتْ ابْنَتُهُ زَيْنَبُ: أي هاجرت من مكة إلى المدينة.
● كِنَانَةَ أَوِ ابْنِ كِنَانَةَ: أحد رجال قريش الذين كانوا معها.
● يَطْعَنُ بِعِيرِهَا بِرُمْحِهِ: يضرب ناقتها بالرمح.
● صَرَعَهَا: أسقطها على الأرض.
● أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا: أسقطت جنينها بسبب الصدمة.
● اِشْتَجَرَ فِيهَا: تخاصم وتنازع حولها.
● تَحَمَّلَتْ: صبرت وتحملت الألم.
● هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ: زوجة أبي سفيان وأم معاوية، كانت من أشد المعادين للإسلام.
● يَتَلَطَّفُ: يتأنى ويتحرى الطرق المناسبة للوصول إليها.
● اِنْطَلَقَ الرَّاعِي: ذهب الراعي إلى زينب.
● أَصِيبَتْ فِيَّ: أصيبت بسببني وفي سبيلني.

ثانيًا. شرح الحديث:


يُروى هذا الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ويحكي قصة هجرة السيدة زينب بنت النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، وما تعرضت له من أذى شديد على يد هبار بن الأسود وأتباعه.
لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، بقي بعض المسلمين في مكة، ومنهم ابنته زينب زوجة أبي العاص بن الربيع الذي كان مشركًا آنذاك. وعندما أرادت الهجرة، تعرضت لهجوم وحشي من هبار بن الأسود الذي طعن ناقتها بالرمح حتى سقطت، مما أدى إلى إسقاط جنينها ونزفها دمًا شديدًا.
ثم حدث نزاع بين بني هاشم وبني أمية حول من له حق حمايتها، حيث كانت زينب متزوجة من أبي العاص من بني أمية، لكنها ابنة النبي من بني هاشم.
وهنا تظهر حكمة النبي ﷺ ورأفته، حيث أرسل زيد بن حارثة بمهمة دقيقة لإنقاذها، وأعطاه خاتمه كعلامة تثبت لها أن زيدًا جاء بأمره. واستطاع زيد بحكمته أن يصل إليها عن طريق الراعي، وأعطاها الخاتم فعرفته، ثم هربا معًا ليلاً إلى المدينة.
وفي نهاية الحديث، يبين النبي ﷺ فضل زينب وصبرها، حيث قال: "هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ" أي أنها تحملت الأذى في سبيل الله ورسوله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- صبر النساء المؤمنات: قصة السيدة زينب نموذج رائع لصبر المرأة المسلمة وتضحيتها في سبيل الله.
2- حكمة القيادة: طريقة تعامل النبي ﷺ مع الأزمة تظهر حكمته ورويته في إدارة الأمور الصعبة.
3- التضحية في سبيل الهجرة: الهجرة لم تكن سهلة، بل كانت تتطلب تضحيات جسام.
4- الوفاء والذمة: النبي ﷺ لم ينس ابنته رغم بعده عنها، وحرص على إنقاذها بحكمة.
5- ثبات العقيدة: صبر السيدة زينب على الأذى دليل على قوة إيمانها.

رابعًا. معلومات إضافية:


- السيدة زينب هي أكبر بنات النبي ﷺ من السيدة خديجة.
- تزوجت من أبي العاص بن الربيع قبل الإسلام، وبقيت معه حتى أسلم بعد فتح مكة.
- توفيت في حياة النبي ﷺ سنة 8 هـ.
- الحديث يظهر عداء قريش الشديد للمسلمين، حتى إنهم لم يرحموا المرأة الحامل.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (١٨/ ١٣٤)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٤٣١)، والحاكم (٤/ ٤٣) كلهم من طريق سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، ثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وصحّحه أيضا الحافظ بن حجر في مختصر البزار (٢٠٠٩).
لكن قال الذهبي معقبا على الحاكم في تلخيصه: «قلت: هو خبر منكر، ويحيى ليس بالقوي».
وهو كذلك فإن يحيى بن أيوب الغافقي المصري مختلف فيه، وقد تفرد بزيادة منكرة وهو قوله في الحديث: «زينب أفضل بناتي ...» مع أنه قد ثبت في الصحيح أن «فاطمة» هي الأفضل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 622 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفضل بناتي أصيبت في

  • 📜 حديث: أفضل بناتي أصيبت في

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفضل بناتي أصيبت في

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفضل بناتي أصيبت في

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفضل بناتي أصيبت في

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب