حديث: من كان منكم مادحا لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول من أراد أن يمدح رجلا

عن أبي بكرة قال: أثنى رجل على رجل عند النبي ﷺ فقال: «ويلك، قطعت عنق أخيك -ثلاثا-، من كان منكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا، إن كان يعلم».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٦٢)، ومسلم في الزهد والرقائق (٣٠٠٠) كلاهما من طريق خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، فذكره.

عن أبي بكرة قال: أثنى رجل على رجل عند النبي ﷺ فقال: «ويلك، قطعت عنق أخيك -ثلاثا-، من كان منكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا، إن كان يعلم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي بكرة قال: أثنى رجل على رجل عند النبي ﷺ فقال: «ويلك، قطعت عنق أخيك -ثلاثا-، من كان منكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا، إن كان يعلم».

1. شرح المفردات:


● أثنى رجل على رجل: مدح شخصٌ شخصًا آخر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
● ويلك: كلمة تقال للتحذير أو التوجيع، ومعناها: هلاكك أو احتراز.
● قطعت عنق أخيك: أي أهلكته أو عرضته للهلاك بالمدح المبالغ فيه.
● مادحا لا محالة: إذا اضطر إلى المدح ولم يستطع تجنبه.
● أحسب فلانا: أظنه بكذا، من غير جزم.
● والله حسيبه: الله هو الذي يحاسبه ويجازيه على حقيقة عمله.
● ولا أزكي على الله أحدا: لا أبرئ أحدًا أو أصفه بالبراءة الكاملة، لأن التزكية المطلقة لله وحده.

2. شرح الحديث:


يحدثنا أبو بكرة رضي الله عنه أن رجلاً جلس عند النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يمدح رجلاً آخر بطريقة مبالغ فيها، فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرًا له بقوله: "ويلك"، أي احترز مما تقول، ثم بين له أن هذا المدح المفرط قد يضرُّ بالممدوح ويوقعه في الهلاك أو العجب والغرور، فقال: "قطعت عنق أخيك"، وكَرَرَ هذه العبارة ثلاث مرات للتأكيد على خطورة الأمر.
ثم وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطريقة الصحيحة للمدح إذا اضطر الإنسان إليه، فقال: "من كان منكم مادحًا لا محالة" أي إذا لم يستطع تجنب المدح، فليقل: "أحسب فلانا كذا وكذا"، أي يظنه على خير من غير قطع ويقين، ثم يقول: "والله حسيبه"، أي أن الله هو المطلع على السرائر وهو الذي يحاسبه على نيته وعمله، ثم يقول: "ولا أزكي على الله أحدا"، أي لا أزكي أحدًا تزكية مطلقة لأن ذلك من حق الله تعالى وحده.

3. الدروس المستفادة:


● تحذير من المدح المبالغ فيه: لأنه قد يؤدي إلى الهلاك للممدوح، إما بالعجب والغرور، أو بإيهام الناس أنه أفضل مما هو عليه.
● التواضع وعدم الإفراط في الثناء: حتى لا يقع الممدوح في الرياء أو الكبر.
● التوقف عن الحكم على النوايا: لأننا لا نعلم حقيقة ما في القلوب، والله هو المطلع عليها.
● التعويل على الله في الحساب: فالله هو الذي يحاسب الناس على أعمالهم، وليس لنا أن نزكي أحدًا زكاة مطلقة.
● الأسلوب الحكيم في النصح: حيث وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى البديل الصحيح بدلًا من المدح المذموم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في ذم الإفراط في المدح، وفيه توجيه نبوي رفيع لأخلاق المسلم في تعامله مع الآخرين.
- المدح الجائز هو ما كان بقدر الحاجة وبالصدق، دون مبالغة أو كذب.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على نصح إخوانه وتوجيههم بدل المبالغة في مدحهم.
نسأل الله أن يجعلنا من المتواضعين، وأن يعيننا على القول والعمل بما يرضيه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٦٢)، ومسلم في الزهد والرقائق (٣٠٠٠) كلاهما من طريق خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، فذكره.
ومن زكاه صاحبه فليقل: «اللهم! لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون» هكذا كان الرجل من أصحاب النبي ﷺ يقول إذا زكي. رواه البخاري في الأدب المفرد (٧٦١) بإسناد صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 499 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان منكم مادحا لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه

  • 📜 حديث: من كان منكم مادحا لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان منكم مادحا لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان منكم مادحا لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان منكم مادحا لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب