حديث: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول الرجل إذا تزوج امرأة

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «إذا تزوّج أحدُكم امرأةً، أو اشترى خادمًا فليقل: اللهم! إني أسألك خيرها، وخير ما جَبَلْتَها عليه، وأعوذُ بك من شرّها ومن شر ما جَبَلْتَها عليه، وإذا اشترى بعيرًا فليأخذْ
بذروةِ سَنامه وليقلْ مثل ذلك».
وفي لفظ: «إذا أفاد أحدُكم امرأةً، أو خادمًا، أو دا بّةً، فليأخذ بناصيتها»، وليقُلْ: فذكر الحديث.

حسن: رواه أبو داود (٢١٦٠) وابن ماجه (١٩١٨) وابن السني (١٠٠) والحاكم (٢/ ١٨٥) والبيهقي (٧/ ١٤٨) كلهم من حديث محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، بإسناده مثله.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «إذا تزوّج أحدُكم امرأةً، أو اشترى خادمًا فليقل: اللهم! إني أسألك خيرها، وخير ما جَبَلْتَها عليه، وأعوذُ بك من شرّها ومن شر ما جَبَلْتَها عليه، وإذا اشترى بعيرًا فليأخذْ
بذروةِ سَنامه وليقلْ مثل ذلك».
وفي لفظ: «إذا أفاد أحدُكم امرأةً، أو خادمًا، أو دا بّةً، فليأخذ بناصيتها»، وليقُلْ: فذكر الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف ورد في سنن أبي داود وغيره، وفيه توجيه نبوي كريم للاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه عند كل أمر جديد في الحياة، خاصة ما يتعلق بالعلاقات الإنسانية والمعاملات. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● تَزَوَّجَ: عقد النكاح وأصبح زوجاً.
● اشْتَرَى خَادِمًا: اقتنى عبداً أو أمةً للخدمة (ويشمل في زماننا العاملين في المنزل).
● جَبَلْتَهَا: خَلَقْتَهَا وطَبَعْتَهَا على صفة معينة.
● بَعِيرًا: يشمل الإبل بجميع أنواعها، ويمكن أن يُعّمّم على بهائم الركوب والحمولة.
● ذُرْوَةِ سَنَامِهِ: أعلى سنام الجمل (السنام هو الحدبة على ظهر البعير).
● أَفَادَ: حصل على فائدة أو ملك شيئاً جديداً.
● دَابَّةً: كل ما يُركب أو يُستخدم للحمولة.
● بِنَاصِيَتِهَا: مقدّم رأس الدابة أو الشعر الأمامي (رمز للأخذ بالسبب مع التوكل على الله).


ثانياً. شرح الحديث:


يعلّمنا النبي ﷺ في هذا الحديث أدباً من آداب المسلم عندما يقبل على أمر جديد في حياته، خاصة ما يتعلق بشراء أو تملك ما فيه روح (كالزوجة أو الخادم أو الدابة). وهذا الأدب هو:
1- الدعاء بالخير والاستعاذة من الشر:
يأمر النبي ﷺ من تزوج امرأة أو اشترى خادماً أن يدعو الله بقوله:
اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها، وشر ما جبلتها عليه»*.
وهذا الدعاء يجمع بين سؤال الله أن يبارك في هذه العلاقة، وأن يجنب صاحبها الشرور والأذى. فالله تعالى هو الذي خلق النفوس وهو أعلم بطواياها، فبالدعاء نستعين به لتحصيل الخير ودفع الضرر.
2- الأخذ بالسبب مع التوكل على الله:
في رواية أخرى: «إذا أفاد أحدكم امرأةً أو خادماً أو دابةً، فليأخذ بناصيتها وليقل...».
والأخذ بالناصية أو بذروة السنام هو أخذ بالسبب الحسي، وهو رمز للتملك والقدرة على التوجيه، لكن مع عدم الاعتماد على السبب فقط، بل يصاحبه الدعاء والالتجاء إلى الله. فهذا يجمع بين الأخذ بالأسباب المادية والتوكل على الله روحياً.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- التعلق بالله في كل الأمور: المسلم يتوجه إلى ربه في كل شؤونه، كبيرها وصغيرها، خاصة عند بدايات العلاقات أو المعاملات.
2- الاستخارة والدعاء قبل القرارات المصيرية: الحديث يدل على استحباب الدعاء عند الزواج أو شراء الخادم أو الدابة، طلباً للتبرك والسلامة.
3- الجمع بين الأسباب المادية والمعنوية: لا تعارض بين الأخذ بالأسباب الحسية (كالأخذ بالناصية) والدعاء، بل هما متكاملان.
4- التدبير الحكيم في المعاشرة: الدعاء هنا ليس مجرد كلمات، بل هو تربية للنفس على حسن التعامل مع الآخرين، والاستعداد لقبول خيرهم والصبر على شرهم.
5- التوسع في المعنى: يمكن أن يُقاس على هذا الحديث كل علاقة جديدة يدخل فيها الإنسان، كشراء سيارة أو بيت أو بدء عمل جديد، فيدعو المسلم بمثل هذا الدعاء.


رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن في صحيح أبي داود.
- هذا الدعاء من الأدعية النبوية الجامعة التي ينبغي للمسلم حفظها وتطبيقها.
- يستحب أن يقول هذا الدعاء عند عقد النكاح أو عند أول لقاء بالزوجة أو الخادم.
أسأل الله أن يرزقنا حسن التبعّل لسنّة نبيه، وأن يبارك لنا في أزواجنا وخدمنا وأموالنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٦٠) وابن ماجه (١٩١٨) وابن السني (١٠٠) والحاكم (٢/ ١٨٥) والبيهقي (٧/ ١٤٨) كلهم من حديث محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، بإسناده مثله.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان وعمرو بن شعيب فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 387 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه

  • 📜 حديث: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب