حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما يتعوذ منه
صحيح: رواه أبو داود (١٥٤٩)، وصحّحه ابن حبان (١٠١٥)، والضياء في المختارة (٦/ ١٥٦) كلهم من طرق، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ»، هو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم وخواتمه، وفيه من المعاني والدروس العظيمة ما ينبغي للمسلم أن يتأمله.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
* أَعُوذُ بِكَ: ألتجئ وأعتصم وأتحصن بك يا الله من هذه الأمور.
* نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ: النفس التي لا تقنع بما أعطيتها من حلال، وتطلب المزيد باستمرار دون شكر أو قناعة.
* صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ: الصلاة التي لا تقبل لوجود نقص فيها، فلا يكتب لها أجرها الكامل، ولا تثمر ثمرتها في حياة العبد.
* دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ: الدعاء الذي لا يُستجاب لضعف الإخلاص، أو لوجود الموانع كأكل الحرام أو الغفلة.
* قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ: القلب القاسي الذي لا يلين لذكر الله، ولا يتأثر بآياته، ولا يخضع لهيبته وجلاله.
ثانيًا. شرح الحديث:
في هذا الدعاء العظيم، يتوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بالاستعاذة من أربع آفات خطيرة تهدم الدين وتفسد القلب:
1- الاستعاذة من نفس لا تشبع: هذا تعوذ من شَرِّ الطمع والجشع والحرص على الدنيا. فالنفس إذا لم تُروَّض على القناعة والشكر، أصبحت كالبئر لا تُملأ، تطلب المزيد دوماً، مما يوقع صاحبها في الحِرص والشح، وقد يدفعه إلى التكالب على الدنيا بغير حق، وربما أخرجه ذلك إلى الحرام. النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من أن تكون نفسه على هذه الحال، مع أنه أعظم الناس زهداً، فكيف بنا نحن؟!
2- الاستعاذة من صلاة لا تنفع: الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. والصلاة التي لا تنفع هي التي يؤديها العبد بجسده فقط دون حضور قلب وخشوع، أو يضيع شروطها أو أركانها. هي صلاة لا تردعه عن الفحشاء والمنكر، ولا تزكي نفسه، ولا تقربه إلى الله زلفى. فهي شكل بلا روح، وعمل بلا ثمرة. والتعوذ منها دليل على خوف النبي صلى الله عليه وسلم من أن يقع في العبادة على وجه لا يقبله الله.
3- الاستعاذة من دعاء لا يسمع: الدعاء هو العبادة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. والتعوذ من دعاء لا يُسمع يعني الاستعاذة من الدعاء الذي لا تجاب فيه، إما لضعف الإخلاص، أو لانشغال القلب، أو لأن الداعي يأكل الحرام فيُحرم الإجابة، أو لاستعجاله وترك الآداب. وهو تعليم للأمة أن يحرصوا على أسباب إجابة الدعاء، ويخافوا من أن يكون دعاؤهم هباءً منثوراً.
4- الاستعاذة من قلب لا يخشع: الخشوع هو لب العبادة وروحها، وهو خضوع القلب وخوفه وسكونه لله تعالى. والقلب الذي لا يخشع هو القلب القاسي الميت، الذي لا يتأثر بموعظة، ولا يرق لذكر الله، ولا يخاف وعيده. وهذا من أعظم البلايا، لأن صلاح الجوارح كلها مرتبط بصلاح القلب. فإذا قسا القلب، فسدت الأعمال كلها.
ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:
1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته: حيث علمهم هذا الدعاء الجامع، ليتحصنوا به من هذه الآفات المهلكة.
2- ضرورة مجاهدة النفس: فالنفس أمارة بالسوء، ولا يزجرها إلا التقوى والقناعة، فيجب على المسلم أن يدربها على الرضا والقناعة بما قسم الله له.
3- أهمية الإتقان في العبادة: لا يكفي أن تؤدي الصلاة، بل يجب أن تؤديها على الوجه الذي يرضي الله حتى تنفعك يوم القيامة. وهذا يقتضي learning الأحكام والخشوع.
4- التأكيد على آداب الدعاء: وأن الدعاء يحتاج إلى إخلاص وحضور قلب ويقين بالإجابة، واجتناب للموانع.
5- الحرص على صلاح القلب: لأنه أصل كل شيء، فيجب على المسلم أن يعتني بقلبه، ويحذر من قسوته، ويكثر من الذكر والتفكر في القرآن ليطهره ويرققه.
6- التواضع لله تعالى: فالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الخلق، يستعيذ من هذه الأمور، فالعبد أولى بأن يستعيذ ويتضرع إلى ربه.
رابعًا. معلومات إضافية:
* هذا الدعاء من الأدعية النبوية الجامعة التي يحسن بالمسلم أن يحفظها ويدعو بها في صلاته، خاصة في السجود وفي آخر الصلاة قبل السلام، وفي أوقات الدعاء المستجابة.
* يجمع هذا الدعاء بين الاستعاذة من آفات الدين والدنيا، فيشمل الاستعاذة من شَرِّ النفس (التي لا تش
تخريج الحديث
والضياء، وذكر أبو داود جزء منه. وإسناده صحيح.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 576 من أصل 607 حديثاً له شرح
- 551 اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار
- 552 اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن
- 553 اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
- 554 رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء...
- 555 اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار
- 556 عوذوا بالله من عذاب الله وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال
- 557 يتعوذ النبي ﷺ من عذاب القبر
- 558 اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها
- 559 اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وعذاب القبر
- 560 يتعوذ النبي من الجبن والبخل وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب...
- 561 اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة...
- 562 أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والعجز ومن فتنة المحيا...
- 563 أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم
- 564 اللهم إني أعوذ بك من الهدم والتردي والغرق والحرق
- 565 اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر...
- 566 اللهم إني أعوذ بعزتك أن تضلني
- 567 اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع
- 568 أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة
- 569 جار السوء في دار المقام
- 570 اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء
- 571 جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأعمال
- 572 اطلبوا العلم النافع واستعيذوا من العلم غير النافع
- 573 يتعوذ من علم لا ينفع ودعاء لا يسمع وقلب لا...
- 574 اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع، وعمل لا...
- 575 اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا...
- 576 أعوذ بك من قلب لا يخشع
- 577 أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر...
- 578 كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة
- 579 اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري
- 580 أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير
- 581 اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني
- 582 اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق
- 583 فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم
- 584 اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
- 585 اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما...
- 586 اللهم اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت
- 587 رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي
- 588 اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة
- 589 إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 590 القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 591 اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
- 592 إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء
- 593 اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني
- 594 اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا
- 595 اللهم اغفر لي ذنبي وخطئي وعمدي
- 596 اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت
- 597 اللهم أَحْيِنِي ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت...
- 598 اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وهزلي وجدي
- 599 اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
- 600 اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني
معلومات عن حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع
📜 حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعوذ بك من قلب لا يخشع
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








