حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يتعوذ منه

عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال: «إني أعوذ بك من نفس لا تشبع، وأعوذ بك من صلاة لا تنفع، وأعوذ بك من دعاء لا يسمع، وأعوذ بك من قلب لا يخشع».

صحيح: رواه أبو داود (١٥٤٩)، وصحّحه ابن حبان (١٠١٥)، والضياء في المختارة (٦/ ١٥٦) كلهم من طرق، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال: «إني أعوذ بك من نفس لا تشبع، وأعوذ بك من صلاة لا تنفع، وأعوذ بك من دعاء لا يسمع، وأعوذ بك من قلب لا يخشع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ»، هو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم وخواتمه، وفيه من المعاني والدروس العظيمة ما ينبغي للمسلم أن يتأمله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


* أَعُوذُ بِكَ: ألتجئ وأعتصم وأتحصن بك يا الله من هذه الأمور.
* نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ: النفس التي لا تقنع بما أعطيتها من حلال، وتطلب المزيد باستمرار دون شكر أو قناعة.
* صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ: الصلاة التي لا تقبل لوجود نقص فيها، فلا يكتب لها أجرها الكامل، ولا تثمر ثمرتها في حياة العبد.
* دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ: الدعاء الذي لا يُستجاب لضعف الإخلاص، أو لوجود الموانع كأكل الحرام أو الغفلة.
* قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ: القلب القاسي الذي لا يلين لذكر الله، ولا يتأثر بآياته، ولا يخضع لهيبته وجلاله.

ثانيًا. شرح الحديث:


في هذا الدعاء العظيم، يتوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بالاستعاذة من أربع آفات خطيرة تهدم الدين وتفسد القلب:
1- الاستعاذة من نفس لا تشبع: هذا تعوذ من شَرِّ الطمع والجشع والحرص على الدنيا. فالنفس إذا لم تُروَّض على القناعة والشكر، أصبحت كالبئر لا تُملأ، تطلب المزيد دوماً، مما يوقع صاحبها في الحِرص والشح، وقد يدفعه إلى التكالب على الدنيا بغير حق، وربما أخرجه ذلك إلى الحرام. النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من أن تكون نفسه على هذه الحال، مع أنه أعظم الناس زهداً، فكيف بنا نحن؟!
2- الاستعاذة من صلاة لا تنفع: الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. والصلاة التي لا تنفع هي التي يؤديها العبد بجسده فقط دون حضور قلب وخشوع، أو يضيع شروطها أو أركانها. هي صلاة لا تردعه عن الفحشاء والمنكر، ولا تزكي نفسه، ولا تقربه إلى الله زلفى. فهي شكل بلا روح، وعمل بلا ثمرة. والتعوذ منها دليل على خوف النبي صلى الله عليه وسلم من أن يقع في العبادة على وجه لا يقبله الله.
3- الاستعاذة من دعاء لا يسمع: الدعاء هو العبادة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. والتعوذ من دعاء لا يُسمع يعني الاستعاذة من الدعاء الذي لا تجاب فيه، إما لضعف الإخلاص، أو لانشغال القلب، أو لأن الداعي يأكل الحرام فيُحرم الإجابة، أو لاستعجاله وترك الآداب. وهو تعليم للأمة أن يحرصوا على أسباب إجابة الدعاء، ويخافوا من أن يكون دعاؤهم هباءً منثوراً.
4- الاستعاذة من قلب لا يخشع: الخشوع هو لب العبادة وروحها، وهو خضوع القلب وخوفه وسكونه لله تعالى. والقلب الذي لا يخشع هو القلب القاسي الميت، الذي لا يتأثر بموعظة، ولا يرق لذكر الله، ولا يخاف وعيده. وهذا من أعظم البلايا، لأن صلاح الجوارح كلها مرتبط بصلاح القلب. فإذا قسا القلب، فسدت الأعمال كلها.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته: حيث علمهم هذا الدعاء الجامع، ليتحصنوا به من هذه الآفات المهلكة.
2- ضرورة مجاهدة النفس: فالنفس أمارة بالسوء، ولا يزجرها إلا التقوى والقناعة، فيجب على المسلم أن يدربها على الرضا والقناعة بما قسم الله له.
3- أهمية الإتقان في العبادة: لا يكفي أن تؤدي الصلاة، بل يجب أن تؤديها على الوجه الذي يرضي الله حتى تنفعك يوم القيامة. وهذا يقتضي learning الأحكام والخشوع.
4- التأكيد على آداب الدعاء: وأن الدعاء يحتاج إلى إخلاص وحضور قلب ويقين بالإجابة، واجتناب للموانع.
5- الحرص على صلاح القلب: لأنه أصل كل شيء، فيجب على المسلم أن يعتني بقلبه، ويحذر من قسوته، ويكثر من الذكر والتفكر في القرآن ليطهره ويرققه.
6- التواضع لله تعالى: فالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الخلق، يستعيذ من هذه الأمور، فالعبد أولى بأن يستعيذ ويتضرع إلى ربه.

رابعًا. معلومات إضافية:


* هذا الدعاء من الأدعية النبوية الجامعة التي يحسن بالمسلم أن يحفظها ويدعو بها في صلاته، خاصة في السجود وفي آخر الصلاة قبل السلام، وفي أوقات الدعاء المستجابة.
* يجمع هذا الدعاء بين الاستعاذة من آفات الدين والدنيا، فيشمل الاستعاذة من شَرِّ النفس (التي لا تش
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٤٩)، وصحّحه ابن حبان (١٠١٥)، والضياء في المختارة (٦/ ١٥٦) كلهم من طرق، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس فذكره. واللفظ لابن حبان
والضياء، وذكر أبو داود جزء منه. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 576 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع

  • 📜 حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب