قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الكذب على الله كفر في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79]
لا بدَّ من تحرِّي الصِّدق وتجنُّب الإضلال، ألا تراه ذمَّ زعماء الضَّلال الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثمَّ يقولون هذا من عند الله، وتوعَّدهم بالويل ثلاث مرات؟! مهما جمع المفتري على الله من أموال الدنيا ومناصبها وجاهها؛ فإنه خائبٌ خاسر، فما قيمةُ الدنيا بحذافيرها لمن يبيع آخرتَه بثمن بخس؟! |
﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 80]
لا تهوِّن من شيء من عذاب جهنَّم، فإن غَمسةً واحدة في النار تُنسي أعظم مُنَعَّم في الدنيا كلَّ ما ذاقه فيها من ألوان النعيم! لم يُعطِ الله اليهود أمانًا من عذابه، وإنما أعجبتهم أنفسُهم وغرَّهم بالله الغَرور؛ فلنحذَر من كيد الشيطان أن يُهلكَنا بالعُجب والغُرور. |
﴿بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 81]
أجل إن السيِّئات لتُحيط بأصحابها إحاطةَ القيود بالأسير، فلا يزال يتعثَّر فيها كلَّما أراد المسير، فكيف بأشنعها وأخطرها؛ الشِّرك بالله العليِّ القدير؟! لكلِّ صاحب معصيةٍ رجاءٌ في رحمة الله تعالى، ما لم يُحِط به الشِّرك، فإذا أحاط به فقد هلك وخسر. |
﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78]
مـن منهـج القـرآن الكريـم البعـدُ عـن التعميم في الأحكام على قومٍ اجترح الباطلَ فريقٌ منهم، وذلك عينُ العدل والإنصاف. ليــس كلُّ ما نُسِــب إلى الدين صحيـحَ النسبة، ولا كلُّ مَن تزيَّا بزِيِّ أهل العلم كان منهم، فكم من منتسبٍ إلى العلم متَّبعٌ هواه، مجترئٌ على ربِّه، والعلم منه بَراء. إذا رأيتَ مَن ينسُب إليك ما ليس منك فلا تعجَب؛ فإن هناك قومًا ينسُبون إلى الله ربِّهم ما لا ينبغي، ويفترون عليه ما يتنزه عنه سبحانه. من ضروب الافتراء على الله: التحريفُ والكذب، ونفيُ المعنى الحقِّ وإثباتُ المعنى الباطل، وتنزيلُ اللفظ الدالِّ على الحقِّ على المعنى الفاسد. |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 51]
ويلٌ لعلماء السوء والغَواة؛ لم تكفِهم سَفاهةُ أحلامهم حتى نصَبوا أنفسَهم حكَّامًا، يحكمون على المهتدين بالضلال، وعلى الضالِّين بالهُدى! أهل الباطل أمام أهل الحقِّ ملَّةٌ واحدة، وإن تعدَّدَت مشاربُ ضلالهم، حتى يشهدَ بعضُهم لبعض، لا صدقًا فيما شهدوا، ولكن نِكايةً بمَن اتَّفقوا على عداوته. |
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ ﴾ [المائدة: 104]
مـا أشبـهَ الليلةَ بالبـارحة؛ أولئك يُدعَون إلى دين الله وشرعِه فيعتذرون بالاكتفاء بدين الآباء، واليومَ يُدعى قومٌ لحكم الله وشرعه فيعتذرون بالاكتفاء بقوانين البشر! العالِم المهتدي هو مَن بنى قولَه على الحجَّة والدليل، وإلا فليس رأيُه بالذي يُحتَذى في سلوك سواء السبيل. مَن جمعَ العلمَ والاهتداء صحَّ أن يكونَ أهلًا للاقتداء، فعلمُه يكشف أصحَّ الطرق التي ينبغي أن تُقصَد، واهتداؤه يبيِّنُ للسالكين كيف تُسلَك. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]
كيف لا يكون أظلمَ الخلق وأخسرَهم مَن يعتدي على حقِّ الله تعالى بإفراده بالعبادة، وعلى النفس بإهلاكها بتكذيب آيات الله، وعلى الخَلق بإفساده في الأرض. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمۡ يُوحَ إِلَيۡهِ شَيۡءٞ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]
يَعجبُ الإنسانُ من تجرُّؤِ بعض الناس على الكذب على الله عزَّ وجلَّ، فأيَّ قلوبٍ يحملون، وبأيِّ لسانٍ يتكلَّمون؟! أيظنُّ مَن يَشرَعُ للناس ما يُغنيهم عن حُكم اللَّه أنه سيضارع منهجَ الله تعالى، وينجحُ فيما افتراه؟! لقد خاب وظلم هو ومَن اتَّبعَه. يزيدُ الموتَ مشقَّةً على الكافر ما يلقاه من الملائكة من الشدَّة حال نزع روحه، في حين يخفِّفُ على المؤمن سكَراتِ الموت بِشارتُهم له. إهانة الكافرين والشدَّةُ عليهم عند الموت مقدِّمةٌ لما سيصيرون إليه ويَقدَمون عليه. حين يُودِّع الظالمون دنياهم، ويُقبِلون على آخرتهم، تستقبلهم تحيَّةُ التوبيخ والتقريع، والإهانة والإذلال على ماضيهم المظلِم، وسالفِ حياتهم المعتِم. الافتراء على الله والتكبُّر على آياته مرَضانِ يُخشى على ذي العِلم منهما، ولا معصومَ إلا مَن عصمَه الله. |
﴿وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ ﴾ [الأنعام: 94]
يا بنَ آدمَ، تذكَّر أنك جئتَ إلى الدنيا بلا مالٍ ولا ولد ولا حَشَم ولا قُوى، وستُبعث كذلك، فلا تغترَّ بدنيا تخرجُ منها كما دخَلتَ. الدنيا دارُ غربةٍ وسفر، والآخرة دارُ وطنٍ ومَقر، والعاقل مَن تزوَّدَ من سفره بما يُريحه في وطنه، فما أحسنَ وداعَ الدنيا بزادٍ من التقوى! يَرحل الإنسانُ عن هذه الدنيا مخلِّفًا وراءه المالَ والولد، وما كان يتباهى به في الدنيا، ولا يصحبُه في قبره إلا ما قدَّمه في عمُره، فلنُحسن العمل. مَن تعلَّق بغير الله رجاءَ أن ينفعَه، تخلَّى عنه وهو أحوجُ ما يكون إليه، وعاد عليه ما أمَّلهُ بنقيضِ ما كان يرجو منه. |
﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 137]
ألا ليتَ المذنبَ يعلم النتائجَ المهلكة من الأعمال التي تُزيَّن له؛ فإن مَن أبصر نهايةَ طريق الكفر والعصيان ابتعد عنه ولم يسلُكه. بئسَ الشيطانُ شريكًا للمشرك؛ يُغريه بالمعصية فيطيعُه فيها، فيُوردُه جهنَّمَ ويَرِدُها معه! كم زيَّنَت التشريعاتُ الأرضيَّة من رَدًى، وجلبَت على البشرية من شَقاء، بما تُمليه عليها شياطينُها من دَعاوى! فتارةً تحت اسم تحديد النَّسل، وتارةً تحت أسماء أُخَر. إذا رأيتَ من الناس مَن يقوم بمهمَّة التلبيس، فاعلم أنه يعملُ عملَ إبليس، وإن ألبسَه لَبُوسَ الحضارة. لا تحزن على المفترين على دين الله؛ فإن الحكمةَ الإلهيَّة اقتضَت التخليةَ بينهم وبين أفعالهم؛ استدراجًا وإمهالًا لهم. |
﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 140]
ألا إن الخَسارةَ الفادحة، وطريقةَ السوء الواضحة، أن تنحرفَ البشرية عن صراط اللهِ القويم، وتتردَّى في سبيل الجاهلية الأثيم، وتَرجِعَ إلى عبودية المشرِّعين من العبيد، وتنحدرَ إلى هذا القعر البعيد. لا تزالُ النُّظُم الوضعيةُ المخالفةُ للشريعة الإسلامية تعصِفُ بالناس من شرٍّ إلى شر، حتى تزيِّنَ لهم قتلَ الأولاد، وتحريمَ الأرزاق الطيبةِ بين العباد. عندما يستعمرُ العقولَ ضلالُ الأفكار المنحرفة، وكمالُ الاستسلامِ للإملاءات الضالة؛ يتخلى أصحابُها عن بعض إنسانيتهم، فتذهبُ عواطفُهم، وتُستنكَر مواقفُهم، حتى يصلَ شرُّهم إلى أقربِ الأقربين عن إرادةٍ وقصد. ما أعظمَ الهدايةَ سبيلًا إلى صلاح الدنيا والآخرة، وطريقًا إلى التراحم والتلاحم، وأبعدَ عن الشَّقاوة والعمى! |
﴿ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۖ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ نَبِّـُٔونِي بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴾ [الأنعام: 143]
كيف لقومٍ أن يُشرِّعوا فيُطاعون وهم في أقوالهم متناقضون، وفي أقيستهم مضطربون، فليس عندهم نظر، ولا رأيٌ معتبر؟! إذا عجَز المجترئون على التحريم والتحليل عن الاحتجاج بصالح الدليل؛ دلَّ ذلك على أنَّهم ما حرَّموا ولا أحلُّوا إلا بالجهالة، وطاعةِ الهوى والضلالة. العِلمُ النافع يُنجي صاحبَه في المآزق، ويخرجُه من ظلمات المضايق، فمَن لم يكن له علمٌ فقد يقعُ في الملمات، ويصلُ إلى الأحوال المكروهات. |
﴿وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 144]
إن لم يغلِب على ظنِّ المفتي أنه سيقولُ الصواب، فلا يجوزُ له أن يبادرَ مَن يستفتيه بالجواب. مَن افترى على الله الكذبَ في تحريم مباحٍ استحقَّ هذا الوعيد، فكيف بمَن افترى على الله الكذبَ في مسائل التوحيد، وحقِّ الله على العبيد؟ الهداية بيد الله تعالى وحدَه، يهَبُها مَن يشاء، ويَحرِمُها مَن يشاء؛ بعلمه وحكمته سبحانه، فإذا أردتَّ الاهتداء فاطلبه من ربِّك الهادي إلى سَواء السبيل. ما لم يُقلِع العبدُ عن ظلمِه وافترائه في مسائل التحليل والتحريم، فإنه سيعاقَبُ بحرمانه التوفيق، والاهتداءَ إلى سواء الطريق. |
﴿أَوۡ تَقُولُواْ لَوۡ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡكِتَٰبُ لَكُنَّآ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمۡۚ فَقَدۡ جَآءَكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنۡهَاۗ سَنَجۡزِي ٱلَّذِينَ يَصۡدِفُونَ عَنۡ ءَايَٰتِنَا سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصۡدِفُونَ ﴾ [الأنعام: 157]
لم يُبقِ القرآنُ لمَن ترك الاستهداءَ به عذرًا؛ فقد أبانَ السبيل، وأقام لدعوةِ الحقِّ كلَّ دليل. جُلُّ مقاصد القرآن في الدعوة إظهارُ البيِّنة والهداية، وسلوكُ سبيلِ الحكمة والرحمة، وهذه دعوةٌ لكلِّ داعٍ إلى الحقِّ أن تقومَ دعوتُه على هذه المقاصد الحسنة. كيف يكذِّب عاقلٌ آياتِ الله ويُعرِض عنها وهي تدعوه إلى الهُدى والرشاد، وتنقذُه من الشُّرور والفساد، فأيُّ ظلمٍ أعظمُ من هذا؟! يا لَبؤسِ مَن أعرض عن الحقِّ؛ إيثارًا للدنيا الفانية، وانصرفَ عن آيات الله إلى حظوظه العاجلة، فما أقربَ حالَه من حال المكذِّبين المعاندين، وما أشدَّ عذابَهم يوم الدين! |
﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 32]
أخطأ مَن اختار خشِنَ اللباسِ على جميله، وما لا يُستلذُّ من الطعام على شهيِّه؛ ظنًّا منه أنه لا يوافق الشرعَ إلا بذلك. التزيُّن والتلذُّذُ بالمباح لا يُنافيان التذلُّلَ في العبادة؛ فقد أخرج اللهُ الزينةَ لعباده ليتزيَّنوا بها حالَ عبادته، وخلق الطيِّباتِ لتطيبَ قلوبُ خلقِه فيشكروه، والشكرُ عبادة. لا تُباح النِّعمُ لمَن لا يطيع اللهَ فيها، بل يُحاسَب عليها وعلى التنعُّم بها يوم القيامة. غرِقَت جوارحُ المشركين في الضلالات، وغاصت عقولُهم في الجهالات، ورَدُّوا بالعِناد أياديَ إنقاذِهم، فهم لا يعلمون ولا يريدون أن يعلموا، برغم ما فُصِّلَ لهم من الآيات. |
﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35]
إذا كان النذيرُ من القوم كان أقربَ لمودَّتهم، وأبعدَ عن تهمتهم، وأحرصَ على مصلحتهم. لا صلاحَ لأمَّةٍ حادت عن كتاب ربِّها، وانحرفت عن سبيل هداياتها، فكيف تصل إلى غايتها، بغير الوسيلة التي جُعلت لها؟ بين الخوفِ ممَّا سيكون والحزنِ على ما كان يقفُ سدُّ التقوى والإصلاح؛ ليَحولَ دون تسرُّب الخوفِ والحزن إلى حصن التقيِّ المصلح. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 36]
ما أبعدَ المكذِّبين المستكبرين عن أن يكونوا وِجهةً للمقتدين! وما أقربَهم من كونهم قدوةً للضالِّين والمعرِضين! نار جهنَّمَ هي السجنُ المؤبَّد الذي حُكم به على المكذِّبين بآيات ربِّ العالمين، أما إنهم لو آمنوا وصدَّقوا لما صدرَ هذا الحكمُ في حقِّهم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]
مَن يستكبرُ على الإيمان لا يرتفعُ له عملٌ ولا شأن، بل تُنكَّس روحُه تنكيسًا. من السماءِ تنزلُ الخيرات، وإليها تصعدُ الأعمالُ الصالحات، فهنالك موضعُ البهجة ومعدِنُ السعادات. الموقوف على المُحال محال؛ فلا دخولَ لكافرٍ الجنَّةَ يومَ المآل، إلا إذا نفَذَ الجملُ من ثَقْب إبرة، فما أعظمَ هذا المثَل للعِبرة! ما أشأمَ الإجرامَ على فاعليه، وأسوأَ أثرَه على مرتكبيه! إنه ليُودي بهم في المهالِك، وهذه سنَّةُ الله فيهم عبرَ الأمم والممالك. |
﴿وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 174]
الفِطَر والميثاقُ الأوَّل والعقولُ السليمةُ تكفي حُجَّةً للإقرار بالخالق وتوحيده، ولكنَّ الله برحمته فصَّل لعباده الآيات، وبعثَ إليهم الرسُلَ بالبيِّنات؛ ليعودوا إلى ما واثقوا اللهَ عليه. |
﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ ﴾ [الأعراف: 175]
تلاوة قِصص الغابرين موعظةٌ للمتَّعظين، من العلماء والجاهلين. ليكن دينُ المسلم ألصقَ به من جِلده؛ يلابِسُه ويلازمُه، وليحذر إن لم يشكر مولاه على ذلك اللباسِ أن يعاقبَه بخَلعه. الأخذ بآيات الله علمًا وعملًا حمايةٌ، فإذا ما انسلخَ منها ظَفِرَ به الشيطان ظفرَ الأسدِ بفريسته. العالِم الضالُّ شيطانٌ من الشياطين، يُغوي الناسَ بتضليله، كما يُغويهم الشيطانُ بوسوسته. |
﴿وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176]
الرفعةُ بيد الله، فمَن شاء رفعَه، ومن شاء وضعَه، فاطلُب الرفعةَ عنده بطاعته ورضوانه. لا رفعةَ لعالمٍ عند الله بمجرَّد علمه، بل رفعتُه باتِّباع الحق، وقصدِ مَرضاة الله بعلومه. العِلم إذا لم ينفع يَضُرّ، وإذا لم يرفع يضَع. ربَّما يضعُف العالِمُ فيختار الدنيءَ عن غَفلةٍ أو خاطرٍ عابر، ولكنَّ المصيبةَ أن يَهبِطَ إليه عن حُبٍّ وإصرار، وقصدٍ في الاختيار. النفس العُلويَّة تعشق الصعودَ إلى آفاق السُّمو، والنفسُ السُّفليَّة تميلُ إلى الهبوط إلى لهو الأرض، وبذلك تُعرف أقدارُ الناس ومنازلُهم. يا ويلَ عالِم تقودُه أهواءُ نفسِه! ويا ويلَ أمَّةٍ يقودُها هذا العالِم! لا يجعلُ المرءُ الهوى إمامَه، يقتدي به ويتَّبعُه، ويرغبُ به عن الهدى؛ إلا أورده الهَلَكة. كم لاهثٍ وراء الدنيا، جازعٍ على فَقدها، منقطعٍ فيها عن ربِّه، لم تَعُد تنفعُ معه العِظات، فإن وُعِظ فهو لاهث، وإن تُرِك فهو لاهث! لم يضرب اللهُ المثلَ في القرآن بأخسِّ الحيَوانات كالحمار والكلب إلا مثلًا لذي علمٍ حمل الحقَّ فلم يؤمن به، ولذي علم رمى عنه هذا الحقَّ، وحمل الدنيا مكانه. |
﴿وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181]
الأمَّة المستحقَّةُ للثناء هي الأمَّة الكاملة في نفسها، المكمِّلةُ لغيرها، التي تَهدي نفسَها وغيرها، فهي تعلم الحقَّ وتعمل به وتدعو إليه. ما جاء الحقُّ ليكونَ مجرَّدَ درسٍ يُعلَم، وإنما جاءَ ليُهدى به، ويُتحاكم إليه، فطوبى لمَن سعى إلى تحقيق ذلك في الأمَّة. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 182]
إذا رأيتَ اللهَ يتابع نِعمَه على قوم، وهم في غَيِّهم منهمكون، وفي نِعمهم بَطِرون؛ فلا تحسبنَّهم في خيرٍ ومأمن، فإنما يستدرجُهم اللهُ بنعمه، حتى يُنزل بهم شديدَ نقمه. |
﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَآءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَٰذَآ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 31]
دعاوى أهلِ الباطل عريضة، فلا تغترَّ بها؛ فإن حالَهم على خلاف ذلك. ما يزال أهلُ الباطل اليوم يجترُّون تُهمَ أسلافهم لأهل الحقِّ، فيرمون المصلحين بعبارات التشويه والتنفير من الرجعيَّة والأصوليَّة، والقراءة من أوراق بالية. |
﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنفال: 55]
إن الكفرَ بالله يحُطُّ صاحبَه في مرتبةٍ أدنى من مرتبة عجماوات الدوابِّ؛ لأن فيها منافعَ للناس، وهو لا نفعَ منه، بل شرٌّ وشؤم. |
﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ﴾ [يونس: 17]
ما أشدَّ وعيدَ مَن يحرِّفُ كلامَ اللهِ تعالى ليُرضيَ أهواءَ الناس وينالَ حظًّا من الدنيا! المتمسِّكون بالوحي هم أهلُ الفلاحِ والنجاة، والمفترون عليه أهلُ الخِزي والنَّكال، وسوءِ الأحوال. |
﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [يونس: 39]
أساءَ المشركون تصوُّرَ الحقيقة فكذَّبوا بها ووقفوا في طريقها، ومَن جهِل شيئًا عاداه. ويلٌ للمكذِّبين إذا نزل بهم ما كذَّبوا به، فهو العقابُ الذي يَبهَتُهم، والنَّكال الذي يَبغَتُهم. التكذيب للحقِّ نوعٌ من أنواع الظلم، وهو سببُ ما يُصيبُ العبادَ من سوء العواقب، والمكذِّبون داخلون في زُمرة الظالمين جُرمًا ووعيدًا. |
﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ ﴾ [يونس: 59]
ألا يستحقُّ العبادةَ وحدَه مَن يُنزِّلُ الرزقَ وحدَه؟! ليحذرْ مَن يُفتي الناسَ بتحريمِ الحلال، كما يحذرُ من تحليل الحرام. الاحتياطُ في إطلاق الأحكام لا بدَّ منه، فإن الأمر إمِّا شرعٌ أذِنَ اللهُ به، وإما افتراءٌ وقولٌ على اللهِ بلا علم. |
﴿وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ ﴾ [يونس: 60]
ألا يُفكِّرُ المُفترون على الله الكذبَ بلقاءِ الله يوم القيامة، وقد جَنَوا في حقِّه هذه الجِناية؟! كم للهِ على عباده من فضل! أنزل لهم من الأرزاق ما يكفيهم، وأنزل لهم من الوحي ما يَهديهم، وحَلُم عليهم فلم يُعاجِل العاصين بالعقوبة، ولم يقطع عنهم نَواله وفضله، فكيف لا يشكرونه؟! |
﴿قُلۡ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ﴾ [يونس: 69]
كتب اللهُ على مَن افترى عليه الكذبَ ألا يُظفِرَه ببُغيته، ولا يُوصلَه إلى مَأرَبه، ولا يجعلَه من الفالحين، أفلا تكفي المفترين هذه العقوباتُ؟ |
﴿مَتَٰعٞ فِي ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلۡعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ ﴾ [يونس: 70]
ليس الفلاحُ أن يتمتَّعَ المرءُ بالدنيا ثم ينقطعَ في نهايةِ الطريق، لكنَّ الفلاحَ أن يتزوَّد من دنياه بما يُنجيه في أُخراه، ويبلِّغُه آمالَه لدى مولاه. كيف يطِيبُ متاعٌ يَعقُبُه عذاب، وكيف يَعصي عبدٌ ربًّا وهو عمَّا قريبٍ سيصيرُ إليه، ويقف بين يديه؟! |
﴿وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [يونس: 95]
إن كان قد نُهيَ عن التكذيب بآياتِ الله مَن لا يُتَصوَّرُ منه ذلك، فكيف بغيره؟! الخسرانُ كلُّ الخسران في تكذيب آيات الله الشرعية، وردِّ دَلالاتها القطعية. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [هود: 18]
كلُّ الخلائقِ ستُعرَضُ على ربِّها، ولكن يا لِخِزيِ مَن كذَب على ربِّه الذي أحسنَ إليه، وبيَّنَ له السُّبُل، وأرسل إليه الرسُل! ما أشقَّه من موقفٍ يومَ يُطردُ من رحمة اللهِ ناسٌ هم أحوجُ ما يكونون فيه إلى رحمته! |
﴿ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [هود: 19]
إن كان من الظلم التعدِّي على حقوق الخلق، فإن من أعظم الظلم أن يتعدَّى المرءُ على حقوق الخالقِ تعالى، بصدِّ الناس عن سبيله، ورفض الاستقامة فيها. بلغَ الغايةَ في الكفر، والنهايةَ في الضلال، مَن صدَّ عن سبيل الله، وابتغى الزيغَ في شرعه. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ ﴾ [هود: 20]
حين يُمهل الله العصاةَ في الدنيا وهو قادرٌ على عقابهم، فذاك منذرٌ بمضاعفةِ العذاب عليهم يومَ القيامة. إن عذابَ اللهِ عذابٌ عظيم، فكيف إذا ضوعفَ هذا العذاب؟ الموفَّقُ حقًّا من أعانه اللهُ برحمته على سماع الحق، وأنارَ بصيرتَه حتى يراه، والمخذولُ من منعَه توفيقَه حتى امتنعَ عن قَبول الحق. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [هود: 21]
ماذا كسَبَ مَن خسر نفسَه عند ربِّه وأضاعها وأوردها المهالك؟ يا لها من حسرةٍ أن يُضيعَ المرء ما كان يؤمِّلُ نفعَه، ويكتشفُ أن ما كان يعوِّلُ عليه ما هو إلا هُراء، وكذبٌ وافتراء! |
﴿لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ ﴾ [هود: 22]
لا يُقارَنُ أخسرُ الخاسرين بخاسرٍ، فكيف يُقارَن بمَن بلغَ الدرجاتِ العُلا في الجنان والرضوان؟! |
﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ﴾ [النحل: 116]
ما من حكم بالتحليل والتحريم لا يوافق الشرع إلا كان وصفًا كاذبًا لا يُلتفتُ إلى مدَّعيه، ولا يؤبَهُ بقائليه. من يحرِّمُ الحلالَ آثم؛ لأنه يُضيِّقُ على الخلق ما وسَّع اللهُ لهم، ومثلُه من يحلِّلُ الحرام؛ إذ يوقع الناسَ في تجاوزات غيرِ مأذونٍ فيها. وكلاهما يُبعدان عن طريق الفلاح في الدنيا والآخرة. عن أبي نضرةَ قال: (قرأتُ هذه الآيةَ فلم أزل أخافُ الفُتيا إلى يومي هذا). |
﴿مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [النحل: 117]
الذي يفتري الكذب بالتحليل والتحريم هو يبتغي بذلك متاعَ الدنيا، وإن ادَّعى غيرَ ذلك، أفلا يدري أنه متاعٌ قليلٌ مهما بلغ، سواء في ذاته، أم في زمانه، ومن ورائه عذاب أليم. |
﴿هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۭ بَيِّنٖۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا ﴾ [الكهف: 15]
أيها المسلم، إن لقومك عليك حقًّا من الدعوة والنصيحة، وليس ارتباطك بهم مسوِّغًا لترك الإنكار عليهم. الاعتقادُ الصحيح لا ينهَض إلا بدليل ينير للعقل والفؤاد سبيلَ النجاة والأمان، أمَّا من خبَطَ بلا حُجة فمصيره وخيمٌ وبيل. أعظم الظلم وأولاه بالإنكار الإشراكُ بالله الواحد القهَّار، فهو الشطَط البعيد. |
﴿وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ ﴾ [النمل: 83]
أيُّ موقف ذُلٍّ يَقِفُه المكذِّبون بآيات الله تعالى يوم الحساب، حين يُحبَس أوَّلهم على آخرهم، ويساقون إلى دار الهوان في ذلَّة وانكسار؟! يُجمَع المكذِّبون يوم القيامة إلى أرض المحشَر، ويُساقون من دون إرادة منهم ولا كرامة. |
﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبۡتُم بِـَٔايَٰتِي وَلَمۡ تُحِيطُواْ بِهَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [النمل: 84]
لو أن امرءًا أنعم النظر في آيات الله تعالى بصدق وتأملها بحقٍّ لما كذَّب بها، وأما مَن أعرض عن تصديقها والإيمان بما جاءت به فكيف سيعمل بها؟ |
﴿وَوَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمۡ لَا يَنطِقُونَ ﴾ [النمل: 85]
بمقدار ظلم العبد يكون استجلابه لعذاب الله تعالى، ومن الظلم الإشراك بالله والاعتداء على حقوق عباده. بماذا سينطِق العبد الظالم يوم القيامة ولا حُجَّة عنده يدفع بها العذابَ عن نفسه من جرَّاء ظلمه؟ |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 68]
العاقل إن جاءه خبرٌ تدبَّره وتأمَّله قبل أن يرُدَّه أو يقبله، فمَن ردَّه من أوَّل وهلة فذلك دليلٌ على النزَق والخفَّة في عقله. مَن اجترأ على الله تعالى بافتراء الكذب عليه، ونسبة الباطل إليه، وتكذيب آياته ورسله فنارُ جهنم مثواه، وداره التي إليها مأواه. |
﴿۞ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الزمر: 32]
الكذب على الخَلق فعلٌ خسيس قبيح، فما بالُك بالكذب على الخالق، بأن يُنسبَ إليه ما لا يَلِيقُ به من شريك أو ولد؟! تقبَّلِ الحقَّ والصدقَ مهما كان مُرًّا، ولو على نفسك، ولو جاء به أبعدُ الناس عنك، فقد جعل الله من أعظم الظلم ردَّ الحقِّ والتكذيبَ بالصدق. إن الرجل لَيكذِبُ ويكذب حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا، فكيف إذا كان كذِبُه على الله ورسوله؟! إن النار موعدُه وبئسَ المصير! |
﴿وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60]
إذا كان الكذب مذمومًا، فما ظنُّكم بالكذب على الله تعالى، وعلى شرعه القويم وهديه المستقيم؟! |
﴿ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡۖ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّارٖ ﴾ [غافر: 35]
المتكبِّرون لم يعظِّموا الله حقَّ التعظيم، فجادلوا في آياته بغير علم، في حين استعظم المؤمنون ذلك الجدال ومقتوه أشدَّ المقت؛ لأنهم عظَّموا الله، فأحبُّوا ما أحبَّه، وأبغضوا ما أبغضه. إن الله يحجُب عن الهدى كلَّ متكبِّر مغرور، فتراه مصعِّرًا خدَّه شامخًا بأنفه، ولو أبصرت قلبه لرأيته خاويًا خرِبًا لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾ [غافر: 56]
إذا رأيت الرجلَ يُجادل في آيات الله فاعلم أنه يُجادل بلا حُجَّة ولا بُرهان، فإن ما جاء من عند الله حقٌّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. الكِبْر آفةُ الآفات، فهو يحمل صاحبَه على ردِّ الحقِّ والمجادلة بالباطل، لا لشيء إلا إظهارًا للنفس وتأبِّيًا عن الخضوع لما يُخالف هواه. أيُّها المسلم اطمئنَّ؛ فإن الله سميعٌ لأقوال مخالفيك، بصيرٌ بمقاصدهم ونيَّاتهم، وسيُجازيهم بما يستحقُّون. |
﴿كَذَٰلِكَ يُؤۡفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ ﴾ [غافر: 63]
مَن زاغ عن الحقِّ واستكبر أزاغ الله قلبه وطمَس بصيرته، فلا يَميز بين خبيثٍ وطيِّب، ولا يهتدي سبيلًا. |
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصۡرَفُونَ ﴾ [غافر: 69]
أرأيتَ إلى المجادلين في آيات الله البيِّنات؛ إنهم لا يردُّون الحُجَج بما هو أقوى وأحكم، ولكنَّهم يردُّونها باتِّباع الشبُهات وموافقة الأهواء. |
﴿ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [غافر: 76]
شتَّانَ بين أبواب تُفتَّح للمحسنين المتَّقين، وأبواب تُفتَح للمتكبِّرين المجرمين، فيا بئسَ مَن لم يكن يومئذٍ من الناجين الفالحين! جريمة الكِبْر عن عبادة الله لا تكاد تَعدِلها جريمة؛ فاستحقَّ أصحابها عقوبةً دونها كلُّ عقوبة، إنها الخلود في النار، وأعظِم بها من عقوبة! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ أَفَمَن يُلۡقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيۡرٌ أَم مَّن يَأۡتِيٓ ءَامِنٗا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40]
آياتُ الله حقٌّ وهدًى، فمَن مالَ عنها إلى الضلالة، فقد مالَ بنفسه إلى المهالك. يا له من تهديد لمَن عقَل! إن الله بصيرٌ بعملكم، عليمٌ بظاهركم وباطنكم، وقد أعلمكم مصيرَ المحسن والمسيء، فليختَر أحدُكم ما يشاء. |
﴿وَيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٖ ﴾ [الشورى: 35]
أنَّى لمشرك الفِرارُ من عقاب الإله القادر الذي لا يُعجزه شيء، العليم الذي لا تخفى عليه خافية، العزيز الذي لا يَغلِبه مُغالب، الذي آياتُ كماله، وبراهين جلاله تملأ الوجود؟! |
﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الجاثية: 6]
أين كلامُ البشر من كلام الله؟ لن يبلغَ كلامهم مهما نمَّقوه وزخرفوه مبلغَ كلام الله من الجزالة والبلاغة والصدق. آيات ربوبيَّة الله، وحُجج وَحدانيَّته واضحةُ البيان، لا يعتريها شيء يوهنها أو يُضعف صدقها، فمَن لم يؤمن بها فأنَّى يجد مثلها في الدَّلالة على الحقِّ، والهداية إلى الصراط المستقيم؟! |
﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ﴾ [الجاثية: 7]
لا شيءَ أعظمُ من الافتراء على الله، والقول عليه بغير علم، فتلك هي الطامَّة الكبرى، والماحقة العظمى. من علامات إفك ذلك الأثيم أنه يكره آياتِ الله ويُعرض عنها، ويتكبَّر عليها، وفي هذا تعريضٌ بمَن يكره سماعَ القرآن. كلُّ مَن لم ينتفع بآيات الله تعالى ويستكبر عنها، فلم تَرُدَّه إلى الحقِّ، ولم تمنعه من الباطل فقد استحقَّ الويلَ في جهنَّم. |
﴿يَسۡمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [الجاثية: 8]
لا شيءَ أعظمُ من الافتراء على الله، والقول عليه بغير علم، فتلك هي الطامَّة الكبرى، والماحقة العظمى. من علامات إفك ذلك الأثيم أنه يكره آياتِ الله ويُعرض عنها، ويتكبَّر عليها، وفي هذا تعريضٌ بمَن يكره سماعَ القرآن. كلُّ مَن لم ينتفع بآيات الله تعالى ويستكبر عنها، فلم تَرُدَّه إلى الحقِّ، ولم تمنعه من الباطل فقد استحقَّ الويلَ في جهنَّم. |
﴿وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [الجاثية: 9]
كلام الله جليلٌ عظيم، لا يجوز أن يكونَ مادَّةً للسخريَّة والاستهزاء، فتعظيم كلام الله من تعظيم الله جلَّ جلاله. إن الله يكسو مَن استهزأ بآياته الذِّلَّة والمهانة، ويُسربلهم بالخزي والندامة، ويدخلهم في عذاب لا يجدون له نهاية، ولا منه وقاية. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الصف: 7]
الطغاةُ المستكبرون جمعوا كلَّ ضروب الظلم؛ ظلم النفس، وظلم الناس، فهم بهذا أظلمُ البشَر، فأنَّى لهم الهدايةُ، إلا أن يشاء الله؟! إذا كان الكذبُ على الناس صفةً ذميمة مَرذولة، فما ظنُّكم بالكذب على الله؟! يُحرَم المرء من الهداية بمقدار ما لديه من ظلم وكذب وافتراء. |
﴿يُرِيدُونَ لِيُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ [الصف: 8]
مهما خُيِّل للطغاة المتجبِّرين أنهم قادرون على حَجب أنوار الإسلام بالشُّبهات والأباطيل، وبالكيد والتنكيل، فإن مردَّهم إلى العَجز والخُسر والصَّغار. الأقوالُ والكلمات أدواتُ الضالِّين المعاندين، لإطفاء نور الحقِّ المبين، ولكن هيهاتَ أن يُفلحَ كيدُهم فإنه إلى تخسير. لم يلقَ دينٌ من الأديان حربًا ضَروسًا كالإسلام، ولم تلقَ شريعةٌ هجومًا شرسًا كشريعة الرَّحمن، ولكنَّها برغم كلِّ ما بُذل ويُبذَل للفَتك بها في ثبات وازدياد. |
﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5]
إن العالم الذي يخون ما حُمِّله من علم وأمانة أذلُّ من الحمار الذي بلغ الغايةَ في الذلِّ والهَوان. لا يُنال العلم بمجاورة الكتب وحملها، ولكن بمطالعتها وفهمها، وتدبُّر ما فيها من تذكير وعِبَر، والعمل بما تضمَّنته من علم وفِكَر. يا أهلَ القرآن، أدُّوا حقَّ الله فيما آتاكم من كتابه، وإيَّاكم وتركَ العمل به فتُضحُوا كاليهود الذين لم يرعَوا التوراةَ حقَّ رعايتها، فضلُّوا وأضلُّوا. |
﴿إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [القلم: 15]
إذا تجاوز المالُ اليد ليستقرَّ في القلب أورث صاحبَه الكِبْرَ والعُجب، فلا يخدعنَّك المال والجاه والولد عن ضعفك وحقيقة فقرك. الاستكبار والتمادي في الاغترار بالجاه والأولاد يُودي بصاحبه إلى رفض الحقِّ ووَصمه بالباطل؛ تنفيرًا منه ومن أهله، وأقبِح به من صفة! |
﴿سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ ﴾ [القلم: 16]
مَن نازع الله في كبريائه وعظمته أذلَّه الله ذلًّا لا يخفى، وأهانه إهانةً لا تُمحى، فإيَّاك والكبرياء بغير حق. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
احكام الطلاق أصحاب الرقيم اسم الله الرحمن النفخ في الصور القتل العمد اسم الله الحميد بر الوالدين رحمة الله تعالى استعمال العقل الحسنى
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب