التجافي في السجود - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب التجافي في السجود

عن عبد الله بن مالك بن بُحينة أن النَّبِيّ ﷺ كان إذا صلَّى فرَّج بين يديه حتَّى يبدوَ بياضُ إبطيه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٣٩٠)، ومسلم في الصّلاة (٤٩٥) كلاهما من طريق بكر بن مُضر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة فذكره.
وفي رواية عند مسلم: «إذا سجد يُجَنِّح في سجوده حتى يُرَى وَضَحُ إبْطيه».
قال النوويّ: التفريج والتجنيح والتخوية بمعنى واحد، ومعناه كله: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
عن البراء قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سجدت فضَعْ كفَّيك، وارفَع مرفقيك».

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٩٤) عن يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبيد الله بن إياد، عن إياد، عن البراء فذكره.
عن أبي إسحاق، قال: وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه، واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد.

حسن: رواه أبو داود (٨٩٦)، والنسائي (١١٠٤) كلاهما من حديث شريك، عن أبي إسحاق، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في «صحيحه» (٦٤٦)، وأحمد (١٨٧٠١)، والبيهقي (٢/ ١١٥) كلّهم من هذا الوجه وزاد أحمد والبيهقي: «وخوَّى». وزاد البيهقيّ: «فبسط يديه».
وشريك هو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ، ولكنه توبع في بعض صفة السجود.
فقد رواه النسائيّ (١١٠٥)، وابن خزيمة (٦٤٧)، والحاكم (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨)، والبيهقي كلّهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: «كان رسول الله ﷺ إذا صلي جخَّى».
ولمجموع الطريقين يصل الحديث إلى درجة الحسن، وحسَّنه أيضًا النوويّ في «المجموع». (٣/ ٤٣٥، ٤٣٦).
وقوله: «خوَّى» بتشديد الواو - أي باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
وقوله: «جخَّى» الذي لا يتمدّد في ركوعه ولا في سجوده.
نقله ابن خزيمة عن النضر بن شميل.
وقال الخطّابي - كما في عون المعبود -: «يريد أنه رفع مؤخره ومال قليلًا هكذا تفسيره».
وفي «النهاية»: أي فَتَح عَضُدَيه وجَافاهُما عن جَنْبَيْه ورفع بَطْنه عن الأرض.
عن ميمونة بنت الحارث زوج النَّبِيّ ﷺ قالت: كان النَّبِيّ ﷺ إذا سجد، لو شاءت بَهْمَةٌ أن تمر بين يديه لمرَّتْ.
وفي رواية: كان رسول الله ﷺ إذا سجد خَوَّى بيديه (يعني جَنَّحَ) حتَّى يُرَى وَضَحُ إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخِذه اليُسرى.
وفي رواية: إذا سجد جافى حتَّى يَرى من خلْفه وَضَح إبطيه.

صحيح: رواه مسلم في الصّلاة (٤٩٦، ٤٩٧) من طرق عن يزيد بن الأصَمِّ، عن ميمونة ﵂ فذكرت مثله.
وقولها: (بَهْمَة) بفتح الباء، وسكون الهاء. قال أبو عبيد وغيره من أهل اللغة: البَهْمَةُ واحدة البهم، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، وجمع البهم بِهام - بكسر الباء.
(وَضَحُ إبطيه) الوَضَحُ - البياض، أراد به البياض الذي تحت إبطيه، وذلك للمبالغة في التجافى، وإبعاد اليدين عن الجنبين.
(خوَّى) في صلاته، إذا رفع بطنه عن الأرض عند السجود.
عن عبيد الله بن عبد الله بن الأقرم الخزاعيّ، عن أبيه قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فمرتْ ركبةٌ، فإذا رسولُ الله ﷺ قائم يُصَلِّى، قال: فكنتُ أنظر إلى عُفرتي إبطيه إذا سجد، أي بياضِه.

صحيح: رواه الترمذي (٢٧٤)، والنسائي (١١٠٨)، وابن ماجة (٨٨١) كلهم من طريق داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله الأقرم واللفظ للترمذي.
قال الترمذي: «حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقرم الخُزاعي، عن النبي ﷺ غير هذا الحديث، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ» انتهى.
قال الأعظمي: داود بن قيس هو: الفراء الدباغ أبو سليمان القرشي مولاهم، وثَّقه أحمد وأبو زرعة والنسائي وغيرهم فلا يضر تفرده، وشيخه عبيد الله بن عبد الله ثقة أيضًا. وقد صحَّحه أيضًا الحاكم (١/ ٢٢٧).
عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله ﷺ إذا سجد جافَى حتى يُرَى بياضُ إبطيه.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٤١٣٨) قال: حدثنا عبد الرزاق، (وهو في مصنفه ٢٩٢٢) ثنا معمر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، ورجاله ثقات، معمر هو: ابن راشد، ومنصور هو: ابن المعتمر، وسالم بن أبي الجعد وإن كان ثقة، ولكنه كثير الإرسال عن كبار الصحابة، وثبت سماعه من جابر بن عبد الله وأنس بن مالك «جامع التحصيل» (٢١٨). والحديث صحَّحه أيضًا ابن خزيمة فأخرجه (٦٤٩) من طريق عبد الرزاق به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٢٥): رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد رجال الصحيح.
عن أبي هريرة قال: لو كنت قُدَّام النبي ﷺ لرأيتُ إِبْطيه، قال أبو مجلز: ألا ترى أنه في الصلاة، ولا يستطيع أن يكون قدام النبي ﷺ.

صحيح: رواه أبو داود (٧٤٦) واللفظ له، والنسائي (١١٠٧) كلاهما من طريق عمران، عن أبي مِجْلَز (لاحق) عن بَشر بن نَهيك، عن أبي هريرة فذكره.
وهذا إسناد صحيح. وعمران هو: ابن حُدير.
ورواه الحاكم (١/ ٢٢٨) من وجه آخر عن عبد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمّه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا سجد رُئي وضحُ إبطيه. قال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه.
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم العامري من رجال مسلم وحده، ولم يوثقه إلا ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول».
ورواه الشافعي في الأم (١/ ١١٥) معلقًا عن صالح مولى التوأة، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ كان إذا سجد يُرى بياض إبطيه مما يجافي بدنه.
قال الأعظمي: لعلّ الشافعي ذكره معلقًا لأن طريق صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة لم يصح. فقد
رواه الطبراني في الأوسط«كما أورده الهيثمي في مجمع البحرين» (٨٣٨) عن أحمد بن رشدين، ثنا روح بن صلاح، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن صالح مولى التوأة، عن أبي هريرة قال: كأني أنظر إلى بياض إبطي رسول الله ﷺ إذا سجد.
قال الطبراني: لم يروه عن صالح إلا سعيد، تفرد به روح. انتهى.
قال الأعظمي: روح بن صلاح المصري فه ابن عدي في الكامل (٣/ ١٠٠٥)، والدارقطني وغيره، انظر ترجمته في الميزان (١/ ٥٨)، واللسان (٢/ ٤٦٥)، وأما ابن حبان فذكره في الثقات (٨/ ٢٤٤).
عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تَبْسُط ذِرَاعَيك كبَسْطِ السبع، وادَّعِمْ على رَاحَتَيك، وجَافِ عن ضَبْعَيك، فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك».

حسن: رواه ابن خزيمة (١٤٥) عن عبد الله بن سعد بن إبراهيم، قال: حدثا عمي، أنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني مسعر بن كدام الهلالي، عن آدم بن علي البكري، عن ابن عمر فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل ابن إسحاق، وهو مدلس ولكنه صرَّح بالتحديث وبقية رجاله ثقات، وعم عبيد الله بن سعد هو: يعقوب بن إبراهيم بن سعد وهو ثقة روى له الجماعة، ورواه أيضًا الطبراني في الكبير. قال الهيثمي في المجمع (٢٧٦٧): «ورجاله ثقات».
وقوله: ضبْعيك: الضَّبْع بسكون الباء - العضد، والجمع أضباع، مثل فرخ وأفْراخ.
عن عدي بن عَمِيرة الحضرمي قال: كان النبي ﷺ إذا سجد يُري بياض إِبطَيه، ثم إذا سَلَّم أقْبل بوجهه عن يمينه حتى يُري بياض خدِّ، وعن يساره.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٨٥١٧) عن معاذ قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا معْتَمِر بن سليمان، قال: قرأتُ على الفُضيل بن ميْسَرة أبي مَعاذٍ، قال: حدثنا أبو حَرِيزٍ، أن قيس بن أبي حازم حدَّثه، عن عدي بن عَمِيرَة فذكر مثله.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عدي بن عَمِيرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر. انتهى.
وقال الهيثمي في مجمعه (٢٧٥٤): رواه الطبراني في الأوسط بطوله، وفي الكبير باختصار السلام، ورجال الأوسط ثقات. انتهى
قال الأعظمي: فيه الفُضيل بن ميسرة أبو معاذ البصري وثَّقه ابن معين.
وقال الإمام أحمد: ليس به بأس، وهو في مرتبة «صدوق» عند الحافظ.
وأبو حَرِيز هو: عبد الله بن حسين الأزدي مختلف فيه.
فوثَّقه أبو زرعة، وابن معين في رواية. وقال الدارقطني: يعتبر به، وضعَّفه ابن معين في رواية أخرى، والنسائي، وجعله الحافظ في مرتبة «صدوق يخطئ».
قال الأعظمي: ومثله يحسن حديثه في الشواهد.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 101 من أصل 423 باباً

معلومات عن حديث: التجافي في السجود

  • 📜 حديث عن التجافي في السجود

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ التجافي في السجود من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث التجافي في السجود

    تحقق من درجة أحاديث التجافي في السجود (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث التجافي في السجود

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث التجافي في السجود ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن التجافي في السجود

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع التجافي في السجود.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب