حديث: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن».
قال عكرمة: «قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا -وشبك بين أصابعه، ثم أخرجها-، فإن تاب عاد إليه - وشبك بين أصابعه».

صحيح: رواه البخاريّ في الحدود (٦٨٠٩) عن محمد بن المثنى، أخبرنا إسحاق بن يوسف، أخبرنا الفضيل بن غزوان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر الحديث.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن، ولا يقتل وهو مؤمن».
قال عكرمة: «قلت لابن عباس: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا -وشبك بين أصابعه، ثم أخرجها-، فإن تاب عاد إليه - وشبك بين أصابعه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم حديث نبينا الكريم.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


* لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن: أي لا يجتمع في قلب العبد كمال الإيمان وحقيقة الإيمان مع إقدامه على فعل الزنا في تلك اللحظة.
* ولا يسرق... ولا يشرب... ولا يقتل: نفس المعنى ينطبق على هذه الكبائر.
* كيف ينزع الإيمان منه؟: سؤال عكرمة (تلميذ ابن عباس) عن كيفية خروج الإيمان من الشخص عند فعل المعصية.
* هكذا -وشبك بين أصابعه، ثم أخرجها-: وصف لسرعة خروج الإيمان وسهولته، كإدخال الأصابع في بعضها وإخراجها بسرعة.
* فإن تاب عاد إليه: بيان أن هذا النزع ليس نهائياً، بل هو مؤقت طالما استمر العبد في المعصية.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العلاقة بين الإيمان والعمل، وأن الإيمان يزيد وينقص. فالإيمان ليس مجرد قول باللسان، بل هو قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح.
فالحديث لا يعني أن فاعل الكبيرة (كالزاني أو السارق) قد خرج من الإسلام بالكلية وأصبح كافراً. هذا فهم مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة الذين يقولون: "لا نكفر أحداً بذنب من أهل القبلة".
بل المعنى الصحيح الذي أجمع عليه أهل السنة هو:
أن الإيمان الكامل المستقر في القلب لا يجتمع مع الإصرار على فعل الكبائر في لحظة اقترافها. فحين يقدم العبد على المعصية، فإن إيمانه يضعف وينقص إلى درجة كبيرة، فينزع منه كمال الإيمان وحقيقته، ويبقى فيه أصل الإيمان (وهو التصديق). فإذا تاب وأناب، عاد إليه إيمانه الكامل مرة أخرى.
وتشبيه ابن عباس رضي الله عنهما بنزع الإيمان كشبك الأصابع وإخراجها، يوضح أن هذا النزع سريع وحاصل في لحظة المعصية، وأن العودة سريعة أيضاً بالتوبة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التحذير من الاستهانة بالذنوب والكبائر: فالذنب ليس أمراً هيناً، بل له أثر مباشر على إيمان العبد وقوة علاقته بربه.
2- الإيمان يزيد وينقص: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهذا أصل عظيم من أصول عقيدة أهل السنة.
3- بيان فضل التوبة وسرعة قبولها: الحديث يفتح باب الأمل ويبين أن باب التوبة مفتوح، فما إن يقلع العبد عن معصيته ويتوب حتى يعود إليه إيمانه كاملاً.
4- الرد على المرجئة: الذين يقولون إن الإيمان مجرد تصديق في القلب، ولا يؤثر العمل عليه. فالحديث واضح في أن العمل جزء من الإيمان، يؤثر فيه سلباً أو إيجاباً.
5- الرد على الخوارج: الذين يكفرون مرتكب الكبيرة. فالحديث لم يقل "أصبح كافراً" بل قال "وهو مؤمن" في صيغة النفي، مما يدل على نفي كمال الإيمان لا نفي أصله.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من أحاديث الصفات الإيمانية التي تشرح طبيعة الإيمان وحقيقته.
* الفهم الصحيح للحديث هو وسط بين طرفين: طرف الخوارج الذين يكفرون بالذنب، وطرف المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب.
* يجب على المسلم أن يحافظ على إيمانه، ويجدد توبته، ويحذر من الوقوع في الذنوب التي تضعف إيمانه وتظلم قلبه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحدود (٦٨٠٩) عن محمد بن المثنى، أخبرنا إسحاق بن يوسف، أخبرنا الفضيل بن غزوان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن

  • 📜 حديث: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب