حديث: الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشهور المحرمة

عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: «الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ...» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٠٦)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٢٩) كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة فذكره.

عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: «الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ...» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله أهمية كبرى في بيان نظام الزمن والتوقيت في الإسلام، وتحديد الأشهر الحرم.

أولاً. شرح المفردات:


● استدار: عاد إلى هيئته الأولى وصورته الأصلية التي خلقه الله عليها. والمعنى أن الزمن قد عاد إلى دورة كاملة ومستقرة كما بدأ.
● كهيئة يوم خلق السموات والأرض: أي على صورته التي كان عليها حين خلق الله السماوات والأرض، من حيث عدد الأشهر وأسماؤها وترتيبها.
● السنة اثنا عشر شهراً: تأكيد على ثبات النظام الزمني وأنه لا زيادة فيه ولا نقصان.
● أربعة حرم: أربعة أشهر لها حرمة خاصة، يحرم فيها القتال ويُعظم فيها الإثم كما تُعظم الطاعة.
● ثلاثة متواليات: ثلاثة أشهر حرم متتابعة ومتتالية.
● رجب مضر: سُمي بـ "مضر" لأن قبيلة مضر كانت تعظمه وتُكثر من الاحترام له، تمييزاً له عن رجب آخر كان tribe ربيعة يعظمونه.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة عظيمة، وهي أن الزمن قد دار دورة كاملة وعاد إلى وضعه الأصلي الذي أراده الله تعالى حين خلق السماوات والأرض. فالله سبحانه جعل السنة القمرية اثني عشر شهراً، وهذا عدد ثابت لا يتغير.
ومن هذه الأشهر الاثني عشر، اختص الله أربعةً منها بالحرمة والتشريف، وجعل لها مكانةً خاصة. ثلاثة من هذه الأشهر تأتي متتالية دون انقطاع، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم. والشهر الرابع المحرم هو شهر رجب، الذي يأتي منفرداً بين شهري جمادى الآخرة وشعبان.
وقد سمي "رجب مضر" لتمييزه، حيث كانت بعض القبائل في الجاهلية تغير في ترتيب الأشهر (النسيء) وتحل الأشهر الحرم وتحرّم غيرها لأغراض القتال والغزو، ولكن قبيلة مضر كانت تثبت رجب في موضعه وتعظمه، فسمي باسمهم تمجيداً لهم على ذلك.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- ثبات النظام الكوني الإلهي: الحديث يؤكد على حكمة الله في تسيير الكون بنظام ثابت ومحكم، لا يتغير ولا يتبدل، والسنة القمرية هي أساس التقويم الإسلامي.
2- تعظيم حرمات الله: الأشهر الحرم مدرسة للإنسان ليتدرب على ترك المعاصي والتقرب إلى الله بالطاعات، وفيها تضاعف الحسنات كما تعظم السيئات.
3- الرد على بدع الجاهلية: الحديث ينهي بشكل قاطع عادة "النسيء" التي كانت منتشرة في الجاهلية، وهي تأخير تحريم الأشهر الحرم أو تقديمها وفق أهوائهم.
4- التأكيد على أهمية الزمن: تحديد الأشهر وعددها يذكر المسلم بقيمة الوقت وأهمية اغتنامه في طاعة الله، خاصة في أوقات الفضائل كالأشهر الحرم.
5- وحدة الأمة: توحيد نظام التقويم والأشهر بين المسلمين يجمع كلمتهم ويوحد شعائرهم، مثل تحديد مواسم الحج والأعياد.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب.
● الحكمة من تحريم القتال فيها (إلا رداً للعدوان): لتأمين طريق الحجاج (فذو القعدة هو شهر الاستعداد للحج، وذو الحجة هو شهر الحج نفسه)، ولإتاحة الفرصة للسلم ونبذ الحرب وتهيئة أجواء للعبادة والتقوى.
● العبادة في هذه الأشهر: يستحب الإكثار من الطاعات والصيام (خصوصاً صوم عاشوراء في محرم)، والصدقة، وترك المعاصي والظلم.
- الحديث يعد أصل من أصول العقيدة في اعتقاد ثبات قدرة الله ونظامه، ورداً على كل من يحاول العبث بهذا النظام الثابت.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٠٦)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٢٩) كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة فذكره.
قوله: «رجب مضر» كان بين مضر وبين ربيعة اختلاف في شهر رجب، فكانت مضر تجعل رجبا هذا الشهر المعروف الذي بين جمادى وشعبان، وكانت ربيعة تجعله رمضان، فلهذا أضافه النبي ﷺ إلى مضر. وقيل: لأنهم كانوا يعظّمونه أكثر من غيرهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض

  • 📜 حديث: الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب