حديث: الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

عن مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الأَيْدِي ثَلاثَةٌ: فيَدُ اللهِ العُلْيَا، ويَدُ المُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، ويَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الفَضْلَ وَلا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ».

صحيح: رواه أبو داود (١٦٤٩) عن أحمد بن حنبل -وهو في مسنده (١٥٨٩٠) - عن عبيدة ابن حُميد التيميّ، حَدَّثَنِي أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضْلة، فذكره.

عن مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الأَيْدِي ثَلاثَةٌ: فيَدُ اللهِ العُلْيَا، ويَدُ المُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، ويَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الفَضْلَ وَلا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث رسول الله ﷺ الذي رواه مالك بن نضلة، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الأَيْدِي ثَلاثَةٌ: فيَدُ اللهِ العُلْيَا، ويَدُ المُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، ويَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الفَضْلَ وَلا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ».

1. شرح المفردات:


● الأيدي: المقصود بها هنا أصحاب اليد، أي أصحاب العطاء والمنزلة.
● يد الله العليا: أي أن عطاء الله تعالى هو الأعلى والأكمل، وهو الذي لا يُجارى في جوده وكرمه.
● يد المعطي التي تليها: أي أن يد المعطين من البشر تلي يد الله في الفضل والمنزلة.
● يد السائل السفلى: أي أن يد السائل هي الأدنى منزلة.
● أعط الفضل: أي أعط ما زاد عن حاجتك من المال.
● لا تعجز عن نفسك: أي لا تعطي كل ما تملك حتى تُعجز نفسك وتصبح محتاجًا.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصنف النبي ﷺ الأيدي إلى ثلاثة أنواع حسب منزلتها وفضلها:
● يد الله العليا: وهي اليد السخية التي تعطي بلا حدود، فالله تعالى هو المنعم المطلق الذي لا ينفد عطاؤه.
● يد المعطي التي تليها: وهي يد الإنسان الذي يعطي ويتصدق، فهي تلي يد الله في الفضل والمنزلة لأنها تحاكي صفة الجود والكرم.
● يد السائل السفلى: وهي يد الذي يسأل الناس ويعتمد على عطائهم، فهي الأدنى منزلة.
ثم يوجه النبي ﷺ نصيحة مهمة: أن يعطي الإنسان من فضول ماله (ما زاد عن حاجته) ولكن دون أن يضر بنفسه أو يعجزها بالعطاء حتى يصبح محتاجًا.

3. الدروس المستفادة منه:


● تفضيل العطاء على الأخذ: الحديث يحث على أن يكون المسلم معطاءً لا سائلًا، فاليد المعطية خير من اليد السائلة.
● التوسط في العطاء: الاعتدال في الإنفاق، فلا تبخل ولا تسرف، بل أعطِ من فضول مالك دون أن تجعل نفسك عالة على الآخرين.
● التشبه بأخلاق الله: من خلال الجود والسخاء، فالمسلم يتخلق بأخلاق الله في الجود والكرم كما جاء في الحديث: "تَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ اللهِ".
● الحث على الكسب والعمل: النهي عن التعجز عن النفس يحث على الكسب والعمل لعدم الحاجة إلى سؤال الناس.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تحث على الإنفاق في سبيل الله ومساعدة المحتاجين.
- رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- يستفاد منه أيضًا ذم سؤال الناس بلا حاجة، والحث على الاستغناء عن الناس ما أمكن.
- من الآيات التي تؤيد معنى الحديث: قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]، وقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: 245].
أسأل الله أن يجعلنا من المعطين لا من الآخذين، وأن يرزقنا القصد في الإنفاق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٦٤٩) عن أحمد بن حنبل -وهو في مسنده (١٥٨٩٠) - عن عبيدة ابن حُميد التيميّ، حَدَّثَنِي أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضْلة، فذكره.
وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة.
وإسناده صحيح، وصحّحه ابن خزيمة (٢٤٤٠)، وابن حبان (٣٦٦٢)، والحاكم (١/ ٤٠٨) كلّهم من طريق عبيدة بن حميد به.
وأبو الزعراء -بفتح الزاي وسكون المهملة- هو عمرو بن عمرو أو ابن عامر أو ابن مالك بن نضة الجشمي - بضم الجيم، وفتح المعجمة، من رجال السنن وهوثقة، وثَّقه ابن معين وأحمد وغيرهما.
قال ابن حبَّان: «إنَّ اليد العليا خير من اليد السُّفلى أراد به أن يد المعطي خير من يد الآخذ وإن لم يسأل».
وبمعناه رُوي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى».
رواه أحمد (٤٢٦١) وأبو يعلى (٥١٢٥) وابن خزيمة (٢٤٣٥) والحاكم (١/ ٤٠٨) كلّهم من طريق إبراهيم بن مسلم الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، فذكره، وسكت عليه الحاكم.
وإبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف، وقد اختلف في رفعه ووقفه أيضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 283 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى

  • 📜 حديث: الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب