حديث: جار السوء في دار المقام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يتعوذ منه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام؛ فإن جار البادية يتحول عنك».

حسن: رواه النسائي (٥٥٠٢)، وصحّحه ابن حبان (١٠٣٣) كلاهما من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام؛ فإن جار البادية يتحول عنك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من أهل العلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم يحذرنا من شر جار السوء، خاصة في مكان الإقامة الدائمة.
رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وقال عنه الشيخ الألباني: "حسن لغيره".


1. شرح المفردات:


● تَعَوَّذُوا: أي اطلبوا العوذة والاعتصام والتحصن بالله تعالى، وهي الاستعاذة المعروفة: "أعوذ بالله من كذا".
● جَارِ السُّوءِ: الجار الذي يسكن بجوارك، والسوء هنا يشمل سوء خلقه، أو سوء دينه، أو أذاه باللسان أو الفعل.
● فِي دَارِ الْمُقَامِ: المكان الذي تقيم فيه إقامة دائمة، كبيتك في المدينة أو القرية، حيث لا تنوي الرحيل عنه.
● جَارِ الْبَادِيَةِ: الجار الذي يسكن بجوارك في البادية (الصحراء)، حيث حياة التنقل والترحال.
● يَتَحَوَّلُ عَنْكَ: أي يترك الجوار ويرحل عنك، فزوال أذاه مؤقت وليس دائمًا.


2. شرح الحديث:


يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن نلجأ إلى الله ونستعيذ به من شَرِّ جار السوء، خاصة إذا كان هذا الجار في مكان إقامتنا الدائمة (دار المقام).
ثم يبين ﷺ الحكمة من هذا التحذير الخاص بجار دار المقام، وذلك بمقارنته بجار البادية. فجار البادية، بسبب طبيعة حياته القائمة على التنقل والترحال بحثًا عن الماء والكلأ، سيرحل عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي فإن أي أذى يصدر منه سيكون مؤقتًا وسيزول برحيله.
أما جار السوء في دار المقام (المدينة أو القرية)، فمن المحتمل أن يبقى جارًا لك لسنوات طويلة، قد تمتد طوال العمر. وفي هذه الحالة، يصبح أذاه مستمرًا ودائمًا، مما يجعل العيش besideه جوارًا سيئًا يهدد استقرارك، وأمنك، وراحتك، وقد يصل ضرره إلى الدين والأخلاق إذا كان سيئًا في دينه.
فالحديث ليس دعوة للتحذير من جيران البادية، بل هو تأكيد على أن خطر جار السوء الثابت الدائم أشد وأعظم من خطر الجار المؤقت الرحال.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- أهمية الاستعاذة بالله من الشرور: النبي ﷺ يعلمنا أن نلجأ إلى الله في كل شيء، حتى في شر قد يأتينا من جارنا. فالأمر ليس بالهين، والاستعاذة سلاح المؤمن.
2- خطورة جار السوء: الحديث يرفع من مستوى التحذير من جار السوء، ويبين أن ضرره عظيم ومستمر، خاصة مع قرب المسكن وطول المكث.
3- الحكمة في التفريق بين أنواع الجوار: ليس كل جار سوءٍ سواءً. فالنبي ﷺ يعلّمنا الموازنة وتقدير الأمور، فالمشكلة تكمن في استمرارية الأذى وديمومته.
4- الدعوة إلى اختيار الجار قبل اختيار الدار: من الحكم المشهورة "الجار قبل الدار". وهذا الحديث يؤكد على هذه الحكمة، فينبغي للمسلم أن يحرص على سكنى الأماكن التي يعلم أن جيرانها من أهل الصلاح والخير.
5- الحث على أن نكون جيرانًا صالحين: إذا كنا نحذر من جار السوء، فيجب علينا أن نحرص على ألا نكون نحن من falls تحت هذه الصفة. فليكن شعارنا قول النبي ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ».


4. معلومات إضافية مفيدة:


● من صفات جار السوء: الذي يؤذي جيرانه بلسانه أو بيده، أو الذي لا يأمن جيرانه بوائقه (شروره)، أو الذي يغتابهم أو يحسدهم، أو الذي يسيء الأدب معهم.
● ما يفعله المسلم إذا وقع في جوار سوء:
1- الصبر والاحتساب: فإن الصبر على أذى الجار من أبواب الأجر العظيم.
2- الاستعاذة بالله كما أمر النبي ﷺ في هذا الحديث.
3- الرفق والموعظة الحسنة: من الممكن أن ينفع معه النصيحة بلطف وحكمة، عسى أن يهديه الله ويصلح حاله.
4- الدعاء له بالهداية: فقلب العبد بين أصبعين من أصابع الرحمن.
● حقوق الجار في الإسلام: عظيمة، وقد أوصى بها القرآن الكريم والأحاديث النبوية، حتى قال النبي ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
نسأل الله أن يعيذنا من جار السوء، وأن يجعلنا جيرانًا صالحين، وأن يرزقنا جيرانًا يعينوننا على طاعته.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٥٠٢)، وصحّحه ابن حبان (١٠٣٣) كلاهما من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان فإنه حسن الحديث، وتوبع أيضا.
رواه أحمد (٨٥٥٣)، وصحّحه الحاكم (١/ ٥٣٢) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن إسحاق،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «تعوذوا بالله من شر جار المقام، فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: عبد الرحمن بن إسحاق هو المدني فيه كلام يسير ينزل حديثه إلى درجة الحسن.
وقوله: «يزايل» أي يفارق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 569 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جار السوء في دار المقام

  • 📜 حديث: جار السوء في دار المقام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جار السوء في دار المقام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جار السوء في دار المقام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جار السوء في دار المقام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب