مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

حديث: مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

عن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول الله ﷺ فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت محمد رسول الله ﷺ قال: مرحبًا وأهلًا. لم يزده عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلًا. قالوا: يكفيك من رسول الله ﷺ إحداهما. أعطاك الأهل أعطاك المرحب، فلما كان بعد ما زوجه قال: «يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة» فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعًا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال: «لا تحدث شيئا حتى تلقاني». قال: فدعا رسول الله ﷺ بإناء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: «اللهم! بارك فيهما، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما».

حسن: رواه ابن سعد (٨/ ٢١) والطبراني في الكبير (٢/ ٤) والطحاوي في مشكله (٥٩٤٧) والنسائي في اليوم والليلة (٢٥٨) وأحمد (٢٣٠٣٥) مختصرا كلهم من حديث عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه قصة تزويج سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:

● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● نفر: جماعة.
● رهط: جماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● آصعًا من ذرة: الآصع جمع صاع، وهو مكيال يساوي حوالي 2.5 كيلوغرام تقريباً، والذرة: نوع من الحبوب.
● وليمة: طعام العرس.
● لا تحدث شيئًا: لا تفعل شيئاً (أي في ليلة الدخول).

ثانياً. شرح الحديث:

1- البداية والخطبة:
- جماعة من الأنصار يشيرون على سيدنا علي رضي الله عنه أن يخطب فاطمة رضي الله عنها، لأنه كان فقيراً ولم يكن لديه مال كثير.
- ذهب علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم خجلاً، فسأله النبي: "ما حاجة ابن أبي طالب؟"، فقال: ذكرت فاطمة للزواج.
- فرد النبي صلى الله عليه وسلم بكلمتين: "مرحباً وأهلاً"، ولم يزد عليهما، أي لم يقل نعم أو لا مباشرة، لكن في هذه الكلمات ترحيب وتشجيع.
2- رد الأنصار:
- عندما خرج علي رضي الله عنه، سأله أصحابه: "ما وراءك؟" أي: ما الذي حصل؟
- فقال: ما أدري غير أنه قال: مرحباً وأهلاً.
- فقالوا: "يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما"، أي أن كلمة "مرحباً" أو "أهلاً" كافية لأنها تدل على القبول والترحيب بهذا الزواج.
3- الوليمة والدعاء:
- بعد أن تم الزواج، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "لا بد للعروس من وليمة"، أي يجب أن تقيم طعاماً للعرس ولو كان قليلاً.
- تبرع سعد بن معاذ رضي الله عنه بكبش، وجمع الأنصار بعض الصاعات من الذرة لمساعدة علي رضي الله عنه.
- في ليلة البناء (أي ليلة الدخول)، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: "لا تحدث شيئاً حتى تلقاني"، أي لا تدخل على فاطمة حتى تأتي أنت إليّ أولاً.
- ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء، وتوضأ منه، ثم أفرغ الماء على علي رضي الله عنه، ودعا لهما بالبركة في الزواج والنسل.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- التيسير في الزواج وعدم المغالاة في المهور:
- تزوج علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها وليس عنده مال كثير، وهذا يدل على أن الزواج لا يجب أن يكون فيه تعقيد أو تكلف فوق الطاقة.
2- مساعدة الشباب على الزواج:
- الأنصار ساعدوا علياً رضي الله عنه بالطعام للوليمة، وهذا من التعاون على البر والتقوى.
3- الدعاء لل newlyweds:
- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة بالبركة في نسلهما، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء للزوجين.
4- بركة الطاعة والاستخارة:
- علي رضي الله عنه استشار النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإقدام على الزواج، وهذا يعلمنا أهمية الاستخارة والمشورة في الأمور المهمة.
5- التبرك بفضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم:
- صب النبي صلى الله عليه وسلم ماء وضوئه على علي رضي الله عنه، وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك للتبرك والدعاء.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الزواج المبارك كان من أعظم الزيجات في التاريخ الإسلامي، حيث أنجب منه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة.
- الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم ("اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما") من الأدعية المأثورة التي يمكن للزوجين أن يدعوا بها.
أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يبارك في أزواجنا وذرياتنا كما بارك في علي وفاطمة رضي الله عنهما.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد (٨/ ٢١) والطبراني في الكبير (٢/ ٤) والطحاوي في مشكله (٥٩٤٧) والنسائي في اليوم والليلة (٢٥٨) وأحمد (٢٣٠٣٥) مختصرا كلهم من حديث عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (٩/ ١٨٨) وقال بعد أن عزاه إلى أحمد: «وسنده لا بأس به».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 385 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

📜 حديث: مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مرحبًا وأهلًا لم يزده عليهما

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية