مر على رسول الله وهو يبول فلم يرد عليه

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

---

الحديث:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أن رجلًا مرّ ورسول الله ﷺ يبول، فسلَّم، فلم يردّ عليه".

---

شرح المفردات:

● مرَّ: مشى أو عبر.
● يَبُولُ: في حالة قضاء الحاجة.
● سَلَّمَ: نطق بالتحية الإسلامية وهي "السلام عليكم".
● فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ: لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام في تلك اللحظة.

---

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقضي حاجته (يتبول)، فسلم عليه، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام في ذلك الوقت.

---

الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- عدم رد السلام أثناء قضاء الحاجة:
- الحديث يدل على أن الإنسان إذا كان في حالة قضاء حاجة (بول أو غائط) فلا يرد السلام؛ لأن الذكر في هذا الموضع غير مناسب، ولأنه مشغول بحاجته.
- وهذا الحكم يشمل أيضًا الصلاة والخطبة وأثناء الأذان وغيرها من الأحوال التي يشغلها المسلم عن الرد.
2- الأدب في الخلاء:
- يستحب للسلم أن ينشغل بستر نفسه والحفاظ على أدب الخلاء، وعدم الدخول في كلام لا داعي له أثناء قضاء الحاجة.
3- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم:
- لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام لأنه في حالة لا يشرع فيها الكلام، فكان تعليمًا للأمة أن مثل هذه الأحوال تستدعي التركيز والاستعداد للطهارة.
4- هل يرد السلام بعد الفراغ؟:
- ذهب بعض العلماء إلى أنه إذا سلم على شخص وهو على غير طهارة (كقضاء الحاجة)، فإنه يرد السلام بعد أن يتطهر ويخرج من مكان قضاء الحاجة، وهذا من كمال الأدب.
5- التنبيه على عدم السلام على من يقضي حاجته:
- يستفاد من الحديث أيضًا أن المسلم لا يسلم على شخص وهو يقضي حاجته، احترامًا للوقت والحالة، وانتظارًا حتى يفرغ.

---

معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب قضاء الحاجة.
- يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم بالأفعال والأقوال، فكانت سيرته تطبيقًا عمليًا لأحكام الإسلام.
- ينبغي للمسلم أن يتأدب بآداب الإسلام حتى في أحواله الخاصة، مما يعكس كمال هذا الدين وشموليته.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.