حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي

عن أنس بن مالك، قال: ما خطبنا نبيُّ اللَّه ﷺ إلّا قال فيه: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٢٣٨٣)، وأبو يعلى (٢٨٦٣)، والبزار -كشف الأستار (١٠٠) -، والطبراني في الأوسط (٢٦٢٧) كلّهم من طريق أبي هلال، حدثنا قتادة، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك، قال: ما خطبنا نبيُّ اللَّه ﷺ إلّا قال فيه: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تؤسس لقيم أساسية في الإسلام، وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما خطبنا نبي الله ﷺ إلا قال فيه: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».

1. شرح المفردات:


● خطبنا: خاطبنا ووعظنا.
● لا إيمان: نفي لكمال الإيمان الواجب.
● الأمانة: تشمل كل ما اؤتمن عليه المسلم من حقوق الله وحقوق العباد.
● لا دين: نفي لكمال الدين أو صحته.
● العهد: يشمل الالتزام بالوعود والعقود والمواثيق مع الله والناس.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان النبي ﷺ يكرر هذه الكلمات في خطبه ليؤكد على أهمية ركنين أساسيين في شخصية المسلم: الأمانة والوفاء بالعهد.
فالحديث ينفي كمال الإيمان عن الشخص الذي لا يؤدي الأمانات، وينفي كمال الدين عن الذي لا يوفي بعهوده ووعوده.

3. الدروس المستفادة منه:


● الأمانة أساس الإيمان: لا يكتمل إيمان المسلم بدون التحلي بالأمانة في جميع شؤونه.
● الوفاء بالعهد من صفات المؤمنين: إخلاف الوعد ونقض العهد من علامات النفاق.
● التكرار للترسيخ: تكرار النبي ﷺ لهذه العبارة في خطبه يدل على أهميتها.
● شمولية الأمانة: تشمل الأمانة في العمل، والكلام، والمال، والأسرة، والحكم، وغيرها.
● العلاقة بين الأخلاق والعقيدة: الإسلام يربط بين سلامة العقيدة وكمال الأخلاق.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه أحمد في المسند وهو حسن.
● الأمانة من صفات الأنبياء وكانت سبباً في ثقة الناس بهم.
● نفي الكمال لا نفي الأصل: النفي في الحديث لنفي الكمال لا لأصل الإيمان والدين.
● العهد يشمل: عهد الله في الطاعة، وعهد الناس في المعاملات.
● من صور الأمانة: حفظ الأسرار، أداء العمل بإتقان، رد الودائع، النصيحة.
اللهم اجعلنا من الذين يحافظون على الأمانات ويوفون بعهودهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٢٣٨٣)، وأبو يعلى (٢٨٦٣)، والبزار -كشف الأستار (١٠٠) -، والطبراني في الأوسط (٢٦٢٧) كلّهم من طريق أبي هلال، حدثنا قتادة، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في أبي هلال وهو محمد بن سليم الرّاسبيّ غير أنه حسن الحديث، وقد حسّنه البغويّ في شرح السنة (٣٨)، ثم هو لم ينفرد به، بل رواه أبو يعلى (٣٨٦٣) وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٤) عن الحسن بن الصبّاح البزّار، حدثنا مؤمّل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكر مثله.
ومؤمّل بن إسماعيل تُكلّم في حفظه، غير أنه لا بأس به في المتابعات.
وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي أمامة، وابن مسعود ولا يصح منه شيءٌ غير أنّ بعضه يستشهد به.
قال النوويّ رحمه اللَّه تعالى في شرح مسلم: «هذا الحديث مما اختلف العلماء في معناه، فالقول الصحيح الذي قاله المحقّقون أن معناه لا يفعلُ هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء، ويراد نفيُ كماله ومختاره، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيشُ الآخرة، وإنما تأولناه على ما ذكرناه لحديث أبي ذرّ وغيره: «من قال: لا إله إلا اللَّه دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق»، وحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور: أنهم بايعوه ﷺ على أن لا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يعصوا. . . إلى آخره، ثم قال لهم ﷺ: «فمن وفي منكم فأجرُه على اللَّه، ومن فعل شيئًا من ذلك فعُوقب في الدنيا فهو كفّارتُه، ومن فعل ولم يعاقب فهو إلى اللَّه تعالى، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذّبه». فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح مع قول اللَّه عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [سورة النساء: ٤٨]، مع إجماع أهل الحقّ على أنّ الزّاني والسّارق والقاتل وغيرهم من أصحاب الكبائر
غير الشّرك لا يكفرون بذلك، بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان، إن تابوا سقطت عقوبتهم، وإن ماتوا مصرّين على الكبائر كانوا في المشيئة، فإن شاء اللَّه تعالى عفا عنهم، وأدخلهم الجنة أولًا، وإن شاء عذّبهم، ثم أدخلهم الجنة، وكلّ هذه الأدلة تضطرنا إلى تأويل هذا الحديث وشبهه». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 20 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له

  • 📜 حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب