حديث: عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يتعوذ منه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «عوذوا بالله من عذاب الله، عوذوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٨٨: ١٣٢) عن محمد بن عباد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «عوذوا بالله من عذاب الله، عوذوا بالله من عذاب القبر، عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ».

أولاً. شرح المفردات:


● عوذوا: الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام بالله والتحصن به من كل شر، وهي طلب العوذة، أي الحماية والوقاية.
● عذاب الله: العقاب الشديد الذي أعده الله تعالى للعصاة والكافرين في الآخرة.
● عذاب القبر: ما يقع على الإنسان في قبره من نعيم أو عذاب، وهو أول منازل الآخرة.
● فتنة المسيح الدجال: الاختبار والامتحان العظيم الذي سيحدثه الدجال عند خروجه في آخر الزمان، بما يُظهره من خوارق العادات لإضلال الناس.
● فتنة المحيا والممات: الابتلاء والاختبار في الحياة الدنيا وعند الممات. فتنة المحيا تشمل كل ما يقع فيه الإنسان من شبهات وشهوات، وفتنة الممات هي ما يعرض للمؤمن عند الاحتضار من وسوسة الشيطان ليفسد إيمانه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن نلجأ إلى الله تعالى ونستعيذ به من أربع شرور عظيمة:
1- «عوذوا بالله من عذاب الله»: هذا طلب للوقاية من عذاب الله العام في النار، وهو أصل كل شر يجب الاستعاذة منه. وهو يحث المسلم على الخوف من الله ومراقبته، ليفعل الطاعات ويجتنب المعاصي التي تؤدي إلى هذا العذاب.
2- «عوذوا بالله من عذاب القبر»: هذا طلب للوقاية من عذاب البرزخ، وهو عذاب يقع على العصاة في قبورهم قبل يوم القيامة. والإيمان بعذاب القبر من عقائد أهل السنة والجماعة. والاستعاذة منه تدعو المسلم إلى التوبة النصوح والإكثار من الأعمال الصالحة التي تنجيه من هذا العذاب، كالاستعاذة منه في الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة.
3- «عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال»: الدجال هو أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، يخرج في آخر الزمان يدعي الألوهية، ويُعطى قدرات خارقة (كإحياء الموتى، وإنزال المطر) ليضل الناس. الاستعاذة منه تكون بالتمسك بالإيمان، وتعلم سورة الكهف، والفرار من مواطن فتنته، والالتجاء إلى الله بالدعاء.
4- «عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات»: هذه استعاذة شاملة من الشرور في الحياة وبعد الممات.
● فتنة المحيا: تشمل فتنة الشهوات (كحب الدنيا والمال والنساء) وفتنة الشبهات (كالزيغ في العقيدة)، وفتنة الظالمين والطغاة.
● فتنة الممات: هي ما يعرض للإنسان عند سكرات الموت من وساوس الشيطان ليبطل إيمانه، فيجب أن يثبت العبد على التوحيد حتى يلقى الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب اللجوء إلى الله: الحديث يربي المسلم على feeling of dependency on Allah (الاعتماد على الله) في دفع كل شر، فهو الملجأ والملاذ.
2- شدة هول هذه الأمور: الأمر بالاستعاذة منها يدل على عظم خطرها وجسامتها، مما يحفز المسلم على أخذ الأسباب للنجاة.
3- الإيمان بالغيب: الحديث يثبت حقائق الغيب التي يجب على المسلم الإيمان بها، كعذاب القبر وخروج الدجال.
4- الاستعداد للآخرة: التذكير بهذه الأهوال يذكر المسلم بالآخرة ويخفف من تعلقه بالدنيا، ويحثه على العمل الصالح.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: في جمع هذه الاستعاذات الأربع، فهي تغطي شرور الدنيا والآخرة، وشرور الحياة وما بعد الممات.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- وردت صيغ أخرى للاستعاذة من هذه الأمور في أحاديث كثيرة، أشهرها ما يُقال في دعاء القنوت وفي التشهد الأخير من الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال».
- من أعظم ما يُنجي من عذاب القبر: الاستعاذة منه، والموت على الإيمان والتوحيد، والاجتهاد في طاعة الله، والابتعاد عن المعاصي خاصة غشيان النساء في الطرقات (أي الزنا) والنميمة.
- من أسباب النجاة من فتنة الدجال: حفظ أوائل سورة الكهف، والفرار منه إلى المساجد أو إلى الجبال، وثبات الإيمان.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياكم من عذابه وعذاب القبر، وأن يقينا فتنة الدجال وفتنة المحيا والممات، وأن يثبتنا على
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٨٨: ١٣٢) عن محمد بن عباد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: فذكره.
وأكثر مسلم من ذكر طرقه وألفاظه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 556 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

  • 📜 حديث: عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب