حديث: يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

عن رجل من بني يربوع، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يقُولُ: «يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّك وَأَبَاك وَأُخْتَك وَأَخَاك ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ». قَالَ: فقَالَ رَجَلٌ: يَا رَسُولَ الله، هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلانًا؟ قال: فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَلا لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٦١٣) عن يونس، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن رجل من بني يربوع، فذكره.

عن رجل من بني يربوع، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يقُولُ: «يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّك وَأَبَاك وَأُخْتَك وَأَخَاك ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ». قَالَ: فقَالَ رَجَلٌ: يَا رَسُولَ الله، هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلانًا؟ قال: فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَلا لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن رجل من بني يربوع، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يقُولُ: «يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّك وَأَبَاك وَأُخْتَك وَأَخَاك ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ». قَالَ: فقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلانًا؟ قال: فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَلا لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى».

1. شرح المفردات:


● يَدُ المُعْطِي العُلْيَا: اليد العليا هي يد المنفق المعطي، وهي أفضل من اليد السفلى (يد الآخذ).
● أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ: أي ابدأ بالإنفاق على أقربائك وأهل بيتك.
● ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ: ثم الأقرب فالأقرب من الناس بعد الأهل.
● بَنُو ثَعْلَبَةَ: قبيلة من القبائل العربية.
● أَصَابُوا فُلانًا: أي قتلوه أو آذوه.
● لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى: لا تحمل نفس إثم نفس أخرى، أي لا يؤخذ البريء بجرم الجاني.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بتوجيه النبي ﷺ إلى فضل الصدقة والإنفاق، ويحث على تقديم الأقربين في الصدقة والبر، فيبدأ الإنسان بأمه وأبيه وأخته وأخيه، ثم يتدرج إلى الأقرب فالأقرب من الأهل والأقارب. ثم يعترض رجل بسؤال عن بني ثعلبة الذين آذوا أو قتلوا شخصًا، فيجيب النبي ﷺ بأنه لا يجوز أن يحمل أحد ذنب غيره، فكل إنسان مسئول عن عمله فقط.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الصدقة والإنفاق: يد المعطي (المنفق) هي اليد العليا، وهي أفضل من يد الآخذ.
● أولويات الإنفاق: يبدأ الإنسان بأقربائه، فيقدم والديه وإخوته، ثم الأقرب فالأقرب.
● العدل والمسئولية الفردية: لا يؤخذ أحد بجرم غيره، فكل نفس تحمل وزرها فقط، وهذا من قواعد العدل في الإسلام.
● التأكيد على مبدأ البراءة الأصلية: فلا يتهم أحد بجريمة لم يرتكبها، ولا يعاقب إلا من ثبتت إدانته.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يجمع بين الحث على البر والصلة والإنفاق، والتأكيد على العدل وعدم تحميل أحد ذنب غيره.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- يستدل به على أن الصدقة على الأقارب أفضل لأنها صدقة وصلة.
- قوله ﷺ: «لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى» يؤكد مبدأً قرآنياً في قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتصدقين المحسنين، العادلين في أحكامهم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٦١٣) عن يونس، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن رجل من بني يربوع، فذكره.
ورواه النسائيّ (٤٨٣٧) عن قُتَيبة، حَدَّثَنَا أبو عوانة، بإسناده مختصرًا.
ورواه أبو داود الطيالسي (١٣٥٣) ومن طريقه النسائيّ (٤٨٣٥)، والبزّار - كشف الأستار (٩١٨) -، عن شعبة، عن أشعث بن أبي الشّعثاء، قال: سمعت الأسود بن هلال يحدّث عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع، أنّ أناسًا منهم أتوا رسول الله ﷺ -وكانوا من بني ثعلبة- أصابوا رجلًا من أصحاب النَّبِيّ ﷺ، فقال رجل: يا رسول الله! هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع قتلت: فلانًا. فقال رسول الله ﷺ: «لا تجني نفسٌ على أخري».
وذكر النَّبِيّ ﷺ الصّدقة فقال: «يد المعطي العليا: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثمّ أدناك أدناك». هذا لفظ أبي داود، وأمّا غيرهما فاختصره.
ورواه سفيان، عن الأشعث، عن سليم بإسناده وجعل هذا الرّجل المبهم ثعلبة بن زهدم اليربوعيّ، رواه النسائيّ (٤٨٣٣)، والبيهقي (٨/ ٣٤٥)، والبزّار -كشف الأستار (٩١٧) - فذكر الحديث، مثله.
واختلف في ثعلبة بن زهدم، فجزم ابن حبَّان وابن السكن وجماعة ممن صنّفوا في الصّحابة بأنه له صحبة.
وقال الترمذيّ في «تاريخه»: «أدرك النَّبِيّ ﷺ وعامة روايته عن الصّحابة».
وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعًا: «اليد العليا أفضل من اليد السفلي، وابدأ بمن تعول أمّك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك».
رواه الطبراني في «الكبير» (١٠/ ٢٢٩ - ٢٣٠) عن علي بن عبد العزيز، ثنا حرمي بن حفص القسمليّ، ثنا زياد بن عبد الرحمن القرشيّ، ثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٢٠): «إسناده حسن».
قال الأعظمي: وذلك بناء على ذكر ابن حبَّان لبعض رجال الإسناد في«الثّقات»، وإلَّا فزياد بن عبد الرحمن القرشي ذكره البخاريّ في «التاريخ الكبير» (٣/ ٣٦١) ولم يذكر نسبه «القرشيّ» ولكن ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه شيئًا من جرح أو تعديل، فهو في عداد المجهولين، وأمّا ابن حبَّان فذكره في «الثقات» (٦/ ٣٢٥) ولم يذكروا من الرواة عنه إِلَّا عبد الواحد بن واصل، وحرمي ابن حفص ثانيه، فيكون في درجة «مقبول» عند الحافظ ابن حجر أي إذا توبع، وإلَّا فلين الحديث.
وفي الباب عن عطية السّعديّ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «اليد المنطية خير من اليد السفلى».
رواه الإمام أحمد (١٧٩٨٣)، والبزّار -كشف الأستار (٩١٦) -، والطَّبرانيّ في الكبير (١٧/
١٦٦) كلّهم من طريق عبد الرزّاق -وهو في مصنفه (٢٠٠٥٥) - عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن عروة بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال (فذكر الحديث).
و«المنطية» هي المعطية بلغة عطية الصحابيّ، ولذا غيّروه في المصادر الأخرى إلى «المعطية».
وفيه عروة بن محمد، وأبوه مجهولًا الحال، ولم يذكرهما إِلَّا ابن حبَّان على قاعدته في توثيق المجهولين.
قال الحافظ في الأوّل: «مقبول»، وقال في الثاني وهو محمد بن عطية السعدي «صدوق» مع أنه لم يذكر في «التهذيب» إِلَّا توثيق ابن حبَّان، ولكنه ذكر الخلاف في صحبته، ورجّح أن الصحبة لأبيه.
ويؤيد هذا لما رواه الحاكم (٤/ ٣٢٧) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حَدَّثَنِي عروة بن محمد بن عطية، قال: حَدَّثَنِي أبي، أن أباه أخبره قال: قدمت على رسول الله ﷺ في أناس من بني سعد بن بكر، وكنت أصغر القوم فخلّفوني في رحالهم، ثمّ أتوا رسول الله ﷺ فقضى من حوائجهم ثمّ قال: «هل بقي منكم من أحد؟». قالوا: نعم غلام معنا خلفناه في رحالنا، فأمرهم أن يبعثوا إليّ، فأتوني فقالوا: أجب رسول الله ﷺ فأتيته، فلمّا رآني قال: «ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئًا، فإن اليد العليا هي المنطية وإن اليد السّفلي هي المنطاة، وإن مال الله تعالى لمسئول ومنطي». قال: فكلمني رسول الله ﷺ بلغتنا.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
والصّحيح -كما قلت- فيه عروة بن محمد بن عطية وأبوه مجهولان.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «خير الصّدقة ما أبقت غنيّ، واليد العليا خير من اليد السّفليّ، وابدأ بمن تعول».
رواه الطبرانيّ في الكبير (١٢٧٢٦) عن عبد الله بن ناجية، ثنا المنذر بن الوليد الجارودي، ثنا أبي، ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن ابن عباس، فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٩٨): «فيه الحسن بن أبي جعفر الجفريّ وفيه كلام».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن الحسن بن أبي جعفر الجفري البصريّ ضعيف، وقد ضعَّفه جمهور أهل العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 287 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ

  • 📜 حديث: يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب