حديث: بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خُطَب النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح

عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله ﷺ عام الفتح وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس، فقال: «لا، هو حرام» ثمّ قال رسول الله ﷺ عند ذلك: «قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم شحومها جملوه، ثمّ باعوه فأكلوا ثمنه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٢٣٦) ومسلم في المساقاة (١٥٨١) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله فذكره.

عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله ﷺ عام الفتح وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس، فقال: «لا، هو حرام» ثمّ قال رسول الله ﷺ عند ذلك: «قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم شحومها جملوه، ثمّ باعوه فأكلوا ثمنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ عام الفتح وهو بمكة يقول: «إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس، فقال: «لا، هو حرام» ثمّ قال رسول الله ﷺ عند ذلك: «قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم شحومها جملوه، ثمّ باعوه فأكلوا ثمنه».

1. شرح المفردات:


● عام الفتح: سنة فتح مكة (8 هـ).
● حرّم بيع: أي حرم الاتجار فيها والتكسب بثمنها.
● الخمر: كل ما خامر العقل وغطاه من المسكرات.
● الميتة: الحيوان الذي مات حتف أنفه دون ذكاة شرعية.
● الخنزير: معروف، وهو محرم بأكله وبيعه.
● الأصنام: تماثيل الآلهة الباطلة التي تعبد من دون الله.
● شحوم الميتة: دهون الحيوان الميت.
● يطلى بها السفن: تُدهن به السفن لوقايتها من الماء.
● يدهن بها الجلود: تُستخدم في دبغ الجلود وتليينها.
● يستصبح بها الناس: يتخذونها وقودًا للمصابيح للإضاءة.
● جملوه: أذابوه وصهروه (من الجَمل بمعنى الإذابة).

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي ﷺ في عام فتح مكة يعلن تحريم بيع هذه الأشياء الأربعة: الخمر والميتة والخنزير والأصنام. وهذا التحريم يشمل بيعها وشراءها والتكسب بها، لأنها إما نجسة كالميتة والخنزير، أو مُسكرة كالخمر، أو معينة على الشرك كالأصنام.
ثم ثار سؤال عن شحوم الميتة، حيث إن الناس كانوا يستفيدون منها في أغراض غير الأكل، كطلاء السفن، ودبغ الجلود، والإضاءة. فسألوا النبي ﷺ: هل يجوز بيعها لهذه المنافع المباحة؟ فأجابهم ﷺ بأنها حرام، لأن العلة هي أصل التحريم، والمنافع غير الأكلية لا تُخرجها عن حكم التحريم.
ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً باليهود الذين حرم الله عليهم شحوم البهائم، فأذابوها وباعوها وتكسّبوا بثمنها، فاحتالوا على التحريم بحيلة بيع الشحم بعد إذابته (جملوه)، فأكلوا ثمنه، فغضب الله عليهم ولعنهم على هذا الاحتيال.

3. الدروس المستفادة:


- تحريم بيع كل ما حرم الله أكله، لأن البيع وسيلة للاستهلاك والانتفاع.
- تحريم بيع الأصنام وما يتعلق بالشرك، سدًا لذريعة الضلال.
- أن العلة في تحريم بيع هذه الأشياء هي النجاسة أو الإسكار أو المعاونة على المعصية.
- عدم جواز الاحتيال على تحريم الله بالحيل والتماعات، كما فعل اليهود.
- أن ما حرم الله أخذه حرم إعطاؤه، وما حرم الانتفاع به حرم بيعه.
- التحذير من اتباع طرق اليهود في الاحتيال على الشرائع.

4. معلومات إضافية:


- الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- هذا الحديث أصل في تحريم بيع كل ما حرم الله، ويدخل فيه اليوم المخدرات والدخان وغيرها من الخبائث.
- فيه إثبات صفة الغضب لله تعالى كما يليق بجلاله، وقوله "قاتل الله اليهود" دعاء عليهم بلعنهم ومقته لهم.
- الحديث يظهر حرص الصحابة على فهم detalhes الأحكام، وسؤالهم عن الجزئيات.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجنبنا طرق المغضوب عليهم والضالين.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في البيوع (٢٢٣٦) ومسلم في المساقاة (١٥٨١) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 673 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام

  • 📜 حديث: بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب