اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

حديث: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن ينام، توسد يمينه، ويقول: «اللهم! قني عذابك يوم تجمع عبادك».
وفي لفظ «يوم تبعث عبادك».

صحيح: رواه أحمد (١٨٤٢٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٥٤) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، ورجل آخر، عن البراء بن عازب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه هدي النبي ﷺ في النوم ودعاؤه عند مضجعه.

الحديث بلفظيه:

● اللفظ الأول: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن ينام، توسد يمينه، ويقول: «اللهم! قني عذابك يوم تجمع عبادك».
● اللفظ الثاني (الرواية الأخرى): «يوم تبعث عبادك».

شرح المفردات:

● توسد يمينه: أي وضع خده الأيمن على يده اليمنى أو على الوسادة، واضطجع على شقه الأيمن. وهذا من هديه ﷺ في النوم.
● قني: احفظني واصرف عني وأنجني. وهي من القِوَاية أي الحفظ والوقاية.
● عذابك: العقاب الشديد الذي أعده الله للعصاة والمجرمين.
● يوم تجمع عبادك: هو يوم القيامة، حيث يُحشر الخلائق جميعاً للحساب.
● يوم تبعث عبادك: أي يوم البعث، حين يحيي الله الموتى من قبورهم للحساب والجزاء. واللفظان متقاربان في المعنى.

شرح الحديث:

كان من هدي النبي ﷺ الثابت عند النوم أن يضطجع على شقه الأيمن، متوكئاً على يده اليمنى. وهذا الاضطجار له حكم طبية عظيمة، كما أن فيه اتباعاً لهدي النبي الكريم. وكان يقترن بهذا الاضطجار هذا الدعاء العظيم، الذي يجمع بين خوف العبد من ربه، ورجائه في نجاته من عذابه.
ويدعو المسلم ربه بأن يقيه عذاب ذلك اليوم العظيم، يوم القيامة، الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين للحساب، أو يوم يبعثهم من قبورهم. وهو يوم شديد هوله، {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2].
فهذا الدعاء يعبر عن استشعار العبد لعظمة ربه وخوفه من عقابه، وسؤاله للنجاة في ذلك الموقف العصيب.

الدروس المستفادة والعبر:

1- استحباب النوم على الشق الأيمن: وهذا من السنة النبوية، وفيه فوائد صحية ونفسية عديدة، كما أنه هيئة متواضعة ومستقيمة.
2- التعوذ من عذاب الله عند النوم: النوم صورة مصغرة من الموت، وفيه انقطاع عن الدنيا وأعمالها، فكان من الحكمة أن يختم المسلم يومه بهذا الدعاء الذي يذكر بالآخرة ويستعيذ من عذابها.
3- استحضار يوم القيامة: هذا الدعاء يربي في المسلم استشعار عظمة يوم القيامة وهوله، ويجعله حاضراً في ذهنه دائماً، مما يدفعه إلى العمل الصالح واجتناب المعاصي.
4- الالتجاء إلى الله والاعتراف بالضعف: الدعاء بهذا اللفظ يعلم العبد أن النجاة من العذاب ليست بقوته أو عمله، بل بحفظ الله ورحمته، فيلجأ إليه وحده.
5- الجمع بين الخوف والرجاء: الدعاء بـ "قني عذابك" يجمع بين الخوف من عقاب الله والرجاء في نجاته ورحمته. وهذا هو حال المؤمن الحق.

معلومات إضافية:

- هذا الدعاء من أذكار النوم الثابتة عن النبي ﷺ، ويستحب للمسلم أن يحافظ عليه.
- جاءت أحاديث أخرى بأذكار متنوعة عند النوم، مثل قراءة آية الكرسي، وسورتي الإخلاص والمعوذتين، وغيرها. وجمع هذه الأذكار من الكمال والفضل.
- النوم على الشق الأيمن ليس بواجب، ولكنه سنة مستحبة. فإن翻转 الإنسان أثناء نومه إلى جهة أخرى فلا حرج عليه.
أسأل الله تعالى أن يقينا عذابه يوم تجمع عباده، وأن يبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا، ويجعلنا من عباده المتقين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٨٤٢٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٥٤) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، ورجل آخر، عن البراء بن عازب فذكره.
وهذا الرجل الآخر قال الترمذي: لعله عبد الله بن يزيد. العلل الكبير (٢/ ٩٠٨).
قال الأعظمي: وهو كما قال فقد رواه أحمد (١٨٦٦٠، ١٨٦٧٢)، والترمذي في الشمائل (٢٥٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٥٥) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله ابن يزيد الأنصاري، عن البراء فذكره.
وإسناده صحيح، وقد اختلف في إسناده على أبي إسحاق اختلافا طويلا إلا أن ما ذكرته هو أصحها.
وبمعناه ما روي عن حفصة زوج النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك». ثلاث مرار.
رواه أبو داود (٥٠٤٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧٦٢) كلاهما من طريق أبان (هو ابن يزيد العطار)، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن معبد بن خالد، عن سواء الخزاعي، عن حفصة فذكرته.
وسواء الخزاعي لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، ولذا قال ابن حجر: «مقبول»
أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
وعاصم بن أبي النجود صدوق لكن في حفظه ضعف، وقد اختلف عليه فرواه بعضهم عنه عن معبد عن سواء، ورواه بعضهم عنه عن المسيب، عن سواء، ورواه بعضهم عنه عن سواء مباشرة. ولعل هذا الاختلاف من عاصم نفسه فإنه ليس بالحافظ المتقن.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 469 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

📜 حديث: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية