إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

حديث: إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

عن عائشة، أن رسول الله ﷺ كان يأكل في ستة من أصحابه فجاء أعرابي جائع فأكل بلقمتين، فقال النبي ﷺ: «أما إنه لو ذكر اسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يسمي الله في أوله، فليقل بسم الله في أوله وآخره».

حسن: رواه أبو داود (٣٧٦٧)، والترمذي (١٨٥٨)، وأحمد (٢٥٧٣٣) و(٢٦٠٨٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٨١) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٠٨) كلهم من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ كان يأكل في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي جائع فأكله بلقمتين، فقال النبي ﷺ: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ لَكَفَاكُمْ، فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ اللَّهَ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ».
راوي الحديث: أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها.
درجة الحديث: حديث حسن، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.

الشرح المفصل:

# 1. شرح المفردات:

● يأكل في ستة: أي كان يتناول الطعام مع ستة من أصحابه.
● أعرابي: رجل من سكان البادية.
● بلقمتين: أي بسرعة، حيث أكل الطعام كله أو أكثره في لقيمتين فقط، مما يدل على سرعة إنهاكه للطعام وشدة جوعه.
● لَكَفَاكُمْ: أي لكان الطعام الذي ذُكر اسم الله عليه كافياً لكم جميعاً، فيه معجزة وإشارة إلى بركة التسمية.
● فِي أَوْلِهِ وَآخِرِهِ: أي في ابتداء الأكل وفي نهايته.

# 2. شرح الحديث:

يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي: كان النبي ﷺ يتناول طعاماً مع مجموعة من أصحابه، وعددهم ستة، فحضر هذا الأعرابي الجائع، ولم ينتظر أو يتأدب بآداب الطعام، فاندفع وأكل الطعام كله أو معظمه بسرعة شديدة (بلقمتين)، فلم يبق للجميع شيء.
فلم يعنف النبي ﷺ الأعرابي على سوء أدبه، بل علَّم أصحابه وأمته من وراء هذا الموقف درساً عظيماً، وهو أهمية التسمية على الطعام وأثرها في البركة. فأخبرهم ﷺ أن سبب عدم كفاية الطعام لهم هو أن هذا الأعرابي لم يذكر اسم الله عند بدء أكله، ولو أنه سمى الله لبارك الله في هذا الطعام فكان يكفيهم جميعاً ويزيد.
ثم عمم النبي ﷺ الحكم لجميع الأمة، فأمر كل من أراد أن يأكل أن يبدأ بـ "بسم الله". ثم رخص لمن نسي التسمية في أول الطعام أن يقولها أثناء الأكل أو في آخره، ليكمل بهذا الذكر ما فاته، ويستدرك البركة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● بركة التسمية: التسمية في أول الطعام سبب عظيم لجلب البركة، حتى أن القليل من الطعام يكفي الكثيرين بفضل الله ثم ببركة هذه السنة.
● التيسير ورفع الحرج: من رحمة الشريعة الإسلامية أنها شرعت للمنسي أن يستدرك التسمية أثناء الأكل أو في آخره، فلم تحرمه من البركة بسبب نسيانه.
● القدوة في التعليم: أسلوب النبي ﷺ في التعليم كان من خلال المواقف العملية، حيث استغل هذا الموقف ليعلم أصحابه درساً لا ينسى عن أهمية التسمية.
● الحكمة في معالجة الأخطاء: لم يوبخ النبي ﷺ الأعرابي أمام الجميع، بل حول الموقف إلى فرصة للتعليم والإرشاد بشكل إيجابي.
● استحباب الاجتماع على الطعام: الحديث يدل على استحباب الأكل جماعة، وهو مما يجلب البركة والمحبة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم التسمية على الطعام: هي سنة مؤكدة عند الأكل والشرب، ودليل ذلك قوله ﷺ: «سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ».
● صيغة التسمية: يقول: "بسم الله" ويستحب أن يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم".
● ما يقول إذا نسي: من نسي التسمية في أول الطعام فليقل عند تذكره: "بسم الله أوله وآخره" كما في هذا الحديث، أو "بسم الله في أوله وآخره".
● البركة من الله: البركة هي الزيادة والنماء والخير الذي يضعه الله في الشيء، وهي حقيقة لا يعلم كنهها إلا الله، ولكن الأسباب التي تجلبها معلومة، ومن أعظمها التسمية والإيمان والتقوى.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٦٧)، والترمذي (١٨٥٨)، وأحمد (٢٥٧٣٣) و(٢٦٠٨٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٨١) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٠٨) كلهم من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم، عن عائشة فذكرته.
وأخرجه ابن ماجه (٣٢٦٤)، وأحمد (٢٥١٠٦)، وابن حبان (٥٢١٤)، كلهم من حديث يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة فذكرته.
ليس فيه ذكر أم كلثوم، والصواب ذكرُها كما رواه الجماعة عن هشام الدستوائي.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وقع في عدة أصول لسنن الترمذي بعد قوله: «هذا حديث حسن صحيح»، وأم كلثوم هي بنت محمد بن أبي بكر الصديق«هكذا ذكره ابن حجر في تعليقه على تحفة الأشراف (١٢/ ٤٤٤٣)، هذا رأي الترمذي سواء كان من اجتهاد منه أو كذا سماه عبد الله بن عبيد بن عمير في بعض رواياته، ولكن وقع في سنن أبي داود وغيره»عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم».
والضمير في قوله: «منهم» يعود إلى عبد الله بن عمير وهو الليثي فإن كانت هي الليثية فليست هي بنت محمد بن أبي بكر الصديق إذْ هي تيمية، وفي كلا الحالين لم يردْ توثيق لها من أحد، ولكن يقال في الحال الأول أنها تروي عن عمتها، والحديث كما يقال: من أهل البيت، وفي الحال الثانية لم يقل فيها عبد الله بن عمير شيئا، فظاهرها السلامة من الجرح الشديد، وأصله ثابت.
وبمعناه ما روي عن أمية بن مخشي - وكان من أصحاب رسول الله ﷺ قال: كان رسول الله
ﷺ، ورجل يأكل، فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلي فيه قال: بسم الله أوله وآخره فضحك النبي ﷺ ثم قال: «ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه».
رواه أبو داود (٣٧٦٨)، وأحمد (١٨٩٦٣)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٦٢)، والحاكم (١٠٨ - ١٠٩) كلهم من طريق جابر بن صُبح، حدثنا المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، عن أمية بن مخشي فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
كذا قال، وفي إسناده المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، لم يرو عنه غير جابر بن صبح، وقال ابن المديني: «مجهول» إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته على قاعدته في توثيق من لم يعرف فيه جرح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 393 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

📜 حديث: إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا نسي أن يسمي الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية