الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

حديث: الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

عن نافع قال: كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصّلاة وضع يديه على ركبتيه، وأشار بإصبعه، وأتبعها بصرَه ثمّ قال: قال رسول الله ﷺ: «لهي أشدُّ على الشّيطان من الحديد، يعني السَّبابة.

حسن: رواه الإمام أحمد (٦٠٠) والبزّار - كشف الأستار (٥٦٣) كلاهما من طريق محمد بن
عبد الله أبي أحمد الزُّبيريّ، حَدَّثَنَا كثير بن زيد، عن نافع، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الشريف يرويه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام أحمد في "مسنده"، وغيرهما، عن نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو يصف هدي ابن عمر في الصلاة، ثم ينقل قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الإشارة بالإصبع.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث:

1. شرح المفردات:

● وضع يديه على ركبتيه: أي في حال الجلوس في الصلاة، سواء في التشهد أو بين السجدتين.
● وأشار بإصبعه: الإصبع هنا هي السبابة، وهي الإصبع التي تلي الإبهام، ويقصد بها الإشارة بها وتحريكها أثناء التشهد.
● وأتبعها بصره: أي كان ينظر إلى إصبعه وهو يشير بها، ملاحقاً لها بنظره.
● لهي أشد على الشيطان من الحديد: أي أن هذه الإشارة أو هذا الفعل (التوحيد والإخلاص الذي ترمز إليه) أبلغ في إيذاء الشيطان وإبعاده من ضربة بالسيف أو ما شابه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يصف نافع كيف كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحرص على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بدقة، فكان في جلوسه يضع كفيه على فخذيه، ويشير بإصبعه السبابة (اليمنى على الأرجح) محركاً إياها، ويوجه نظره نحوها أثناء الإشارة. ثم يبين ابن عمر أن هذا الفعل ليس من فعله فقط، بل هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بين أن هذه الإشارة بالإصبع (التي هي رمز لتوحيد الله وإخلاص العبادة له) لها تأثير عظيم على الشيطان، فهي تؤذيه وتنفره وتكسره أكثر مما يكسره الضرب بالحديد.

3. الدروس المستفادة منه:

● وجوب أو استحباب الإشارة بالإصبع في التشهد: هذا الفعل سنة مؤكدة من سنن الصلاة في حال الجلوس للتشهد، وهو إجماع بين العلماء على استحبابه.
● تحريك الإصبع أثناء الإشارة: ذهب جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى استحباب تحريك الإصبع عند الإشارة بشكل مستمر خلال التشهد، مستدلين بهذا الحديث وغيره. وهو قول أحمد ومالك والشافعي.
● توجيه البصر نحو الإصبع: يستحب للمصلي أن يتبع إصبعه بصره أثناء الإشارة، كما كان يفعل ابن عمر، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وللتركيز والخشوع في الدعاء والتوحيد.
● قوة تأثير التوحيد على الشيطان: الإشارة بالإصبع هي إشارة إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، وهذا التوحيد هو الذي يغيظ الشيطان ويوهنه، فهو سلاح المؤمن الحقيقي ضد وساوسه وشروره. فكما أن الحديد يجرح الجسد، فإن التوحيد يجرح الشيطان في صميم كيده.
● الاهتمام بهيئات الصلاة ونوافلها: الحديث يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على تطبيق كل صغيرة وكبيرة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في حركات الأصابع ونظر العين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الإشارة بالإصبع: هي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وليست شرطاً لصحة الصلاة.
● وقت الإشارة: تكون الإشارة عند النطق بشهادة "أشهد أن لا إله إلا الله" وأثناء الدعاء في التشهد.
● صفة الإشارة: تكون بالسبابة اليمنى، ويضع الإبهام على الأصبع الوسطى أو يحلقه بها، ويشير بها نحو القبلة.
● الفقه في قوة التأثير: قوة تأثير التوحيد والإخلاص على الشيطان ليست قوة مادية، بل هي قوة معنوية ونورية، يضعف بها كيد الشيطان وتقل وساوسه على العبد.
نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه، المعظمين لشعائر دينه.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٦٠٠) والبزّار - كشف الأستار (٥٦٣) كلاهما من طريق محمد بن
عبد الله أبي أحمد الزُّبيريّ، حَدَّثَنَا كثير بن زيد، عن نافع، فذكر مثله.
وكثير بن زيد هو: الأسلمي ثمّ السهمي مولاهم أبو محمد المدنيّ، مختلف فيه، تكلم فيه النسائيّ، وأمّا ابن معين فاختلف عليه أصحابه. فقال عبد الله بن الدورقي عنه: ليس به بأس، وقال معاوية بن صالح وغيره عنه: صالح، وقال ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك. ووثَّقه ابن عمار الموصليّ، ومشَّاه أبو زرعة وأحمد وابن عدي وغيرهم. فمثله يحسن حديثه وخاصة في الشواهد، ولذا لم يتكلم عليه البيهقيّ (٢/ ١٣٢) بشيء، وإنما تكلم على محمد بن عمر الواقدي الذي رُوي عن كثير بن زيد بلفظ: «تحريك الإصبع في الصّلاة مذعرة للشيطان» ومن هذا الوجه رواه أيضًا الرّوياني في مسنده (١٤٣٩) وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٤٢٤٧).
قال البيهقيّ: تفرّد به محمد بن عمر الواقدي وئيس بالقوي. وقال: روينا عن مجاهد أنه قال: تحريك الرّجل إصبعه في الجلوس في الصّلاة مقمعة للشيطان, انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 415 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

📜 حديث: الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الإشارة بالإصبع في الصلاة أشد على الشيطان من الحديد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية