أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

حديث: أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

عن شكل بن حميد قال: أتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله! علمني تعوذا أتعوذ به قال: فأخذ بكفي فقال: «قل: اللهم! إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي». يعني فرجه.

حسن: رواه أبو داود (١٥٥١)، والترمذي (٣٤٩٢)، والنسائي (٥٤٤٤، ٥٤٥٥، ٥٤٨٤)، وأحمد (١٥٥٤١ - ١٥٥٤٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٦٣)، والحاكم (١/ ٥٣٢ - ٥٣٣) كلهم من طرق، عن سعد بن أوس (وهو العبسي)، عن بلال بن يحيى العبسي، عن شُتير بن شكل، عن أبيه شكل بن حميد فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم فيه تعويذة جامعة من الشرور كلها، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

أولاً. شرح المفردات:

● أعوذ بك: ألتجئ وأعتصم وأتحصن بك يا الله من هذه الشرور.
● شر سمعي: الشر الذي قد يجيء من طريق السمع، كسماع الغيبة والنميمة والكذب والباطل.
● شر بصري: الشر الذي قد يجيء من طريق البصر، كالنظر إلى المحرمات والتطلع إلى ما عند الناس.
● شر لساني: الشر الصادر من اللسان، كالكذب والغيبة والسب والشتم وقول الزور.
● شر قلبي: الشر الذي ينبعث من القلب، كالحسد والكبر والعجب والرياء وسوء الظن.
● شر منيي (يعني فرجه): الشر الصادر من الشهوة والفرج، كالزنا واللواط ونحوهما من الفواحش.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل شَكَل بن حُميد رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم طالبًا منه أن يعلمه دعاءً أو تعويذة يحفظ نفسه بها من الشرور. فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الطلب الخير، وأخذ بيده تأكيدًا على أهمية هذا الدعاء وحرصًا على تعليمه، ثم علمه هذه الكلمات الجامعة.
وهذا الدعاء هو استعاذة بالله تعالى من الشرور التي تكون من أعظم أسباب هلاك الإنسان، وهي الشرور الصادرة من جوارحه نفسها، التي هي من نعم الله عليه، ولكنها قد تكون سببًا في عذابه إذا استعملها في معصية الله.
● الاستعاذة من شر السمع والبصر: لأنهما بابا العلم والإدراك، فإذا استعملهما العبد في طاعة الله كانا نعمة، وإذا استعملهما في معصية الله كانا نقمة وسببًا للهلاك.
● الاستعاذة من شر اللسان: فاللسان ترجمان القلب، وهو من أخطر الجوارح على الإنسان، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من شر اللسان في أحاديث كثيرة.
● الاستعاذة من شر القلب: فهو ملك الجوارح، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله. وهو محل الإيمان والكفر، والخير والشر.
● الاستعاذة من شر الفرج: لأنه من أعظم أسباب الفتنة والغواية، والوقوع في الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير: وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
2- جواز الأخذ باليد عند التعليم: لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لتثبيت المعنى وتأكيد أهمية ما يُعلّم.
3- الاستعاذة بالله من شرور النفس: فالنفس أمارة بالسوء، والشر قد يصدر من جوارح الإنسان نفسه، فيحتاج إلى أن يحفظها بالله من شرها.
4- شمولية الإسلام: فهو يهتم بصلاح الظاهر والباطن، ويحرص على حفظ الإنسان من كل ما يضره في دينه ودنياه.
5- الحذر من خطر الجوارح: وأن على المسلم أن يستعمل نعم الله في طاعته، ويحذر من أن تكون سببًا في معصيته وعذابه.
6- فضل هذا الدعاء: فينبغي للمسلم أن يحفظه ويُكثر من الدعاء به، ليكون محفوظًا بحفظ الله، معتصمًا به من كل شر.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي ينبغي للمسلم أن يحرص على قولها في الصباح والمساء، وفي أوقات كثيرة، ليكون تحت حماية الله ورعايته.
- يجمع هذا الدعاء الاستعاذة من الشرور الأساسية التي هي أصول المعاصي، فإذا حفظ العبد هذه الجوارح حفظ دينه ودنياه.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا من شرور أنفسنا، وأن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٥١)، والترمذي (٣٤٩٢)، والنسائي (٥٤٤٤، ٥٤٥٥، ٥٤٨٤)، وأحمد (١٥٥٤١ - ١٥٥٤٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٦٣)، والحاكم (١/ ٥٣٢ - ٥٣٣) كلهم من طرق، عن سعد بن أوس (وهو العبسي)، عن بلال بن يحيى العبسي، عن شُتير بن شكل، عن أبيه شكل بن حميد فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل بلال بن يحيى العبسي فإنه صدوق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 577 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

📜 حديث: أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية