حديث: عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب خُطَب النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
فقال العباس: إِلَّا الإذخر، فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا فقال رسول الله ﷺ: «إِلَّا الإذخر» فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله! فقال رسول الله ﷺ: «اكتبوا لأبي شاه».
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللقطة (٢٤٣٤) ومسلم في الحجّ (١٣٥٥) كلاهما من حديث الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا الأوزاعي، حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الفتوحات الإسلامية، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، ويبيّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم حرمة مكة المكرمة وخصوصيتها، وذلك بعد فتحها سنة 8 للهجرة. وإليك الشرح الوافي للحديث:
1. شرح المفردات:
● حَبَسَ عن مكة الفيل: منع الله تعالى أبرهة وأصحابه الفيل من دخول مكة وتدمير الكعبة، كما في قصة أصحاب الفيل.
● سَلَّطَ عليها رسوله والمؤمنين: أعطى الله النبي والمؤمنين النصر والتمكين في فتح مكة.
● لا تَحِلُّ: لا يجوز انتهاك حرمتها أو استباحتها.
● لا يُنَفَّرْ صيدها: لا يُزجر الصيد فيها أو يُخاف ليُهرب.
● لا يُخْتَلَى شوكها: لا يُقطع نباتها الأخضر.
● ساقطتها: ما يسقط من متاع الناس فيها ويضيع.
● إلا لِمُنْشِد: إلا لمن يبحث عنه ويعلن عنه ليعرف صاحبه.
● بخير النظرين: له الخيار بين خيارين.
● الإذخر: نبات طيب الرائحة.
2. شرح الحديث:
بعد أن منَّ الله تعالى على رسوله والمؤمنين بفتح مكة، قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم بين أحكام حرمة مكة، فقال:
- إن الله تعالى قد حفظ مكة من عدوان أبرهة وأصحاب الفيل، ثم قدّر أن يفتحها على يد رسوله والمؤمنين دون قتال أو إراقة دماء.
- وإن مكة كانت محرمة على جميع الأمم قبل الإسلام، ولم تَحِلّ لأحد أن يُقاتل فيها أو ينتهك حرمتها.
- وقد أحلها الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار (أي وقت فتح مكة) ليستبسل في الحق ويطهرها من الشرك، ثم عادت حرمتها بعد ذلك.
- ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحكام الخاصة بحرمة مكة:
● لا يُنَفَّر الصيد: يحرم إفزاع الصيد فيها أو اصطياده.
● لا يُخْتَلَى شوكها: يحرم قطع نباتها أو أشجارها.
● لا تُحَل ساقطتها: لا يجوز أخذ الشيء الضائع فيها إلا بعد البحث عن صاحبه والإعلان عنه.
● ومن قُتِل له قتيل: إذا قُتل إنسان في الحرم، فوليه يخيّر بين القصاص أو الدية.
ثم طلب العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه استثناء نبات "الإذخر" لأنه كانوا يستخدمونه في بيوتهم وقبورهم، فأذن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
وأخيراً، طلب رجل من اليمن يُكنى بأبي شاه أن يكتب له هذا الحديث، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته له.
3. الدروس المستفادة:
● عظمة مكانة مكة: فهي بلد الله الحرام، وقد خصها الله بحرمة خاصة.
● الرحمة في التشريع: النبي صلى الله عليه وسلم راعى حاجة الناس، فأذن في قطع الإذخر للضرورة.
● التيسير على الناس: الأمر بكتابة الحديث لأبي شاه يدل على اهتمام الإسلام بالتعلم ونشر العلم.
● العدل في القصاص: إعطاء الخيار لولي الدم بين القصاص أو الدية يتوافق مع رحمة الإسلام وعدله.
● الحفاظ على البيئة: النهي عن قطع النباتات أو إفزاع الصيد في الحرم يدل على الاهتمام بالتوازن البيئي.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المتعلقة بفضائل مكة وأحكام الحرم.
- قصة أصحاب الفيل مذكورة في سورة الفيل، حيث أنزل الله عليهم عذاباً وأهلكهم.
- فتح مكة كان بدون قتال إلا القليل، مما يدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته.
- استثناء الإذخر لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن فيه منفعة للناس دون إضرار بالبيئة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله: اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ.
وعندهما: البخاريّ (١١٢) ومسلم (١٣٥٥) من حديث شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلًا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك النَّبِيّ ﷺ فركب راحلته فخطب فقال: فذكر نحوه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 672 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 647 لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن
- 648 دخل النبي ﷺ عام الفتح من كداء.
- 649 اقتلوه إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة
- 650 دخل النبي مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء
- 651 عليه عمامة سوداء
- 652 دخل النبي مكة ولواؤه أبيض وعليه عمامة سوداء
- 653 رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع فيها
- 654 اليوم يوم يعظم الله فيه الكعبة
- 655 لما قدم رسول الله مكة كان قيس في مقدمته
- 656 النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
- 657 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة ويكسر حمامة العيدان
- 658 النبي ﷺ يطعن الأصنام حول الكعبة ويقول جاء الحق وزهق...
- 659 أمر النبي بإخراج الآلهة من البيت ودخل فكبر في نواحيه
- 660 الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة
- 661 فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها
- 662 لما كان يوم حنين التقى هوازن
- 663 المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض إلى يوم القيامة
- 664 لا يقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم
- 665 لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
- 666 لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 667 يجير على المسلمين أدناهم، ويرد على المسلمين أقصاهم
- 668 كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
- 669 لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده
- 670 إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ
- 671 إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض
- 672 عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها...
- 673 بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام
- 674 يؤمكم أكثركم قرآنًا
- 675 على الإسلام والجهاد والخير
- 676 النبي يبايع الناس على الإسلام والشهادة يوم الفتح
- 677 ما مسّ رسول الله ﷺ بيده امرأة قطّ
- 678 بيعة النساء
- 679 بيعة النساء على عدم الشرك والسرقة والزنا
- 680 لا يصافح النساء في البيعة
- 681 لا أصافح النساء في البيعة
- 682 أبو بكر يأتي بأبيه إلى النبي ﷺ فيسلم
- 683 خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر
- 684 ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي من أن...
- 685 لم يغنموا يوم الفتح شيئًا
- 686 من أجرت فقد أجرنا
- 687 صلى النبي ثمان ركعات أخف صلاة
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
- 690 عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى...
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
- 693 من سرق من قريش قطعت يدها
- 694 أمر رسول الله خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى...
- 695 غنمتم يوم الفتح شيئًا؟
- 696 أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين
معلومات عن حديث: عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
📜 حديث: عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








