حديث: إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأدعية والأذكار المأثورة إذا أخذ مضجعه للنوم، وإذا استيقظ

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين».
وفي رواية: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره، فلينفض بها فراشه، وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي، بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
وفي رواية: «إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي ...».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٢٠) عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين».
وفي رواية: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره، فلينفض بها فراشه، وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك اللهم ربي، بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
وفي رواية: «إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي ...».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونعلم. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وجاء في الصحيحين وغيرهما، يجمع بين آداب عملية ونفسية وروحية عند النوم، وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● آوى إلى فراشه: أي قصد فراشه للنوم والاستراحة.
● فلينفض فراشه: أي ليهزّه وينفض الغبار وما قد يكون عليه.
● بداخلة إزاره: (الداخلة) هي الطرف الداخلي للثوب أو الإزار الذي يلي جسده. والإزار هو ما يُلَف على النصف الأسفل من الجسم.
● ما خلفه عليه: أي ما قد يكون حلَّ على الفراش بعده (أي بعد آخر مرة استعمله فيها)، من حشرة أو غبار أو أذى.
● وضعت جنبي: أي أضجعته على الأرض للنوم.
● إن أمسكت نفسي: أي إن توفيتني وأخذت روحي أثناء النوم.
● وإن أرسلتها: أي إن أبقيتني حياً وأصبحت من المعاشين.
● بما تحفظ به عبادك الصالحين: أي بحفظك وعنايتك التي تحفظ بها عبادك المؤمنين المتقين.
● بصنفة ثوبه: (الصنفة) هي حاشية الثوب وطرفه.


ثانياً. شرح الحديث:


يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة آداب متتالية ينبغي للمسلم أن يفعلها عند إرادته النوم:
1- النفض الظاهري للفراش:
يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن ينفض فراشه قبل أن ينام. وهذا النفض يكون بطرف ثوبه الداخلي (داخلة الإزار) أو بحاشيته (صنفة الثوب). والحكمة من ذلك بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «فإنه لا يدري ما خلفه عليه». أي أن الإنسان لا يعلم ما الذي might يكون تسلّل إلى فراشه وهو غائب عنه، من حشرات ضارة أو شوك أو غبار أو غير ذلك من الأشياء التي قد تؤذيه. وهذا من كمال شريعتنا التي أمرت بالسلامة البدنية واتقاء الأذى حتى في أبسط الأمور.
2- الاضطجاع على الشق الأيمن:
في إحدى الروايات يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد نفض الفراش «فليضطجع على شقه الأيمن». وهذه هي هيئة نومة الأنبياء والمؤمنين، وهي هيئة متواضعة ومستحبة، وقد ذكر الأطباء فوائد صحية عديدة للنوم على الجانب الأيمن، منها راحة للقلب وتيسير للتنفس.
3- الدعاء والذكر عند النوم:
هذا هو جوهر الحديث وأهم جزء فيه. يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نذكر الله بهذا الدعاء الجامع عند الاضطجاع للنوم، وهو يتكون من معاني عظيمة:
● «باسمك ربي وضعت جنبي»: يبدأ المسلم نومه باسم الله، مستحضراً عظمة ربه، ومقراً بأنه لا حول له ولا قوة إلا به، وأنه يضع جسده للراحة بتسخير الله وإذنه.
● «وبك أرفعه»: كما يضع جنبه باسم الله، فإنه سيستيقظ ويقوم منه باسم الله وقوته، فهو يتبرأ من الحول والقوة إلا بالله في حالتي النوم واليقظة.
● «إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» (وفي رواية: «فاغفر لها» و «عبادك الصالحين»):
هنا يضع المسلم نفسه بين يدي الله تعالى完全اً. فالنوم صورة مصغرة من الموت (الوفاة الصغرى)، والاستيقاظ صورة من البعث.
● «إن أمسكت نفسي»: أي إن متُّ في نومي وانتقلت روحي.
● «فارحمها» أو «فاغفر لها»: فيسأل الله الرحمة والمغفرة، فهو يختم عمره بهذا الدعاء الطيب.
● «وإن أرسلتها»: أي إن عشت واستيقظت.
● «فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»: فيسأل الله أن يحفظه في يقظته من الشيطان ومن المعاصي والآثام، وأن يصرف عنه السوء والبلاء، وأن يجعل حفظه كحفظه لأصفيائه وأولياءه الصالحين. وهو سؤال لله أن يجعله من عباد الله الصالحين الذين يستحقون هذا الحفظ الخاص.


ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- الشريعة شاملة: تهتم الشريعة الإسلامية بكل aspects حياة المسلم، الكبيرة منها والصغيرة، الظاهرة والباطنة، من النوم والطعام والشراب إلى العبادات والمعاملات.
2- التوكل مع الأخذ بالأسباب: الحديث يجمع بين الأخذ بالأسباب المادية (نفض الفراش) والسبب الروحي (الدعاء والذكر). فالمسلم لا يعتمد على الدعاء فقط ويتسبب في الأذى، ولا يعتمد على الأسباب المادية فقط وينسى خالقه.
3- الاستعانة بالله في كل حال: يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستحضر عون الله وقوته في كل تحركاتنا وسكناتنا، حتى في وضع الجنب للرقاد.
4- استشعار قرب الأجل: تذكير المسلم بأن نومه قد يكون هو آخره، فيختم يومه بالتوبة والاستغفار والرغبة في رحمة الله.
5- الحرص على السلامة البدنية: الأمر بنفض الفراش يدل على حرص الإسلام على صحة الإنسان وسلامته من الأذى الجسدي.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- يستحب أن يجمع المسلم بين هذه الأدعية وأد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٣٢٠) عن أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧١٤: ٦٤) عن إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا عبيد الله، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثاني.
ورواه البخاري في التوحيد (٧٣٩٣) عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثني مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثالث.
ورواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري به، وزاد دعاء الاستيقاظ وهو الحديث الآتي: عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد، فإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد الله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره».
حسن: رواه الترمذي (٣٤٠١) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٦٦)، وابن السني (٩) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
واللفظ للترمذي واقتصر النسائي وابن السني على دعاء الاستيقاظ.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، والشطر الأول في الصحيحين.
وقال الترمذي: «حديث حسن».
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ١١٣): «هذا حديث حسن من هذا الوجه بهذا السياق وأصل شطره الأول صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 465 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه

  • 📜 حديث: إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب