حديث: خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في خطبة النكاح
صحيح: رواه أبو داود (٢١١٨)، والترمذي (١١٠٥) والنسائي (٣٢٧٧) وابن ماجه (١٨٩٢) كلهم من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكره وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٠) وابن حبان (١٩٥٢) ومنهم من اقتصر على التشهد في الصلاة فقط.
![عن عبد الله بن مسعود قال: أوتي رسول الله ﷺ جوامع الخير، وخواتمه، أو قال فواتح الخير، فعلمنا خطبة الصلاة وخطبة الحاجة، خطبة الصلاة: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وخطبة الحاجة: أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم تصل خطبتك بثلاث آيات من كتاب الله ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١]. عن عبد الله بن مسعود قال: أوتي رسول الله ﷺ جوامع الخير، وخواتمه، أو قال فواتح الخير، فعلمنا خطبة الصلاة وخطبة الحاجة، خطبة الصلاة: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وخطبة الحاجة: أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم تصل خطبتك بثلاث آيات من كتاب الله ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١].](img/Hadith/hadith_11155.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي سألتم عنه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو يوضح جانبًا من عطاء النبوة وحكمة التشريع.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● أُوتِي: أُعطي.
● جَوامِعُ الخَيْر: الكلمات الجامعة التي تحتوي على معاني الخير الكثيرة في ألفاظ قليلة موجزة.
● خَواتِمُه: ما يختم به الأمور من خير، أو هي الكلمات التي تختم بها الخطبة أو الكلام فتكسبه بركة وخيرًا.
● فَوَاتِحُه: ما يفتتح به الكلام من خير، وهي بمعنى جوامع الخير.
● خُطْبَةُ الحَاجَة: الكلام الذي يُفتتح به الأمر المهم والاجتماعات الرسمية، كالخطبة للزواج، أو عقد المجالس، أو بدء المشاريع المهمة.
ثانيًا. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أُعطي من الله تعالى كلمات هي:
● جوامع الخير: أي كلمات مختصرة في ألفاظها، عظيمة في معانيها، تشتمل على خير الدنيا والآخرة.
● خواتمه أو فواتحه: أي أنها صالحة لأن تكون بدايةً طيبةً مباركةً لأي أمر، أو خاتمةً حسنة له.
ومن مظاهر هذا العطاء النبوي أن علمنا صلى الله عليه وسلم خطبتين مهمتين:
1- خُطبة الصلاة (التشهد):
وهو الجزء الثابت في الصلاة، الذي يجلس فيه المصلي للتشهد. واللفظ المذكور في الحديث هو صيغة التشهد الذي كان يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو يتضمن:
● التحيات لله: جميع أنواع التعظيم والتبجيل والثناء لله تعالى.
● الصلوات: جميع أنواع الدعاء والعبادة.
● الطيبات: جميع الأقوال والأفعال الطيبة.
● السلام على النبي: وهو الدعاء له بالسلامة والرحمة والبركة.
● السلام على المصلي وعلى عباد الله الصالحين: وهو دعاء بالسلامة للمصلي ولجميع الصالحين.
● الشهادتان: إعلان التوحيد والاعتراف برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
2- خُطبة الحاجة:
وهي الكلام الذي يفتتح به الأمور المهمة في الحياة، كالزواج، وعقد الاتفاقيات، وإلقاء الدروس، وبدء المشاريع، وغيرها من شؤون الحياة. وصيغتها:
● الحمد لله نحمده...: افتتاح بالحمد والثناء على الله، والاستعانة به والاستغفاره، والاستعاذة من الشرور.
● من يهده الله فلا مضل له...: إقرار بأن الهداية بيد الله وحده.
● الشهادتان: تأكيد على أساس الدين وهو التوحيد واتباع الرسول.
● ثم يوصي بقراءة ثلاث آيات: وهي تذكير بحق التقوى واتباع شرع الله.
ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:
1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وشمول رسالته: فقد أعطاه الله جوامع الكلم، فكان يعلم أصحابه ما يصلح لهم في دينهم ودنياهم، حتى كيفية بدء أمورهم.
2- التبرك ببدء الأمور المهمة بذكر الله: فخطبة الحاجة تذكر العبد بربه، وتستحضر عونه وتوفيقه، وتصرف عنه شر نفسه وسيئات عمله.
3- أهمية التوحيد والإقرار بالعبودية: حيث تكررت الشهادتان في الخطبتين، مما يدل على أنهما أساس كل خير.
4- ربط الحياة كلها بالتقوى: فالآيات الثلاث التي أوصى بها في ختام خطبة الحاجة كلها تدعو إلى تقوى الله، وهي الزاد الحقيقي لكل أمر مهم.
5- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: فيهدينا إلى السنن الحسنة في كل شيء، حتى في كيفية إدارة اجتماع أو بدء مشروع.
6- بيان أهمية الصلاة وعظم شأنها: حيث خصص لها خطبة خاصة (التشهد) هي من جوامع الخير.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم خطبة الحاجة: مستحبة عند بدء الأمور المهمة، وقد استحبها العلماء لغير الخطبة في النكاح، بل لكل أمر مهم.
● الفرق بين خطبة الصلاة وخطبة الحاجة: الأولى خاصة بالصلاة وموضعها فيها. والثانية لأمور الحياة العامة.
● الحكمة من الآيات المذكورة: جاءت الآيات من سور مختلفة (آل عمران، النساء، الأحزاب) وجمعت على التقوى، لأنها رأس كل خير، وتصلح لكل حاجة يقدم عليها العبد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 379 من أصل 607 حديثاً له شرح
- 354 الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود
- 355 الدعاء عند الصفا والمروة
- 356 المهل منا لا ينكر عليه والمكبر لا ينكر عليه
- 357 غدونا مع رسول الله من منى إلى عرفات
- 358 أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله...
- 359 عن أسامة بن زيد: كنت رديف النبي بعرفات فسقط خطام...
- 360 صفة حجة النبي ﷺ: ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام
- 361 من ها هنا قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة
- 362 يرمي الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة
- 363 رمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات والتكبير على إثر كل حصاة
- 364 ذبح النبي ﷺ كبشين أملحين أقرنين بيده
- 365 اشحذي المدية بحجر ثم ذبح الكبش باسم الله
- 366 من لم يضحِّ من أمتي
- 367 إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فأمسكن فكل
- 368 إذا تزوج أحدكم امرأة فليقل: اللهم إني أسألك خيرها وخير...
- 369 دعاء النبي عند الخوف من الاعداء
- 370 حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم ومحمد عليهما السلام
- 371 لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية
- 372 أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 373 اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل
- 374 بك أحول وبك أصول وبك أقاتل
- 375 خربت خيبر وساء صباح المنذرين
- 376 اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
- 377 أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتم أعمالكم
- 378 من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي...
- 379 خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
- 380 تزوجت يا جابر؟
- 381 تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب
- 382 بني على النبي ﷺ بزينب بنت جحش بخبز ولحم
- 383 دعاء النبي للمتزوج
- 384 قولوا بارك الله فيكم وبارك لكم عند التهنئة
- 385 مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما
- 386 تزوجني رسول الله ﷺ فأدخلتني أمي بيتًا
- 387 اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه
- 388 باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
- 389 يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك
- 390 قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء
- 391 لا تضع يدك في الطعام حتى يبدأ رسول الله ﷺ
- 392 بسم الله في أوله وآخره فإنه يستقبل طعامه جديدا
- 393 إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله...
- 394 العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها
- 395 الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع
- 396 الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني...
- 397 بسم الله إذا قرب الطعام، والحمد بعد الفراغ
- 398 الحمد لله الذي يُطعِم ولا يُطعَم
- 399 من سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا...
- 400 الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا
- 401 اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك
- 402 أكل النبي التمر وألقى النوى بين إصبعه السبابة والوسطى
- 403 اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني
معلومات عن حديث: خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
📜 حديث: خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خطبة الصلاة وخطبة الحاجة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








