إنما الأعمال بالخواتيم - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب إنّما الأعمال بالخواتيم

عن سهل بن سعد، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ الرّجل ليعمل عمل أهل الجنّة، فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار، وإنَّ الرّجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للنّاس، وهو من أهل الجنّة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٩٨)، ومسلم في القدر (١٢) هكذا مختصرًا - كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره ورواه مسلم في الإيمان (١١٢) بالتفصيل وهو عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول اللَّه ﷺ التقى هو والمشركون فاقتلوا، فلما مال رسول اللَّه ﷺ إلى عسكره. ومال الآخرون إلى عسكرهم. وفي أصحاب رسول اللَّه ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة إِلَّا اتبعها بضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما إنه من أهل النّار» فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا. قال فخرج معه. كلما وقف وقف معه. وإذا أسرع أسرع معه. قال فجرح الرجل جرحًا شديدًا. فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه. ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول اللَّه ﷺ قال: أشهد أنك رسول اللَّه. قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النّار. فأعظم النّاس ذلك. فقلت: أنا لكم به. فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدًا. فاستعجل الموت. فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثديه. ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول اللَّه ﷺ عند ذلك «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للناس وهو من أهل النّار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنّة».
وعند البخاريّ في القدر (٦٦٠٧) من وجه آخر عن أبي حازم: «وإنّما الأعمال بالخواتيم».
عن أبي هريرة، قال: شهدنا مع رسول اللَّه ﷺ خيبر فقال لرجل ممن يدّعي الإسلام: «هذا من أهل النّار». فلما حضر القتال قاتل الرّجلُ قتالًا شديدًا، فأصابته جراحة. فقيل: يا رسول اللَّه الذي قلتَ إنّه من أهل النّار فإنّه قد قاتل اليوم قتالًا شديدًا، وقد مات! فقال النّبيّ ﷺ: «إلى النّار». قال: فكاد بعضُ النّاس أن يرتاب فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنّه لم يمت، ولكنَّ به جراحا شديدًا. فلما كان من اللّيل لم يصبرْ على الجراح فقتل نفسَه، فأُخبر النبيُّ ﷺ بذلك فقال: «اللَّه أكبر! أشهدُ أني عبد اللَّه ورسوله». ثم أمر بلالًا فنادى بالنّاس: «إنّه لا يدخل الجنّة إِلَّا نفسٌ مسلمةٌ، وإنَّ اللَّه ليؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُل الفاجر».
وفي رواية: شهدنا مع رسول اللَّه ﷺ خيبر فقال رسول اللَّه ﷺ لرجل ممن معه يدعي الإسلام: «هذا من أهل النّار». فلمّا حضر القتالُ قاتل الرّجلُ من أشدِّ القتال، وكثرت به الجراح فَأَثْبَتَتَه فجاء رجلٌ من أصحاب النبيّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه أرأيت الذي تحدَّثْتَ أنه من أهل النّار قد قاتل في سبيل اللَّه من أشدّ القتال، فكثرت به الجراح فقال النبيّ ﷺ: «أما إنّه من أهل النّار». فكاد بعض المسلمين يرتاب فبينما هو على ذلك إذْ وَجد الرَّجُلُ أَلَمَ الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سَهْمًا فانتحر بها فاشتَدَّ رجال من المسلمين إلى رسول اللَّه ﷺ فقالوا: يا رسول اللَّه، صدق اللَّهُ حديثك قد انتحر فلان، فقتل نفسه فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا بلال قُمْ فأذِّن: لا يدخل الجنّةَ إِلَّا مؤمنٌ، وإنَّ اللَّه ليؤَيِّدُ هذا الدِّين بالرَّجُل الفاجر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٦٢)، ومسلم في الإيمان (١١١) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
والرّواية الثانية عند البخاريّ في القدر (٦٦٠٦) من وجه آخر عن معمر، بإسناده، مثله.
وقوله: «فأثبتته» أي جعلته ساكنًا لا حركة له من شدّة جراحه.
عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمَنَ الطّويلَ بعملِ أهل الجنّة، ثم يُخْتَمُ لهُ عملُهُ بعمل أهل النّار. وإنَّ الرجل ليعملُ الزَّمنَ الطّويلَ بعمل أهل النّار، ثم يُختم له عملُه بعمل أهل الجنّة».

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥١) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز (يعني ابن محمد)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وأمّا ما رُوي مرفوعًا: «إنّ الرّجل ليعمل -أو قال: يعمل- بعمل أهل النّار سبعين سنة، ثم يُختم له بعمل أهل الجنّة، ويعمل العامل سبعين سنة بعمل أهل الجنّة، ثم يُختم له بعمل أهل النّار». فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٥٨) -، والطبرانيّ في «المعجم الأوسط» (٢٤٤٨)، عبد اللَّه ابن وهب في القدر (٤٨) كلّهم من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص ابن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره.
عبد اللَّه بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب المدنيّ، أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
وأمّا الهيثميّ فقال في «المجمع» (٧/ ٢١٧): «رواه الطبرانيّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح». لأنّ عبد اللَّه بن عمر بن حفص، أخرج له مسلم.
عن عائشة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ الرّجلَ ليعمل بعمل أهل الجنّة، وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل النّار، فإذا كان قبل موته تحوَّل فعمل بعمل أهل النّار فمات، فدخل النّار. وإنَّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار، وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنّة، فإذا كان قبل موته تحوَّل، فعمل بعمل أهل الجنّة، فمات، فدخل الجنّة».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤٧٦٢)، وأبو يعلى (٤٦٦٦٨)، والبيهقي في القضاء والقدر (١/ ٣٢٢ - ٣٢٣) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٥٢)، وصحّحه ابن حبان (٣٤٦) كلاهما من وجه آخر عن هشام بن عروة، بإسناده، مثله.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢١١ - ٢١٢) وقال: «رواه أحمد، وأبو يعلى بأسانيد، وبعض أسانيدها رجاله رجال الصّحيح».
عن أنس، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لا عليكم أن لا تُعْجَبُوا بأحدٍ حتّى تنظروا بِمَ يُخْتم له، فإنّ العاملَ يعمل زمانًا من عمره، أو بُرهةً من دهره بعمل صالح، لو مات عليه دخل الجنّةَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العبد لَيْعُملُ البُرْهَةَ من دهرٍ بعملٍ سيء، لو مات عليه دخل النّار، ثم يتحوَّل فيعملُ عملًا صالحًا. وإذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله قبل مَوْته». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يستعمله؟ قال: «يوفِّقه لعملٍ صالِحٍ، ثم يَقْبضُه عليه».

صحيح: رواه أحمد (١٢٢١٤) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حُميد، عن أنس، فذكره.
ورواه أبو يعلى (٣٨٤٠)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٣٢٣) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، بإسناده، مثله. وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٣٩٣ - ٣٩٨)، والبزّار -كشف الأستار (٢١٥٧) - كلاهما من طرف عن حميد، به، مختصرًا ومطوَّلًا.
قال الهيثميّ في: المجمع (٧/ ٢١١): رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزَّار، والطبرانيَّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح».
عن عدي بن عدي قال: سمعتُ العرسَ -وكان من أصحاب رسول اللَّه ﷺ يقول: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ العبد ليعمل بعمل أهل النّار، ثم تعرض له الجادة من جَوادّ الجنّة فيعمل بها حتّى يموت عليها، وذلك لما كتب. وإنَّ الرّجلَ ليعمل بعمل أهل الجنّة البُرهة من دهره، ثم تُعرض له الجادَّةُ من جوادِّ أهل النّار فيعمل بها حتّى يموت عليها، وذلك لما كتب عليه».

صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٥٩) - عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد، ثنا سعيد بن كثير بن عفير، ثنا عبد اللَّه بن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن أبي عبلة، عن عدي بن عديّ، فذكره.
ورواه ابنُ أبي عاصم في «السنة» (١١٩) من وجه آخر عن سعيد بن كثير، بإسناده، مثله موقوفًا على العرس إِلَّا أنّه قال في آخر الحديث: «أحسبه عن رسول اللَّه ﷺ». وإسناده صحيح.
وابن أبي عبلة اسمه إبراهيم السّامي من رجال الجماعة.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٢١٢): «رواه البزّار والطَّبرانيّ في الصّغير والكبير، ورجالهم ثقات».
وعرس: هو ابن قيس بن سعيد بن الأرقم الكندي له صحبة، وقد ينسب إلى أمِّه «عميرة».
عن عائشة، أنّ النّبيَّ ﷺ قال: «إنّما الأعمالُ بالخواتيم».

حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (٣٤٠) عن عبد اللَّه بن صالح البخاريّ ببغداد، حدّثنا الحسن ابن علي الحلوانيّ، قال: حدّثنا نُعيم بن حمّاد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
إسناده حسن من أجل نعيم بن حمّاد وهو ابن معاوية بن الحارث الخزاعيّ أبو عبد اللَّه المروزيّ، وثقه الإمام أحمد، وابن معين، والعجليّ وغيرهم، وأُنْكرَ عليه روايته بعض الأحاديث، وقد تتبّعها ابن عدي في الكامل (٧/ ٢٤٨٢ - ٢٤٨٥) وقال: «وعامّة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرتُه، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا».
وحديث عائشة ليس فيما ذكره ابن عدي مما أنكر على نعيم بن حمّاد، ثم يشهد له حديث معاوية الآتي.
عن معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّما الأعمال بخواتيمها، كالدعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبُث أعلاه خبُث أسفلُه».

حسن: رواه ابن حبان في «صحيحه» (٣٣٩) عن الحسين بن عبد اللَّه بن يزيد القطّان، قال: أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا ابن جابر، قال: سمعت أبا عبد ربّ يقول: سمعت معاوية، يقول: فذكر الحديث.
وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزديّ أبو عتبة الشّاميّ الدَّارانيّ ثقة من رجال الجماعة.
والوليد بن مسلم مدلّس إِلَّا أنّه صرّح بالتّحديث، ومن طريقه رواه ابن ماجه (٤١٩٩) إِلَّا أنه لم يذكر صدر الحديث: «إنّما الأعمال بخواتيمها».
ثم تابعه عبد اللَّه بن المبارك، فأخرج في الزهد (٥٩٦) وعنه الإمام أحمد (١٦٨٥٣)، والطَّبرانيّ في الكير (١٩/ ٨٦٦).
وإسناده حسن من أجل عبد ربّ وهو الدِّمشقيّ الزّاهد، روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٥/ ٨١) فقال: «أبو عبد رب الزّاهد، اسمه عبد الرحمن، مولى لابن غيلان الثقفيّ، وكان روميًّا اسمه قسطنطين، فلما أسلم سمي بعبد الرحمن، يروي عن معاوية، عداده في أهل الشّام، روي عنه أهلها، وكان من أيسر أهل دمشق مالًا، فتصدَّق بماله كلّه، وكان يقول: لو أنّ بردًا سال ذهبًا وفضّة ما أتيته لآخذ منه شيئًا، ولو قيل: من مسّ هذا العمود مات لقمت إليه حتّى أمسّه».
وقد عرفه غير واحد من أهل العلم وأثنوا على زهده ولم يذكروا فيه جرجا، فمثله يحسن حديثه.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 338 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: إنما الأعمال بالخواتيم

  • 📜 حديث عن إنما الأعمال بالخواتيم

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إنما الأعمال بالخواتيم من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث إنما الأعمال بالخواتيم

    تحقق من درجة أحاديث إنما الأعمال بالخواتيم (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث إنما الأعمال بالخواتيم

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث إنما الأعمال بالخواتيم ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن إنما الأعمال بالخواتيم

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إنما الأعمال بالخواتيم.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب