حديث: لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن فاطمة بنت محمد ﷺ بضعة منه ﷺ يريبه ما أرابها ويؤذيه ما آذاها

عن المسور بن مخرمة أن علي بن أبي طالب، خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله ﷺ وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم، فقال: «إن فاطمة مني، وإني أتخوف أن تفتن في دينها».
قال: ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال: «حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حرامًا، ولكن والله! لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا».

متفق عليه: رواه البخاري في فرض الخمس (٣١١٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٩ - ٩٥) كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي عن الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين، حدثه المسور بن مخرمة، فذكره، وفيه قصة.

عن المسور بن مخرمة أن علي بن أبي طالب، خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله ﷺ وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم، فقال: «إن فاطمة مني، وإني أتخوف أن تفتن في دينها».
قال: ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال: «حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حرامًا، ولكن والله! لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر مكانة أهل بيت النبي ﷺ وحرصه على دينهم وعقيدتهم.


1. شرح المفردات:


● المسور بن مخرمة: صحابي جليل، ابن أخت النبي ﷺ، وهو راوي الحديث.
● علي بن أبي طالب: ابن عم النبي ﷺ وصهره، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنهما.
● بنت أبي جهل: هي ابنة عدو الله أبي جهل (عمرو بن هشام)، وكانت مشركة.
● محتلم: بلغ سن البلوغ.
● أتخوف أن تفتن في دينها: أخشى أن تُختبر أو تُصاب في دينها بسبب الغيرة أو الأذى.
● صهرا له من بني عبد شمس: يقصد هنا أبو العاص بن الربيع، زوج زينب بنت النبي ﷺ، وكان قد أسلم وحسن إسلامه.
● فصدقني: صدقني في وعده وأخباره.
● لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله: لا يمكن أن تجتمع ابنة الرسول ﷺ (فاطمة) وابنة عدوه (أبي جهل) في بيت واحد كزوجتين لرجل واحد.


2. شرح الحديث:


يذكر المسور بن مخرمة أنه سمع النبي ﷺ يخطب على المنبر Regarding أن عليًا رضي الله عنه أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل (عدو الله) بالإضافة إلى زواجه من فاطمة رضي الله عنها. فغضب النبي ﷺ غضبًا شديدًا، وخطب في الناس معلنًا رفضه القاطع لهذا الأمر، وبيّن أسباب رفضه:
- أولاً: أكد أن فاطمة جزء منه، أي أنها قريبة جدًا من قلبه، وأن أذيتها تؤذيه شخصيًا.
- ثانيًا: خشي على فاطمة أن تفتن في دينها بسبب وجود امرأة أخرى في بيتها من أسرة معادية للإسلام، قد تؤذيها أو تُسبب لها الغيرة أو الأذى النفسي الذي قد يؤثر على إيمانها.
- ثالثًا: ذكر النبي ﷺ مثالاً إيجابيًا لمصاهرة حسنة، وهي مصاهرته لأبي العاص بن الربيع (من بني عبد شمس) الذي كان صهرًا له وأثنى عليه لأنه صدقه وأوفى بوعده.
- رابعًا: أوضح أنه لا يحل الحرام ولا يحرم الحلال، فالتعدد في ذاته جائز، لكن الجمع بين ابنتيه وابنة عدو الله ليس حرامًا في الأصل، لكنه غير مقبول أخلاقيًا وشرعيًا في هذه الحالة لِمَا فيه من أذى لفاطمة ومخافة على دينها.
- خامسًا: أعلن بقسم: "والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا"، فهذا ليس مكانًا لاجتماع الحق والباطل، ولا الإيمان والكفر في بيت واحد.


3. الدروس المستفادة:


● مكانة فاطمة رضي الله عنها: فقد كانت من أحب الناس إلى النبي ﷺ، وكان حريصًا على راحتها ودينها.
● الغيرة على الدين والعقيدة: النبي ﷺ لم يرفض الزواج لأسباب دنيوية، بل خاف على دين ابنته من الفتنة.
● رفض مخالطة أهل الباطل: لا يجوز أن يختلط المؤمن بعدوه في بيته وزوجته، خاصة إذا كان ذلك سيؤثر على إيمانه أو أهله.
● الحكمة في البيان: بين النبي ﷺ أن الأمر ليس تحريمًا للحلال، بل منعًا للمفسدة.
● القدوة في الغيرة على العرض والدين: النبي ﷺ يعلّمنا أن نغار على ديننا وأهلنا من أي مؤثر سلبي.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عاطفة الأبوة عند النبي ﷺ، وحبه لابنته فاطمة.
- رفض النبي ﷺ كان لسبب شرعي واضح، وهو الخوف على الدين، وليس مجرد غيرة أبوية.
- استجاب علي رضي الله عنه فورًا لرغبة النبي ﷺ وترك الفكرة، مما يدل على طاعته وحبه لرسول الله ﷺ.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من أهل طاعة رسول الله ﷺ واتباع سنته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فرض الخمس (٣١١٠)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٩ - ٩٥) كلاهما من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي عن الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين، حدثه المسور بن مخرمة، فذكره، وفيه قصة.
وهذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 617 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا

  • 📜 حديث: لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب