أولاد المسلمين والمشركين في الجنة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب أنّ أولاد المسلمين والمشركين في الجنّة
متفق عليه: رواه البخاريّ في التعيير (٧٠٤٧) مطوّلًا، ومسلم في الرؤيا (٢٢٧٥) مختصرًا، كلاهما من حديث أبي رجاء العُطارديّ، عن سمرة بن جندب، فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في موضعه.
ورؤيا الأنبياء حقّ؛ ولذا ذهب جمهور المحققين إلى أنّ أولاد المؤمنين والمشركين في الجنّة، ولعلّ هذا آخر الأمرين.
وأمّا ما رُوي عن عائشة أنّها ذكرت لرسول اللَّه ﷺ أطفال المشركين فقال: «إن شئتُ أسمعتُكِ تَضاغِيهم في النّار» فهو ضعيف جدًّا.
رواه الإمام أحمد (٢٥٧٤٣) عن وكيع، عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن بُهَيَّة، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده ضعيف جدًّا، فإنّ أبا عقيل يحيى بن المتوكّل متروك. قال الإمام أحمد: «يحيى بن المتوكل يروي عن بُهيَّة أحاديث منكرة، وهو واهي الحديث».
ورواه ابن عدي في «الكامل» (٧/ ٢٦٦٤) وقال: «هذه الأحاديث لأبي عقيل، عن بُهيّة، عن عائشة غير محفوظة، ولا يروي عن بُهيَّة غير أبي عقيل هذا». وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢١٧).
وبُهيّة أيضًا مجهولة، انفرد بالرّواية عنها أبو عقيل.
وقوله: «تضاغيهم». من ضغا إذا صاح.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن سلمة بن يزيد الجعفي، قال: انطلقتُ أنا وأخي إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إنّ أمَّنا مُليكة كانت تصل الرّحم، وتَقْري الضّيف، وتفعل وتفعل، وهلكتْ في الجاهليّة، فهل ذلك نافعُها شيئًا؟ قال: «لا». قال: قلنا: فإنّها كانت وَأَدَتْ أُختًا لنا في الجاهليّة، فهل ذلك نافعُها شيئًا؟ قال: «الوائِدةُ والموؤودة في النّار، إلَّا أن تدرك الوائدةُ الإسلام فيعفو اللَّهُ عنها».
وفي رواية: فإنّها وَأَدَتْ أُخْتًا لنا في الجاهليّة، فهل ينفع ذلك أختنا؟ . قال: «لا، الوائدةُ والموؤودة في النّار، إلّا أن ندرك الوائدةُ الإسلامَ فتسلم». فلما رأى ما دخل عليهما، قال: «وأمّي مع أمِّكما»
رواه الإمام أحمد (١٥٩٢٣)، والطّبراني في الكبير (٦٣١٩)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٣/
٨٨٤) كلّهم من طريق داود بن أبي هند، عن الشّعبيّ، عن علقمة بن قيس، عن سلمة بن يزيد، فذكره.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (١/ ١١٩) وقال: «رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح، والطّبرانيّ في الكبير بنحوه».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلّا أنّ في متنه نكارة، فإنّ الموؤدة -وهي البنت التي تُدفن حيّة- تكون غير بالغة بأيّ ذنب تدخل النّار؟ ! وقد قبَّح اللَّه هذا العمل الشّنيع، فقال: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)﴾ [سورة التكوير: ٨ - ٩]. فإذا كانت الموؤدة قتلت بدون ذنب فكيف تدخل النّار؟ ! .
وقد استدلّ ابنُ عباس بهذه الآية الكريمة بأنّ اطفال المشركين في الجنّة، فقال: «من زعم أنّهم في النّار فقد كذب، يقول اللَّه عز وجل: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)﴾ قال ابن عباس: هي المدفونة».
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره.
ويشهد لذلك حديث حسناء بنت معاوية الصريمية قالت: حدّثنا عمّي، قال: قلت للنّبيّ ﷺ: «من في الجنّة؟». قال: «النبيُّ في الجنّة، والشّهيد في الجنّة، والمولودة في الجنّة، والموؤدة في الجنّة». رواه أبو داود (٢٥٢١) عن مسدّد، حدّثنا يزيد بن زُريع، حدّثنا عوف، حدّثتنا حسناء بنت معاوية بن سُليم، فذكرته.
وعرف هو الأعرابيّ ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٠٥٨٣) إلّا أنّ حسناء، ويقال: خنساء مجهولة؛ لأنها لم يرو عنها سوى عوف الأعرابيّ، ولم يوثقها أحد. وعمَّها اسمه أسلم بن سُليم.
قال الحافظ في الإصابة (١/ ٣٩) في ترجمة أسلم بن سليم الصريمي هو: «عمّ خنساء بنت معاوية بن سُليم، سمّاه ابنُ منده، وقال أبو نعيم: لا يصح ذلك - يعني وإنما يروي عن خنساء، عن عمّها غير مسمّى». انتهى.
قال الأعظمي: حسناء أو خنساء وإن كانت مجهولة، وقال الحافظ في التقريب: «مقبولة». وحسَّن إسنادها في الفتح (٣/ ٢٤٦) إلّا أنّ الحديث له شواهد صحيحة تذكر في مواضعها.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن مسعود مرفوعًا: «الوائدة والموؤدة في النّار». رواه أبو داود (٤٧١٧) عن إبراهيم بن موسى الرّازيّ، حدّثنا ابن أبي زائدة، حدثني أبي، عن عامر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ (فذكر الحديث).
قال يحيى بن زكريا: قال أبي: فحدّثني أبو إسحاق، أنّ عامرًا حدّثه بذلك عن علقمة، عن ابن مسعود، عن النّبيّ ﷺ.
وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد اللَّه السّبيعيّ كان قد اختلط بآخره، وابن أبي زائدة سمع منه بعد الاختلاط، والمتن فيه نكارة، فإنّ الموؤدة لا يقطع لها بالنّار؛ لأنّه لا تكليف قبل البلوغ.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 352 من أصل 361 باباً
- 312 باب ما روي أنّ الذي ينفخ في الصّور هو إسرافيل ﵇
- 313 باب ما جاء أنّ الصّور هو القَرْن
- 314 باب كيف يحشرُ النّاسُ يوم القيامة
- 315 باب أنّ الكافر يحشر على وجهه
- 316 باب وصف الأرض التي يحشر النّاس عليها
- 317 باب أوّل من يُدعى يوم القيامة آدم ﵇
- 318 باب ما جاء في العرْض والحساب
- 319 باب الصّراط جسر جهنّم
- 320 باب أوّل من يتجاوز الصّراط هم فقراء المهاجرين
- 321 باب لا تقوم السّاعةُ إلّا على شرار النّاس وذهاب الإيمان قبل قيام السّاعة
- 322 باب لا يعلم أحدٌ متى تقوم السّاعةُ إلّا اللَّه سبحانه وحده
- 323 باب أنّ العبد يُبعث على ما مات عليه
- 324 باب ما جاء في الإيمان بالقدر
- 325 باب ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه
- 326 باب لا شيء يسبق القدر
- 327 باب أنّ أوّل ما خلق اللَّهُ القلم وأمره أن يكتب مقادير كلِّ شيء حتّى تقوم السّاعة
- 328 باب أوّل مَنْ تَكَلَّم في القَدَر
- 329 باب النّهي عن الكلام والمخاصمة والخوض في القدر
- 330 باب ما جاء في ذمّ القدريّة
- 331 باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمّه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته
- 332 باب ما جاء في قول النبيّ ﷺ: «الشّقي من شقي في بطن أمِّه، والسّعيد من سعد في بطن أمِّه«
- 333 باب ما جاء في كتابة مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض
- 334 باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له
- 335 باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عمّا سبق به القدر
- 336 باب لا ترد الرقى ولا الدواء من قدر اللَّه شيئًا
- 337 باب أنّ النّذر لا يغيّر القدر
- 338 باب الدّعاء يردّ القدر
- 339 باب ما جاء في استعمال الحَذَر، وإثبات القَدَر
- 340 باب أن اللَّه خلق للجنة أهلا وخلق للنار أهلا
- 341 باب ما جاء في امتحان أصحاب الأعذار ممن لم تبلغه الدّعوة، أو مات في فترة، أو غير ذلك
- 342 باب أن اللَّه ألقى نورَه على خلقه فمن أصابه اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ
- 343 باب إخبار النّبي ﷺ أنّ الغلام الذي قتله الخَضِر طُبع كافرًا
- 344 باب ذكر أحاديث القبضتين
- 345 باب ما رُوِيَ أنّ اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنّة وأهل النّار
- 346 باب إنّما الأعمال بالخواتيم
- 347 باب أنّ بني آدم خلقوا على طبقات شتّى
- 348 باب إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله، ووفَّقه للإسلام
- 349 باب أنّ اللَّه لا يُعطي الإيمان إِلَّا من يحبّ
- 350 باب في حِجاج آدم وموسى ﵉
- 351 باب ما جاء في وهب آدم أربعين سنة من عمره لداود ﵉ ونسيانه ذلك
- 352 باب أن اللَّه يصرف القلوب كيف يشاء
- 353 باب كلّ شيء بقدر
- 354 باب ما قدر اللَّه على ابن آدم حظَّه من الزِّنا
- 355 باب قول اللَّه ﷿: «خلقتُ عبادي حنفاء»
- 356 باب أن كلّ مولود يولد على الفطرة
- 357 باب أنّ ذراري المشركين في حكم آبائهم في الدّنيا
- 358 باب سئل النبيّ ﷺ عن ذراري المشركين في الآخرة فقال: «اللَّه أعلم بما كانوا عاملين».
- 359 باب ما جاء أنّ أولاد المسلمين في الجنّة
- 360 باب أنّ أولاد المسلمين والمشركين في الجنّة
- 361 باب الأمر بالقوة وترك العجز، والاستعانة باللَّه وتفويض المقادير للَّه
معلومات عن حديث: أولاد المسلمين والمشركين في الجنة
📜 حديث عن أولاد المسلمين والمشركين في الجنة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ أولاد المسلمين والمشركين في الجنة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث أولاد المسلمين والمشركين في الجنة
تحقق من درجة أحاديث أولاد المسلمين والمشركين في الجنة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث أولاد المسلمين والمشركين في الجنة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث أولاد المسلمين والمشركين في الجنة ومصادرها.
📚 أحاديث عن أولاد المسلمين والمشركين في الجنة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع أولاد المسلمين والمشركين في الجنة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, September 12, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب