حديث: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأدعية والأذكار المأثورة إذا أخذ مضجعه للنوم، وإذا استيقظ

عن جابر قال: كان رسول الله ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة، و﴿تَبَارَكَ الَّذِي
بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة الملك: ١].

حسن: رواه الترمذي (٢٨٩٢)، وأحمد (١٤٦٩٥)، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٠٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٠٧ - ٧٠٨) كلهم من طرق، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: كان رسول الله ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة، و﴿تَبَارَكَ الَّذِي
بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة الملك: ١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله ﷺ لا ينام حتى يقرأ: (الم) السجدة، و(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)".

1. شرح المفردات:


(الم) السجدة: هي سورة السجدة، وسميت بذلك لأن فيها سجدة تلاوة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [السجدة: 15].
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ): هي سورة الملك، وتبدأ بهذه الآية الكريمة.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يواظب على قراءة هاتين السورتين كل ليلة قبل نومه، ولا ينام حتى يقرأهما. وهذا يدل على عظم مكانتهما وأهميتهما في حياة المسلم، خاصة قبل النوم، حيث يكون الإنسان على وشك دخول حالة قد يغفل فيها عن ذكر الله.
الحكمة من قراءة سورتي السجدة والملك قبل النوم:
سورة السجدة: فيها بيان عظمة الخلق والتدبير الإلهي، وتذكير بالبعث والحساب، مما يزيد الإيمان ويوقظ القلب.
سورة الملك: فيها بيان قدرة الله تعالى وسلطانه، وأنه المالك لكل شيء، وهي تشفع لصاحبها حتى تُغفر له ذنوبه، كما ورد في الحديث: "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر" (رواه الحاكم وهو حسن).

3. الدروس المستفادة:


● المواظبة على الأذكار قبل النوم: ينبغي للمسلم أن يجعل له وردًا ثابتًا من القرآن والذكر قبل نومه.
● الاستعداد للموت: النوم شبيه بالموت، فكان النبي ﷺ يقرأ هاتين السورتين استعدادًا لهذه الحالة، وتذكيرًا بالآخرة.
● الاستشفاع بالسور: سورة الملك خاصة لها فضل عظيم في الوقاية من عذاب القبر، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
● التأسي بالنبي ﷺ: فينبغي للمسلم أن يقتدي به في جميع أحواله، خاصة في عباداته وأذكاره.

4. معلومات إضافية:


- وردت أحاديث أخرى تؤكد فضل سورة الملك، منها: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك" (رواه أبو داود والترمذي وحسنه).
- قراءة هاتين السورتين قبل النوم تحفظ المسلم بإذن الله، وتكون له نورًا ووقاية.
- يستحب للساجد سجدة التلاوة عند قراءة الآية الخاصة بها في سورة السجدة.
نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، والمحافظين على أذكار الصباح والمساء. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٨٩٢)، وأحمد (١٤٦٩٥)، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٠٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٠٧ - ٧٠٨) كلهم من طرق، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف لكن تابعه مغيرة بن مسلم الخراساني، عن أبي الزبير وهو صدوق. أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد (١٢٠٧)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٠٦).
لكن أبو الزبير لم يسمعه من جابر قال زهير بن معاوية: سألت أبا الزبير أسمعت جابرا يذكر أن النبي ﷺ كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل، وتبارك قال: ليس جابر حدثنيه ولكن حدثنيه صفوان أو ابن صفوان». أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٧٠٩)، والحاكم (٢/ ٤١٢).
وصفوان أو ابن صفوان ترجم له المزي في تهذيب الكمال (٨/ ٤٧٢) وقال: «هو صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية».
قال الأعظمي: وهو ثقة من رجال التهذيب، والظاهر أن أبا الزبير رواه عن صفوان، عن جابر وقيل غير ذلك. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وقوله: «كان لا ينام حتى يقرأ» يحتمل أن يكون عند إرادة النوم قبل الأذكار الأخرى المعروفة.
ويحتمل أن يكون الوقت موسعا لقراءة هاتين السورتين قبل أن ينام.
وفي الباب عن عرباض بن سارية أن رسول الله ﷺ كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال: «إن فيهن آية أفضل من ألف آية».
رواه أبو داود (٥٠٥٧)، والترمذي (٢٢٩٢١)، وأحمد (١٧١٦٠)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧١٣، ٧١٤) كلهم من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن أبي بلال، عن عرباض بن سارية فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
قال الأعظمي: في إسناده عبد الله بن أبي بلال لا يُذكر له راو غير خالد بن معدان ولم أجد من وثقه إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته ولذا قال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد متابعا له فهو لين الحديث.
وبقية بن الوليد مدلس إلا أنه صرح بالتحديث عند الإمام أحمد ولكن خالفه معاوية بن صالح فرواه عن بحير، عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله ﷺ لا ينام حتى يقرأ المسبحات مرسلا. أخرج حديثه النسائي في عمل اليوم والليلة (٧١٥).
ورجّح ابن حجر رواية المرسل في نتائج الأفكار (٣/ ٦٤) فقال: «رواية معاوية أثبت من رواية بقية» مع أنه حسّن حديثه قبله.
وقوله: «المسبحات» أي السور المصدّرة بالتسبيح، وهي ستة: سورة الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
وأما ما روي عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا، فلا يقربه شيء يؤذيه». فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٤٠٧ م) من طريق سفيان (هو الثوري) -وأحمد (١٧١٣٢) عن يزيد بن هارون- والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨١٢) من طريق هلال بن حق -كلهم عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، عن شداد بن أوس فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه».
قال الأعظمي: في إسناده رجل من بني حنظلة وفي بعض المصادر: رجلين من بني حنظلة، وفي بعض المصادر: الحنظلي. وهو مبهم لا يعرف.
وأبو سعيد الجريري هو سعيد بن إياس وقد اختلط لكن سماع الثوري منه قبل الاختلاط. وقد ضعف النووي إسناده في الأذكار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 484 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك

  • 📜 حديث: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب