حديث: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع في الدعاء

عن مكحول أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعته يذكر أن رسول الله ﷺ كان يقول: «اللهم! انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به».

حسن: رواه الطبراني في الدعاء (١٤٠٥)، والحاكم (١/ ٥١٠) -وعنه البيهقي في الدعوات (٢٤١) - كلاهما من طرق، عن عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد أن سليمان بن موسى حدثه عن مكحول فذكره.

عن مكحول أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعته يذكر أن رسول الله ﷺ كان يقول: «اللهم! انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً، معتمداً على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن مكحول أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعته يذكر أن رسول الله ﷺ كان يقول: «اللهم! انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به».
(رواه الإمام أحمد في المسند، والترمذي في جامعه، وابن ماجه في سننه، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


● انفعني بما علمتني: أي اجعل العلم الذي منحتني إياه سبباً لنفعي في الدنيا والآخرة، بأن أعمل به وأدعو إليه.
● وعلمني ما ينفعني: أي زدني علماً نافعاً يفيدني في أمور ديني ودنياي.
● وارزقني علماً تنفعني به: أي وهبني علماً أستفيد منه وأنتفع به، ويكون خالصاً لوجهك.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث هو دعاء عظيم كان النبي ﷺ يداوم عليه، وفيه طلب للعلم النافع والعمل به.
● "اللهم انفعني بما علمتني": هنا يسأل النبي ﷺ ربه أن يجعل العلم الذي تعلمه سبباً للانتفاع الحقيقي، فليس كل من تعلم علمًا انتفع به، بل قد يحرم البعض بركة العلم فيكون حجة عليه. فالعلم النافع هو الذي يثمر عملاً صالحاً وخشية لله تعالى.
● "وعلمني ما ينفعني": يسأل الله تعالى أن يزيده علماً نافعاً، لأن العلم بحر لا ساحل له، والنبي ﷺ وهو أعلم الخلق يسأل المزيد من العلم النافع، فكيف بغيره! والعلم النافع هو العلم الموصل إلى رضا الله والفوز بجنته.
● "وارزقني علماً تنفعني به": هنا يسأل الله أن يرزقه علماً خالصاً لوجهه، يكون سبباً في نفع نفسه وغيره، فالعلم الذي لا ينفع صاحبه ولا يستفيد منه الآخرون قد لا يكون مقبولاً.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على طلب العلم النافع: ليس كل علم ينفع، فالعلم النافع هو ما كان خالصاً لله، موافقاً للسنة، يُعمل به ويُدعى إليه.
2- التواضع في طلب العلم: النبي ﷺ وهو سيد العلماء يسأل ربه المزيد من العلم، فكيف بنا ونحن مقصرون!
3- الدعاء بأهم المطالب: كان النبي ﷺ يدعو بهذا الدعاء لأنه يجمع بين طلب العلم النافع والانتفاع به.
4- الاهتمام بالعمل بالعلم: لا يكفي مجرد التعلم، بل لا بد من العمل بالعلم حتى يتحقق النفع.
5- التأكيد على أن النفع بيد الله تعالى: فمهما بلغ الإنسان من العلم، فلا ينفعه ذلك إلا إذا وفقه الله للعمل به.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي ينبغي للمسلم أن يحفظها ويدعو بها في صلاته وفي أوقات إجابة الدعاء.
- العلماء يستحبون الدعاء بهذا الدعاء قبل طلب العلم أو أثناء الدرس.
- من أسباب نفع العلم: الإخلاص لله، العمل به، الدعوة إليه، التواضع في التعلم والتعليم.

اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علماً تنفعنا به، واجعلنا من أهل العلم العاملين الخاشعين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الدعاء (١٤٠٥)، والحاكم (١/ ٥١٠) -وعنه البيهقي في الدعوات (٢٤١) - كلاهما من طرق، عن عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد أن سليمان بن موسى حدثه عن مكحول فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن أسامة بن زيد وسليمان بن موسى -وهو الأشدق- فيهما كلام ينزل حديثه إلى درجة الحسن.
وبمعناه ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار».
رواه الترمذي (٣٥٩٩)، وابن ماجه (٢٥١، ٣٨٠٤، ٣٨٣٣) كلاهما من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه».
وهو كذلك فإن في إسناده موسى بن عبيدة -وهو الربذي- ضعيف، وشيخه محمد بن ثابت مجهول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 593 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني

  • 📜 حديث: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب