حديث: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا زنى الرّجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظُّلة، فإذا انقلع رجع إليه الإيمان».

صحيح: رواه أبو داود (٤٦٩٠) عن إسحاق بن سويد الرّمليّ، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع -يعني ابن زيد-، قال: حدثني ابن الهاد، أن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ حدّثه، أنه سمع أبا هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا زنى الرّجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظُّلة، فإذا انقلع رجع إليه الإيمان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا زنى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ كانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّةِ، فَإِذَا انْقَلَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الإِيمَانُ».


1. شرح المفردات:


● خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ: أي أن نور الإيمان وضعفه يزول عنه مؤقتًا بسبب هذه المعصية العظيمة.
● كَظُلَّةٍ: الظلة هي الشيء الذي يظللك ويغطيك، كالسحابة أو الغيمة. وهنا تشبيه لحالة الإيمان حين يخرج من الزاني، فيكون كالظلة التي تترك صاحبها معرضًا لأشعة الشمس الحارقة، أي يصبح معرضًا لسيئات الذنوب وعذاب الله.
● انْقَلَعَ: أي انتهى من فعل الزنا وتركه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث عظم جريمة الزنا وخطورتها على إيمان العبد، حيث أن ارتكاب هذه الفاحشة يؤدي إلى خروج الإيمان من قلب الزاني مؤقتًا، فيصبح بمنزلة من تُرك بدون ظل يحميه من الحر، أي بدون حماية الإيمان من الوقوع في المزيد من الذنوب. فإذا تاب العبد وانقطع عن هذه المعصية، عاد إليه الإيمان مرة أخرى.


3. الدروس المستفادة:


● الزنا من الكبائر التي تضعف الإيمان: وهذا لا يعني خروج الشخص من الإسلام بالكلية، بل ضعف الإيمان وضعف نوره في القلب، كما جاء في أحاديث أخرى أن الإيمان يزيد وينقص.
● التوبة تجلب عودة الإيمان: الحديث يبعث على الأمل، فمهما بلغت المعصية، فإن التوبة الصادقة تعيد للإيمان قوته ونوره.
● التحذير من الاستمرار في الذنب: استمرار العبد في المعصية يجعله يفقد حماية الإيمان، فيصبح عرضة للوقوع في ذنوب أخرى.
● الإيمان ليس ثابتًا بل يتأثر بالأعمال: فكما أن الطاعات تزيد الإيمان، فإن المعاصي تنقصه وتضعفه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي، وحسنه بعض أهل العلم.
- ليس المقصود من الحديث أن الزاني يكفر، بل أن إيمانه يضعف جدًا حتى كأنه خرج منه، وهذا من قبيل المجاز الذي يفيد المبالغة في بيان خطورة الذنب.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الذنوب وخاصة الكبائر مثل الزنا، وأن يسارع إلى التوبة حال الوقوع فيها.

أسأل الله أن يحفظنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبت إيماننا حتى نلقاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٩٠) عن إسحاق بن سويد الرّمليّ، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع -يعني ابن زيد-، قال: حدثني ابن الهاد، أن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ حدّثه، أنه سمع أبا هريرة، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الصحيح، وصحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٢٢) على شرط الشيخين فقال: «فقد احتجا برواته».
أما ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا: «من زنا وشرب الخمر نزع اللَّه منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه» فهو ضعيف.
رواه الحاكم (١/ ٢٢) من طريقين عن أبي عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب، ثنا عبد اللَّه بن الوليد، عن ابن حجيرة، أنه سمع أبا هريرة، فذكر مثله.
قال الحاكم: «قد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حجيرة، وعبد اللَّه بن الوليد، وهما شاميان».
قال الأعظمي: هذا وهم منه فإن عبد اللَّه بن الوليد وهو ابن قيس التجيبيّ المصريّ ليس من رجال مسلم، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» ولكن ضعّفه الدّارقطنيّ وقال: «لا يعتبر بحديثه».
وفي «التقريب»: «ليّن الحديث» وشيخه هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حجيرة لا عبد الرحمن بن حجيرة كما قال الحاكم، فلعلّه سقط في الإسناد: «عن أبيه»، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أيضًا، وقد روي عن أبيه، وعنه عبد اللَّه بن الوليد التجيبيّ، وهو ممن وثّقه أيضًا ابنُ حبان.
وفي الباب عن جابر، رواه الإمام أحمد (١٤٧٣١) عن موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، أنه قال: سألتُ جابرًا: «أسمعتَ النبيّ ﷺ يقول: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن«؟ قال جابر: لم أسمعه. قال جابر: وأخبرني ابن عمر أنه قد سمعه».
وفي الإسناد ابن لهيعة وفيه كلام معروف بأنه ضُعِّف من أجل اختلاطه، وموسى وهو ابن داود ليس ممن سمع منه قبل الاختلاط.
قال الترمذيّ (٥/ ١٦) بعد أن روى حديث أبي هريرة: «لا نعلم أحدًا كفّر أحدًا بالزنى، أو السّرقة، وشرب الخمر».
وقال: «وقد رُوي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: «خرج من الإيمان إلى الإسلام».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة

  • 📜 حديث: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب