حديث: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن».

صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (١١٢) - عن محمد بن المثني، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكر الحديث.

عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ».
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● يَزْنِي: يأتي الفاحشة، أي الجماع المحرم خارج إطار الزواج الشرعي.
● يَسْرِق: يأخذ مال الغير خفيةً وبغير حق.
● حِينَ يَزْنِي / حِينَ يَسْرِق: أي في نفس لحظة ارتكاب الذنب.
● وَهُوَ مُؤْمِنٌ: أي وهو كامل الإيمان، مستصحبٌ لجميع خصائصه وآثاره من الخوف والحياء والورع.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم أن الإيمان الحقيقي الكامل ينافي ارتكاب الكبائر، كالزنا والسرقة. ففي اللحظة التي يُقدم فيها العبد على هذه المعصية العظيمة، يكون إيمانه قد نَقَصَ ونَكَسَ وضَعُفَ إلى درجة أنه لا يُوصف في تلك الحالة بأنه مؤمنٌ كامل الإيمان، بل يكون إيمانه غائباً أو في أدنى درجاته بسبب غلبة الشهوة والهوى وغياب الحياء من الله.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● نفي كمال الإيمان، لا نفي أصل الإيمان: هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة في هذا الحديث. فالمسلم الذي يرتكب كبيرة لا يُكفَّر بها، بل يبقى في دائرة الإسلام، ولكن يُنفى عنه كمال الإيمان الواجب في لحظة المعصية. فهو مؤمن بنقصان إيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته. وهذا من الأدلة على أن الإيمان يزيد وينقص.
● التحذير من الاستهانة بالذنوب: الحديث يرسل رسالة قوية بأن الكبائر تُناقض جوهر الإيمان وتُضعفه بشكل كبير، فلا ينبغي للمؤمن أن يستسهل أمرها أو يتهاون في شأنها.
● العلاقة بين العمل والإيمان: العمل جزء من الإيمان، فإذا فُقد العمل الواجب (باجتناب الكبائر) نَقص الإيمان بذلك. فليس الإيمان مجرد تصديق في القلب، بل هو تصديق وقول وعمل.
● سقوط اسم الكمال: يشبه العلماء هذا بقولنا: "لا يكون الرجل جواداً وهو يبخل" أي في لحظة البخل، يسقط عنه وصف الجود الكامل. وكذلك المؤمن في لحظة المعصية، يسقط عنه وصف كمال الإيمان.
● بيان عظم جريمة الزنا والسرقة: خصّ النبي ﷺ هاتين المعصيتين للذكر للتنبيه على شناعتهما، ولكنهما مثالان، والحكم يعم جميع الكبائر.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● الفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر: ارتكاب الكبيرة من كبائر الذنوب هو من "الكفر العملي" أو "كفر النعمة" الذي لا يخرج من الملة، بخلاف "الكفر الاعتقادي" الذي يناقض أصل الإيمان.
● وجوب التوبة: الحديث يحث المسلم الذي وقع في معصية على المبادرة إلى التوبة النصوح، ليعود إيمانه إلى كماله وقوته، ويستعيد رضا الله تعالى.
● الحياء من الله: من أعظم ما يمنع من المعاصي استحضار مراقبة الله تعالى والحياء منه، وهذان المنبعان هما ما يضعفان أو ينقطعان عند ارتكاب الذنب.
نسأل الله تعالى أن يحفظنا من المعاصي والذنوب، وأن يثبت إيماننا، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار -كشف الأستار (١١٢) - عن محمد بن المثني، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكر الحديث.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
وما رواه البزّار عقبه عن أحمد بن أبان، عن الدّراورديّ، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، موقوفًا لا يضر.
وكذلك ما رواه الإمام أحمد (٢٥٠٨٨) عن يزيد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة، قال: «بينما أنا عندها إذ مُرّ برجل قد ضُرب في خمر على بابها. سمعت حِسَّ النّاس، فقالت: أيّ شيء هذا؟ قلت: رجل أُخذ سكرانًا من خمر فضُرب. فقالت: سبحان اللَّه! سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا يشربُ الشّارب حين يشربُ وهو مؤمن -يعني الخمر-، ولا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب منتهبٌ نُهبةً ذات شرف يرفعُ النّاسُ إليه فيها رؤوسهم وهو مؤمن، فإيّاكم وإيّاكم».
ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وقد زاد في المتن وهي شاذة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن

  • 📜 حديث: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب