رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

حديث: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

عن ابن عباس قال: كان النبي ﷺ يدعو: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، اللهم! اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، وإليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري».

صحيح: رواه أبو داود (١٥١٠، ١٥١١)، والترمذي (٣٥٥١) -واللفظ له-، وابن ماجه (٣٨٣٠)، وأحمد (١٩٩٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٦٤، ٦٦٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٠٧)، وصحّحه ابن حبان (٩٤٧، ٩٤٨)، والحاكم (١/ ٥١٩ - ٥٢٠) كلهم من طرق، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة الجملي، عن عبد الله بن الحارث المكتب المعلم، عن طليق بن قيس الحنفي، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، من الأدعية العظيمة الجامعة التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.

شرح المفردات:

● أعني ولا تعن علي: أي ساعدني ولا تساعد عليَّ (بمعنى لا تجعل أحداً يساعد ضدّي).
● انصرني ولا تنصر علي: أي انصرني على أعدائي ولا تنصر أعدائي عليَّ.
● امكر لي ولا تمكر علي: المكر هنا بمعنى الحيلة والحكمة، أي اجعل لي حيلة وحكمة ولا تجعل الحيلة ضدي.
● يسر الهدى لي: أي سهّل لي طريق الهداية وثبّتني عليها.
● من بغى علي: أي من ظلمني أو اعتدى عليَّ.
● شكاراً: كثير الشكر لك.
● ذكاراً: كثير الذكر لك.
● رهابا: خائفاً منك.
● مطواعاً: مطيعاً لك.
● مخبتاً: متواضعاً خاشعاً.
● أواهاً: كثير التضرع والدعاء.
● منيباً: راجعاً إليك.
● حوبتي: ذنوبي وخطاياي.
● سخيمة صدري: الغل والحقد في قلبي.

شرح الحديث:

هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نلجأ إلى الله تعالى في كل أحوالنا، طالبين منه العون والنصر والتوفيق، ومتجنبين كل ما يضرنا في ديننا ودنيانا.
1- "رب أعني ولا تعن علي": طلب العون من الله في كل أموره، وأن لا يكون العون لغير الله عليه.
2- "وانصرني ولا تنصر علي": طلب النصر على الأعداء، وأن لا ينصر الأعداء عليه.
3- "وامكر لي ولا تمكر علي": طلب الحكمة والمكر الإيجابي (أي الحيلة الحسنة) في مواجهة الأعداء، وأن لا يكون المكر ضده.
4- "واهدني ويسر الهدى لي": طلب الهداية والتثبيت عليها، وتسهيل طريق الخير.
5- "وانصرني على من بغى علي": طلب النصر على الظالمين والمعتدين.
6- "اللهم اجعلني لك شكاراً...": هنا يبدأ بخشوع وتضرع، طالباً من الله أن يجعله:
● شكاراً: كثير الشكر لنعم الله.
● ذكاراً: كثير الذكر لله في كل وقت.
● رهابا: خائفاً من الله تعالى.
● مطواعاً: مطيعاً لأوامر الله.
● مخبتاً: متواضعاً خاشعاً بين يديه.
● أواها منيباً: كثير التضرع والرجوع إلى الله.
7- "رب تقبل توبتي...": طلب قبول التوبة، وغفران الذنوب، وإجابة الدعاء، وتثبيت الحجة، وتسهيل اللسان للخير، وهداية القلب، وإزالة الحقد من الصدر.

الدروس المستفادة:

1- اللجوء إلى الله في كل شيء: النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نطلب من الله العون في كل صغيرة وكبيرة.
2- طلب الهداية والتثبيت: الهداية من الله، ويجب أن ندعوه دائماً أن يهدينا ويثبتنا على الحق.
3- التضرع والخشوع: الدعاء يجب أن يكون بخشوع وتذلل بين يدي الله.
4- التوبة والاستغفار: الدعاء يتضمن طلب قبول التوبة وغفران الذنوب.
5- إصلاح القلب واللسان: الدعاء يشمل طلب صلاح القلب واللسان، لأنهما مفتاحا الخير والشر.
6- التحلي بالأخلاق الحسنة: مثل الشكر والذكر والخوف من الله والطاعة والتواضع.

معلومات إضافية:

- هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في أي وقت، خاصة في أوقات الشدة والضراعة إلى الله.
- ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويُكثر من قوله، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- الدعاء بهذه الصيغة يعلمنا كيف نكون متواضعين بين يدي الله، طالبين منه العون في كل أمورنا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين المخبتين إليه، وأن يتقبل دعاءنا، ويغفر ذنوبنا، ويهدينا إلى صراطه المستقيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥١٠، ١٥١١)، والترمذي (٣٥٥١) -واللفظ له-، وابن ماجه (٣٨٣٠)، وأحمد (١٩٩٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٦٤، ٦٦٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٠٧)، وصحّحه ابن حبان (٩٤٧، ٩٤٨)، والحاكم (١/ ٥١٩ - ٥٢٠) كلهم من طرق، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة الجملي، عن عبد الله بن الحارث المكتب المعلم، عن طليق بن قيس الحنفي، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال ابن ماجه: «قال أبو الحسن الطنافسي قلت لوكيع: أقوله في قنوت الوتر؟ قال: نعم.
وقوله: «سخيمة صدري» أي حقده وغله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 587 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

📜 حديث: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية