حديث: أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يتعوذ منه

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمغرم، والمأثم، وأعوذ بك من شر المسيح الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار».

حسن: رواه النسائي (٥٤٩٠)، وأحمد (٦٧٣٤) كلاهما من طريق الليث -هو ابن سعد-، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمغرم، والمأثم، وأعوذ بك من شر المسيح الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد، وغيره من أئمة الحديث:

الحديث:


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمغرم، والمأثم، وأعوذ بك من شر المسيح الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار».


1. شرح المفردات:


* أعوذ بك: ألجأ وأتحصن وأعتصم بك يا الله من هذه الأمور.
* الكسل: التثاقل والتقاعس عن فعل الخير والطاعات، وترك الواجبات.
* الهرم: الشيخوخة وضعف البدن والذهن الذي يعتري الإنسان في آخر عمره.
* المغرم: الدَّيْن الثقيل الذي يُذل صاحبه ويشغله عن طاعة الله.
* المأثم: كل ما يجلب الإثم والذنب، أو الجرم الذي يعاقب عليه المرء.
* المسيح الدجال: هو أعظم فتنة على وجه الأرض حتى قيام الساعة، يدعي الألوهية، ويُضل الناس بمعجزات خارقة لكنها كاذبة.
* عذاب القبر: العذاب الذي يقع على النفس في قبرها بعد الموت إن كانت مستحقة له.
* عذاب النار: العذاب الأبدي في نار جهنم، وهو مصير الكفار والعصاة غير التائبين.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث هو دعاء جامع يعلمنا النبي ﷺ فيه أن نلتجئ إلى الله تعالى ونستعيذ به من شرور الدنيا والآخرة. ويمكن تقسيم هذه الاستعاذات إلى مجموعتين:
أولاً: الاستعاذة من شرور دنيوية تؤثر على الدين والدنيا معًا:
1- الكسل: لأنه يمنع العبد من القيام بحقوق الله وحقوق العباد، فيضيع الصلوات، وتهمل الأوامر، ويتكاسل عن طلب الرزق الحلال.
2- الهرم: الشيخوخة التي يفقد معها الإنسان قوته وعقله، فيعجز عن الطاعة والعمل الصالح، وقد يصبح عالة على غيره.
3- المغرم (الدَّيْن): الدَّيْن هم في الليل ومذلة في النهار، وقد يؤدي إلى الوقوع في الحرام لسداده، أو إلى التقصير في الحقوق.
4- المأثم: وهو أصل الشر، فالاستعاذة منه هي استعاذة من كل ما يقرب إلى الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها.
ثانيًا: الاستعاذة من شرور أخروية عظيمة:
1- شر المسيح الدجال: لأنه أعظم فتنة، ويسعى النبي ﷺ إلى حماية أمته من ضلاله، فمن استعاذ بالله منها كان في حفظ الله.
2- عذاب القبر: وهو عذاب برزخي يقع على الكافر والعاصي في قبره قبل يوم القيامة.
3- عذاب النار: وهو العذاب الخالد أو الموقت في نار جهنم، وهو أشد أنواع العذاب على الإطلاق.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حكمة النبي ﷺ وشفقته على أمته: حيث جمع لهم في هذا الدعاء القصير الاستعاذة من أعظم الشرور في الدين والدنيا والآخرة.
2- وجوب اللجوء إلى الله في كل شيء: فالعبد ضعيف لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا إلا بإذن الله، فالاستعاذة توثق صلته بربه وتذكره بعجزه.
3- الاستعداد للآخرة: الحديث يذكرنا بحقيقة الموت والقبر واليوم الآخر، ويحفزنا على العمل الصالح لتجنب هذه الأهوال.
4- التحذير من الفتن: كفتنة الدَّيْن التي تهلك الإنسان في دنياه، وفتنة الدجال التي تهلك دينه.
5- الحرص على العبادات والقوة: فالاستعاذة من الكسل تحث على النشاط في الطاعة، والاستعاذة من الهرم تدعو إلى اغتنام الشباب والصحة قبل الضعف.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الدعاء مشروع للإنسان أن يدعو به في أي وقت، خاصة في أدعية الصباح والمساء، وبعد الصلوات، وفي الدعاء المطلق.
* ينبغي للمسلم أن يتدبر معاني هذا الدعاء وهو يقوله، ويخشع قلبه، راجيًا من الله تعالى أن يجيره من هذه الشرور.
* جاءت الأحاديث الصحيحة حاثة على الاستعاذة من عذاب القبر خاصة، مما يدل على عظمه وخطورته، وأن المسلم يجب أن يحرص على ما ينجيه منه مثل: التقوى، وأداء الفرائض، واجتناب الكبائر.
* الدَّيْن أمره عظيم في الإسلام، حتى أن النبي ﷺ كان يستعيذ منه، فيجب على المسلم التخفف منه وعدم التهاون في شأنه.
نسأل الله العلي العظيم أن يعيذنا وإياكم من هذه الشرور كلها، وأن يحفظنا من فتنة الدجال وعذاب القبر والنار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٤٩٠)، وأحمد (٦٧٣٤) كلاهما من طريق الليث -هو ابن سعد-، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره. وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 563 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم

  • 📜 حديث: أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب