حديث: اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة
متفق عليه: رواه مالك في الصّدقة (٨) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فيه توجيه نبوي كريم إلى خلقين عظيمين من أخلاق الإسلام.
أولاً. شرح المفردات:
● الْيَدُ الْعُلْيَا: هي اليد الباذلة المعطية المنفقة في سبيل الله.
● الْيَدُ السُّفْلَى: هي اليد الآخذة السائلة المتعطية.
● التَّعَفُّفُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: يعني الترفع عن سؤال الناس وكف النفس عن مد اليد لهم.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي ﷺ وهو على المنبر - مما يدل على أهمية هذا الموضوع - أن اليد التي تعطي وتنفق في الخير هي اليد العليا وهي خير وأفضل من اليد التي تأخذ وتسأل الناس، والتي هي اليد السفلى. فالمتصدق المعطي هو الأعلى مكانة عند الله وعند الناس، والسائل الآخذ هو الأدنى.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله: فالمسلم يحافظ على مكانته العالية ببذله وعطائه.
2- ذم سؤال الناس بغير حاجة: فالمسلم يعف نفسه عن السؤال ولا يمد يده لأحد إلا عند الضرورة القصوى.
3- الحث على الكرامة والعزة: فالمسلم يحرص على كرامته وعزته بالاستغناء عن الناس بما أعطاه الله.
4- التنويه بفضل المتصدقين: فهم أصحاب اليد العليا الذين رفعهم الله ببذلهم وعطائهم.
5- أن العطاء والبذل سبب للرفعة: في الدنيا والآخرة، كما أن الأخذ والسؤال سبب للذلة إلا في حال الضرورة.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- يستثنى من ذم السؤال من كان مضطراً أو محتاجاً حاجة شديدة، فلا حرج عليه أن يسأل حتى يقضي حاجته.
- من سأل الناس تكثراً فقد عرض نفسه للإثم، كما جاء في الحديث: "من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر".
- اليد العليا أفضل من اليد السفلى حتى لو كان المعطي فقيراً والسائل غنياً.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٢٩)، ومسلم في الزّكاة (١٠٣٣) كلاهما من طريق مالك، به.
وما رواه البيهقيّ (٤/ ١٩٧) من طريق مالك، وقال فيه: «اليد العليا المتعفّفة، والسّفلى السّائلة«، ثمّ عزاه إلى الشّيخين فهو ليس كما قال.
فإنّ»اليد المنفقة«في رواية عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع كما قال أبو داود عقب إخراج الحديث (١٦٤٨) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وهذا لفظه:
قال أبو داود: «اختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث. قال عبد الوارث: «اليد العليا المتعفّفة». وقال أكثرهم عن حمّاد بن زيد، عن أيوب: «اليد العليا المنفقة»، وقال واحدٌ عن حمّاد: «المتعفّفة». انتهى.
قال الأعظمي: كذلك رواه إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن نافع: «المتعفّفة» هكذا رواه البيهقيّ.
ولكن رواه الإمام أحمد (٥٣٤٤) من طريق عبد الله (هو ابن المبارك)، عن موسى بن عقبة وقال فيه: «المنفقة»، فالله أعلم بالصواب.
معنى الحديث:
قال الخطابي: «رواية المتعفّفة أشبه وأصح في المعنى، وذلك أنّ ابن عمر ذكر أن رسول الله ﷺ قال هذا الكلام وهو يذكر الصدقة، والتعفف منها، فعطف الكلام على سببه الذي خرج عليه، وعلى ما يطابقه في معناه أولى.
وقال: وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا هو أن يد المعطي مستعلية فوق يد الآخذ، ويجعلونه عن علو الشيء إلى فوق، وليس ذلك عندي بالوجه، وإنما هو من علاء المجد والكرم،
يريد به الرفع عن المسألة والتعفف عنها، وأنشدني أبو عمر قال: أنشدنا العباس، قال: أنشدنا ابن الأعرابي في معناه:
إذا كان باب الذّل من جانب الغنى ... سموتُ إلى العلياء من جانب الفقر
يريد به التعزز بترك المسألة والتنزّه عنها». انتهى
وقوله: «اليد العليا هي المنفقة ... الخ» ظاهره الإدراج، فكأنه من تفسير بعض الرواة، وقيل: من تفسير ابن عمر راوي الحديث نفسه، هذا الذي رجّحه أكثر أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر، انظر: الفتح (٣/ ٢٩٧).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 281 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 256 إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك
- 257 أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودابته وأصحابه في سبيل...
- 258 كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته
- 259 ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا
- 260 تصدقوا على نفسك وزوجتك وولدك وخادمك
- 261 إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها...
- 262 لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ
- 263 مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ
- 264 ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له...
- 265 أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
- 266 الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان
- 267 تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار
- 268 تصدقن ولو من حليكن
- 269 أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت
- 270 النبي ﷺ يقول: يا معشر النساء ما رأيت من نواقص...
- 271 لك أجر ما أنفقت عليهم
- 272 لَا تَصُمِ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
- 273 إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها...
- 274 لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
- 275 لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا
- 276 نعم والاجر بينكما نصفان
- 277 إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
- 278 الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به
- 279 صلي أمك وإن كانت مشركة
- 280 عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
- 281 اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
- 282 ولست أسألك شيئا ولا أرد رزقا رزقنيه الله منك
- 283 الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى
- 284 أفضل الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول
- 285 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ
- 286 يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك
- 287 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ
- 288 مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ
- 289 مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ
- 290 من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله
- 291 اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى
- 292 إعطاء المال فتنة وإمساكه فتنة
- 293 لا تُلْحِفُوا فِي المَسْأَلَةِ
- 294 من سأل وله أوقية فقد سأل إلحافًا
- 295 من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
- 296 من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف
- 297 من سأل الناس وله عدل خمس أواق
- 298 لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه
- 299 خذه وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا...
- 300 خذه فتموله أو تصدق به
- 301 المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه
- 302 مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ
- 303 مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ
- 304 ليس المسكين الذي يطوف على الناس
- 305 لَيْسَ المِسْكِينُ بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ
معلومات عن حديث: اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
📜 حديث: اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








