حديث: خربت خيبر وساء صباح المنذرين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التكبير في الحرب

عن أنس قال: صبّح النبي ﷺ خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا: هذا محمد والخميس، محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النبي ﷺ يديه، وقال: الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٩١)، ومسلم في الصيد والذبابح (١٩٤٠) كلاهما من طريق أيوب، عن محمد (هو ابن سيرين)، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: صبّح النبي ﷺ خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا: هذا محمد والخميس، محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النبي ﷺ يديه، وقال: الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أحاديث الغزوات، وتحديداً غزوة خيبر، التي كانت في السنة السابعة للهجرة. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● صَبَّحَ: أي جاءهم في وقت الصباح.
● خيبر: منطقة ذات حصون ومزارع، يسكنها يهود، وكانت معقلًا من معاقل القوة والعداوة للمسلمين.
● المساحي: جمع مِسْحاة، وهي الآلة التي يحفر بها، أي الفؤوس والمجارف.
● الخميس: الجيش، سُمي بذلك لأنه ينقسم إلى خمسة أقسام: المقدمة، والمؤخرة، والميمنة، والميسرة، والقلب.
● فلجؤوا إلى الحصن: هربوا مسرعين واعتصموا داخل حصنهم.
● خَرِبَتْ: دُمِّرتْ وهُلِكَتْ.
● بساحة قوم: في أرضهم ومجالهم.
● فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ: فبئس صباح القوم الذين أنذروا بالعذاب فلم ينتهوا.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك -رضي الله عنه- مشهدًا من مشاهد الفتح العظيم، حينما توجه النبي ﷺ بجيشه (الخميس) إلى خيبر ليلاً، حتى أصبح الصباح وهم على مقربة منها.
● خروج اليهود بالمساحي: خرج يهود خيبر في الصباح لأعمالهم المعتادة في الزراعة والحفر، يحملون أدواتهم على أكتافهم، غير متوقعين قدوم الجيش الإسلامي. وهذا يظهر عنصر المفاجأة في التخطيط العسكري النبوي.
● ذهولهم ورعبهم: فلما أبصروا النبي ﷺ وجيشه الجرار عن بُعد، صاحوا مندهشين مرعوبين: "هذا محمد والخميس!"، أي جاءنا محمد بجيشه. لم تكن لديهم أي استعداد للمواجهة، فلم يجدوا ملجأ إلا الهروب إلى حصونهم وإغلاق الأبواب.
● دعاء النبي ﷺ وفرحته بالنصر: عند مشهد هروبهم وانهيار معنوياتهم، رفع النبي ﷺ يديه إلى السماء متضرعًا شاكرًا لله، قائلاً: "الله أكبر"، وهي صيحة نصر وتوحيد، يعلن أن النصر من عند الله وحده.
● "خَرِبَتْ خَيْبَرُ": أي دُمِّرت وهُزِمَت، وهو خبر يحمل معنى الدعاء واليقين بنصر الله، كأنه يخبر بحصول الهزيمة لهم قبل أن تقع فعليًا، ثقةً بنصر الله.
● "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين": هذا إعلان بقانون إلهي، أن من نزل به جيش الإسلام بعد أن بلغته الدعوة وحُذِّر من العواقب (أي كان من "المنذرين") ولكنّه أعرض وتكبر، فإن مصيره سيكون سيئًا ومؤلمًا. فـ "الصباح" هنا كناية عن وقت المجيء والحلول، و"ساء" تعني بئس، أي بئس ذلك الصباح الذي جاءهم فيه العذاب بعد الإنذار.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ خطط للغزوة بذكاء (المفاجأة، التوقيت الصباحي)، ثم توكل على الله ودعاه.
2- الثقة بنصر الله: يقين النبي ﷺ بنصر الله كان عظيماً، حتى أنه أعلن هزيمة العدو قبل حصولها.
3- رفع الشعار الإلهي "الله أكبر": في أوقات النصر والفرج، يكون التكبير شكراً لله وإعلاناً أن النصر منه سبحانه.
4- الهزيمة المعنوية قبل العسكرية: انهيار morale الأعداء عند رؤية جيش الإسلام كان عاملاً حاسماً في هزيمتهم.
5- العاقبة للمتقين: الحديث يوضح أن من أعرض عن دعوة الحق بعد بلوغها، فإن عاقبته ستكون وخيمة في الدنيا والآخرة.
6- الجهاد دفاعاً عن الدين: غزوة خيبر كانت رداً على عدوان يهود وتحريضهم للقبائل ضد المسلمين، مما يظهر أن جهاد النبي ﷺ كان دفاعياً في جوهره.


رابعاً. معلومات إضافية:


● نتيجة الغزوة: انتهت غزوة خيبر بفتحها ونصر مؤزر للمسلمين، وقضت على أحد أكبر مراكز التهديد لدولة الإسلام في المدينة.
● اليهود بعد الفتح: صالحهم النبي ﷺ على أن يبقوا في أرضهم يعملون بالزراعة مقابل نصف الثمار، مما يدل على سماحة الإسلام في التعامل مع أهل الذمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٩١)، ومسلم في الصيد والذبابح (١٩٤٠) كلاهما من طريق أيوب، عن محمد (هو ابن سيرين)، عن أنس فذكره. واللفظ للبخاري.
ورواه مسلم في النكاح (١٣٦٥: ٨٤) من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز، عن أنس مطولا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 375 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خربت خيبر وساء صباح المنذرين

  • 📜 حديث: خربت خيبر وساء صباح المنذرين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خربت خيبر وساء صباح المنذرين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خربت خيبر وساء صباح المنذرين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خربت خيبر وساء صباح المنذرين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب