حديث: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب خُطَب النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
قال: «وفي الأصابع عشر عشر وفي المواضح خمس خمس» قال: وقال: «لا صلاة بعد الغداة حتَّى تطلع الشّمس ولا صلاة بعد العصر حتَّى تغرب الشّمس» قال: «ولا تُنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا يجوز لمرأة عطية إِلَّا بإذن زوجها».
وفي رواية: لما فتح على رسول الله ﷺ مكة قال: «كفوا السلاح إِلَّا خزاعة عن بني بكر» فأذَّن لهم حتَّى صلوا العصر، ثمّ قال: «كفوا السلاح» فلقي من الغد رجل من خزاعة رجلًا من بني بكر بالمزدلفة فقتله، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقام خطيبًا فقال: «إن أعدى الناس على الله من عدا في الحرم ومن قتل غير قاتله ومن قتل بذحول الجاهليّة» فقال رجل: يا رسول الله! إن ابني فلانًا عاهرت بأمه في الجاهليّة؟ فقال: «لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهليّة الولد للفراش وللعاهر الأثلب» قيل: يا رسول الله، وما الأثلب؟ قال: «الحجر، وفي الأصابع عشر عشر، وفي المواضح خمس خمس، ولا صلاة بعد الصبح حتَّى تشرق الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتَّى تغرب الشّمس، ولا تُنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها، ولا يجوز لمرأة عطية إِلَّا بإذن زوجها، أوفوا بحلف الجاهليّة، فإن الإسلام لم يزده إِلَّا شدة، ولا تحدثوا حلفًا في الإسلام».
حسن: رواه أحمد (٦٦٩٢، ٦٩٣٣، ٦٦٨١) وابن الجارود (١٠٥٢) والبيهقي (٢٥٤٢) كلّهم من طرق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره مطوَّلًا ومختصرًا وفي بعض طرقه محمد بن إسحاق إِلَّا أنه صرّح بالتحديث عن عمرو بن شعيب، كما أنه لم ينفرد بل توبع، تابعه حسين المعلم وغيره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أجمعين، معتمدًا في ذلك على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:
أولاً. شرح المفردات:
● كفوا السلاح: أي اتركوا القتال وأمسكوا عن استعمال الأسلحة.
● خزاعة وبني بكر: قبيلتان عربيتان، وكانت بينهما عداوة منذ الجاهلية.
● المزدلفة: مكان بين مكة ومنى، وهو أحد مشاعر الحج.
● بذحول الجاهلية: البذحول جمع بذحل، وهو الثأر والقتل انتقامًا لأسباب جاهلية.
● العاهر الأثلب: العاهر هو الزاني، والأثلب هو الحجر، أي أن الزاني لا ينتسب إليه الولد بل هو كالحجر لا نسل له.
● الفراش: الزوجة الشرعية.
● المواضح: الجروح التي تظهر العظم (كسر في العظم مع جرح).
● عطية: الهبة والعطاء.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا هذا الحديث عن موقف مهم بعد فتح مكة، حيث أمر النبي ﷺ بوقف القتال إلا لخزاعة في مواجهة بني بكر بسبب عداوة سابقة. ولكن بعد الصلاة، أمر بوقف القتال تمامًا. ومع ذلك، حدث بعد ذلك أن رجلاً من خزاعة قتل رجلاً من بني بكر في المزدلفة (وهو مكان له حرمة)، فغضب النبي ﷺ من هذا الفعل وخطب في الناس محذرًا من ثلاثة أمور عظيمة:
1- من قتل في الحرم: أي اعتدى بالقتل في حرم مكة الذي جعله الله آمنا.
2- أو قتل غير قاتله: أي قتل شخصًا بريئًا بدلاً من القاتل الحقيقي (الخطأ في الثأر).
3- أو قتل بذحول الجاهلية: أي قتل لأسباب ثأرية جاهلية لا يقبلها الإسلام.
ثم جاء رجل يسأل عن ابنه الذي ولد في الجاهلية من زنا، فرد النبي ﷺ بقاعدة مهمة: "الولد للفراش وللعاهر الحجر"، أي أن الولد ينتسب للزوج الشرعي (صاحب الفراش) وليس للزاني، والزاني لا حق له في النسب كالحجر الذي لا يلد.
وأكمل النبي ﷺ الحديث بذكر أحكام أخرى:
● دية الأصابع: عشر من الإبل لكل إصبع.
● دية المواضح: خمس من الإبل لكل جرح يظهر العظم.
● تحريم الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس: هذان وقتان نهى النبي ﷺ عن الصلاة فيهما إلا لسبب شرعي.
● تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في الزواج: لأنه يسبب قطيعة الرحم.
● عدم جواز عطية المرأة إلا بإذن زوجها: احترامًا لحق الزوج في مال الأسرة.
● الوفاء بحلف الجاهلية إذا كان على خير: الإسلام يزيده قوة، لكن لا يُحدث حلفًا جديدًا في الإسلام لأن الولاء لله ورسوله.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- حرمة الدماء والحرم المكي: الإسلام يحرم الاعتداء في الحرم ويؤكد على قدسية الحياة.
2- إبطال الثأر الجاهلي: الإسلام يقطع دابر العصبية القبلية والثأر بغير حق.
3- ضبط النسب وحماية الأسر: قاعدة "الولد للفراش" تحفظ الأنساب وتصون الأعراض.
4- العدل في الديات: تحديد الديات يدل على عدالة الإسلام في التعويض عن الجراح.
5- احترام أوقات النهي عن الصلاة: تهذيبًا للعبادة وتمييزًا لها عن أوقات عبادة المشركين.
6- الحفاظ على العلاقات الأسرية: تحريم الجمع بين الأقارب في الزواج يمنع التنافس ويحفظ الروابط.
7- المرأة وزوجها: تأكيد على حقوق الزوج في المشاركة في القرارات المالية للأسرة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يجمع بين أبواب الفقه المختلفة: الجنايات، والحدود، والأنساب، والعبادات، والمعاملات.
- رواه الإمام أحمد في المسند، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.
- القاعدة الفقهية "الولد للفراش" أصبحت أصلًا في كتب الفقه الإسلامي لضبط النسب.
- النهي عن الصلاة في أوقات محددة منسوب لاشتراكها مع أوقات عبادة الكفار، كما في صحيح البخاري.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وقد انفرد بذكر (فأذن لهم حتَّى صلاة العصر) ولم أجد له متابعة في السنن والمسانيد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 668 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 643 من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه...
- 644 ابن عباس: أبو سفيان وعبد الله بن أبي أمية يطلبان...
- 645 اهجوا قريشًا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل
- 646 منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف
- 647 لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن
- 648 دخل النبي ﷺ عام الفتح من كداء.
- 649 اقتلوه إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة
- 650 دخل النبي مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء
- 651 عليه عمامة سوداء
- 652 دخل النبي مكة ولواؤه أبيض وعليه عمامة سوداء
- 653 رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع فيها
- 654 اليوم يوم يعظم الله فيه الكعبة
- 655 لما قدم رسول الله مكة كان قيس في مقدمته
- 656 النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
- 657 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة ويكسر حمامة العيدان
- 658 النبي ﷺ يطعن الأصنام حول الكعبة ويقول جاء الحق وزهق...
- 659 أمر النبي بإخراج الآلهة من البيت ودخل فكبر في نواحيه
- 660 الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة
- 661 فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها
- 662 لما كان يوم حنين التقى هوازن
- 663 المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض إلى يوم القيامة
- 664 لا يقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم
- 665 لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
- 666 لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 667 يجير على المسلمين أدناهم، ويرد على المسلمين أقصاهم
- 668 كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
- 669 لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده
- 670 إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ
- 671 إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض
- 672 عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها...
- 673 بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام
- 674 يؤمكم أكثركم قرآنًا
- 675 على الإسلام والجهاد والخير
- 676 النبي يبايع الناس على الإسلام والشهادة يوم الفتح
- 677 ما مسّ رسول الله ﷺ بيده امرأة قطّ
- 678 بيعة النساء
- 679 بيعة النساء على عدم الشرك والسرقة والزنا
- 680 لا يصافح النساء في البيعة
- 681 لا أصافح النساء في البيعة
- 682 أبو بكر يأتي بأبيه إلى النبي ﷺ فيسلم
- 683 خضاب رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر
- 684 ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي من أن...
- 685 لم يغنموا يوم الفتح شيئًا
- 686 من أجرت فقد أجرنا
- 687 صلى النبي ثمان ركعات أخف صلاة
- 688 دخل النبي مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر
- 689 قتلت عبد العزّى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة
- 690 عثمان يطلب بيعة عبد الله بن أبي سرح والنبي يأبى...
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
معلومات عن حديث: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
📜 حديث: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








