حديث: أجنب فلم يصل فأتى النبي فقال: أصبت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أجنب رجلان فتيمم أحدُهما وصلَّى، ولم يُصلِّ الآخر

عن طارق بن شهاب أن رجلًا أجنب فلم يُصلّ، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال: «أصبت». فأجنب رجل آخر فتيمّمَ وصلَّى، فأتاه فقال نحو ما قال للآخر، يعني «أصبت».

صحيح: رواه النسائي (٣٢٤) قال: حدَّثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدَّثنا خالد بن الحارث) قال: أنبأنا شعبة، أن مخارقا أخبرهم، عن طارق، فذكر الحديث.

عن طارق بن شهاب أن رجلًا أجنب فلم يُصلّ، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال: «أصبت». فأجنب رجل آخر فتيمّمَ وصلَّى، فأتاه فقال نحو ما قال للآخر، يعني «أصبت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر سماحة الإسلام ومرونته في حالات الضرورة والعذر.

شرح الحديث:


الرواية: عن طارق بن شهاب أن رجلاً أجنب (أي: أصابته جنابة، وهي الحدث الأكبر الذي يوجب الغسل) فلم يصلِّ (أي: امتنع عن الصلاة لأنه لم يجد ماءً للغسل)، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال له النبي: «أصبت» (أي: أصبت الصواب في ترك الصلاة لأنك لم تجد الماء). ثم أجنب رجل آخر (أي: أصابته جنابة أيضًا) فتيمم (أي: استعمل التراب الطاهر بدلاً من الماء للطهارة، كما أمر الله تعالى في القرآن) وصلى (أي: صلى بعد التيمم)، فأتاه (أي: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم) فقال له نحو ما قال للآخر، يعني: «أصبت» (أي: أصبت الصواب في التيمم والصلاة).


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● أجنب: أصابته جنابة، وهي حالة تحدث بسبب الجماع أو خروج المني، وتوجب الغسل.
● فلم يصلِّ: امتنع عن أداء الصلاة لأنه لم يجد ماءً يتطهر به.
● تيمم: مسح الوجه واليدين بالتراب الطاهر بدلاً من الوضوء أو الغسل عند عدم وجود الماء أو عدم القدرة على استعماله.
● أصبت: أصبت الصواب والحق في فعلك.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يذكر الحديث قصة رجلين وقعت لهما جنابة، ولم يجدَا ماءً للغسل، فاختلفت طريقة تعاملهما مع الموقف:
- الأول: امتنع عن الصلاة لأنه لم يغتسل، ولم يعلم بحكم التيمم، أو ظن أن الصلاة لا تصح بدونه.
- الثاني: علم بحكم التيمم أو استدل على مشروعيته، فتيمم وصلى.
ثم جاء كل منهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن صحة ما فعل، فأقرَّ النبي كلاً منهما على فعله، وقال لكل منهما: «أصبت»، مع أن أحدهما صلى والآخر لم يصلِّ!

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● مراعاة حال المكلف وجهله: النبي صلى الله عليه وسلم لم يوبخ الرجل الأول الذي ترك الصلاة، لأنه كان جاهلاً بحكم التيمم، وظن أن الصلاة لا تصح بدون غسل، فكان تركُه للصلاة خوفاً من الله تعالى، وهذا من حسن نيته، فأقرّه النبي على ذلك.
● مشروعية التيمم: الحديث دليل على مشروعية التيمم عند عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله، كما فعل الرجل الثاني.
● الاجتهاد والعذر بالجهل: الإسلام يراعي حال الإنسان إذا اجتهد فأخطأ، خاصة إذا كان جاهلاً بالحكم، ولم يتعمد المخالفة.
● سماحة الإسلام ويسره: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف أيّاً منهما، بل شجعهما وأخبرهما بأن كلٍّ منهما أصاب باجتهاده.
● أن الاجتهاد في حال العذر مقبول: إذا اجتهد المسلم في ظروف الضرورة، فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- التيمم مشروع بالقرآن والسنة، قال تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6].
- التيمم يكون بالتراب الطاهر، ويمسح به الوجه واليدين إلى الكوعين.
- إذا وجد الماء بعد التيمم وصلى، فصلاته صحيحة ولا إعادة عليه، لأنه قد أدى ما عليه في وقته.
- هذا الحديث من الأدلة على أن الجاهل الذي لم يبلغه الحكم الشرعي معذور حتى يعلم.


الخلاصة:


الحديث يعلمنا سماحة الإسلام ومرونته، ويرشدنا إلى مراعاة أحوال الناس ونياتهم، خاصة في حالات الجهل أو الضرورة. وفيه بيان لمشروعية التيمم، وأن اجتهاد المسلم في طلب الحق معذور حتى ولو أخطأ، ما دام قد بذل وسعه في البحث والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٢٤) قال: حدَّثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدَّثنا خالد بن الحارث) قال: أنبأنا شعبة، أن مخارقا أخبرهم، عن طارق، فذكر الحديث.
إسناده صحيح، ورجاله ثقات. ومخارق هو ابن خليفة، من رجال البخاري، وطارق بن شهاب من صغار الصحابة، له رؤية فقط ولم يسمع منه، فحديثه مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة.
وفي رواية عند أحمد (١٨٨٣٢) من طريق شعبة: «فلم يعِبْ عليهما».
وقوله ﷺ لهما: «أصبت» لأن كلًّا منهم اجتهد، فأقر النبي ﷺ اجتهادهما ولم يُخطِّئ واحدًا منهما، ولكن الذي صلّى بالتّيمم أولى، ويمكن حمل هذا أيضًا أنّ هذه القصّة مع هذا الرجل الذي لم يصل وقعت قبل نزول آية التيمم ولم يجد الماء.
وقوله: «لم يصل» أي في وقتها إلى أن يغتسل فيصليها ولو بعد خروج الوقت قضاءً.

معلومات عن حديث: أجنب فلم يصل فأتى النبي فقال: أصبت

  • 📜 حديث: أجنب فلم يصل فأتى النبي فقال: أصبت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أجنب فلم يصل فأتى النبي فقال: أصبت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أجنب فلم يصل فأتى النبي فقال: أصبت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أجنب فلم يصل فأتى النبي فقال: أصبت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب