حديث: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع في الدعاء

عن بسر بن أرطاة القرشي قال: سمعت رسول الله ﷺ يدعو: «اللهم! أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة».

حسن: رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (١٧٦٢٨)، وصحّحه ابن حبان (٩٤٩) كلاهما من طريق محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي يحدث عن بسر بن أرطاة فذكره.

عن بسر بن أرطاة القرشي قال: سمعت رسول الله ﷺ يدعو: «اللهم! أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديثٌ شريفٌ فيه دعاءٌ عظيمٌ علَّمنا إياه النبي ﷺ، ورد عن الصحابي الجليل بُسْرِ بنِ أَرْطَاةَ القرشي رضي الله عنه، وهو من صحابة النبي ﷺ. والحديث رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وهو حسن.

أولاً. شرح المفردات:


● اللهم: يا الله. (أداة نداء لله تعالى).
● أحسن عاقبتنا: اجعل نهاية أمورنا وخاتمتنا حسنة ومحمودة.
● في الأمور كلها: يشمل جميع شؤون الحياة الدينية والدنيوية.
● أجرنا: قنا واحفظنا واصرف عنا.
● خزي الدنيا: الذل والهوان والعار في الحياة الدنيا.
● عذاب الآخرة: العقاب الشديد في نار جهنم يوم القيامة.

ثانياً. شرح الحديث:


يدعو النبي ﷺ في هذا الدعاء المبارك ربه بسؤالين عظيمين:
1- "اللهم! أحسن عاقبتنا في الأمور كلها":
هذا سؤال لله تعالى أن يَجْعَلَ العواقب والخواتيم في كل ما يهم العبد حسنةً. فالعاقبة الحسنة هي أن يختم للإنسان بالإيمان والطاعة، وأن ينتهي أمره إلى ما يُرضي الله، سواء في أعماله أو في حاله أو في ذريته. وهو يشمل أمور الدين والدنيا معاً، كأن يحسن عاقبة تجارته، وعاقبة سفره، وعاقبة علاقاته، وأعظمها عاقبة عمره بأن يموت على الإسلام والإيمان.
2- "وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة":
هنا يستجير النبي ﷺ بالله من شرين عظيمين:
● خزي الدنيا: وهو الفشل والذل والعار الذي قد يصيب الإنسان في دنياه، مثل أن يُهان أو يُذل أو يُفتضح في أمر من أموره، أو أن يُسلط عليه أعداؤه.
● عذاب الآخرة: وهو أشد وأعظم، وهو عذاب النار الذي أعد للكافرين والظالمين. فسؤال النجاة من عذاب الآخرة هو سؤال للفوز بالجنة والنجاة من النار.
فجمع الدعاء بين سؤال الخير في الدنيا والآخرة، والاستعاذة من الشر فيهما.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- أهمية الدعاء: النبي ﷺ وهو سيد الخلق وأقربهم إلى الله كان يدعو بهذا الدعاء، مما يدل على عظم الحاجة إليه وضرورة الاقتداء به.
2- الاهتمام بالعواقب: الإرشاد إلى أن المؤمن يجب أن ينظر إلى عواقب الأمور ولا يغتر ببداياتها، فرب بداية حسنة تنتهي إلى سوء، ورب بداية سيئة يَحْسُنُ ختامها بتوفيق من الله.
3- الاستعاذة من شَرَّي الدنيا والآخرة: تذكير للمؤمن بأن الخطر موجود في الدنيا (بالذل والعار) وفي الآخرة (بالعذاب)، فلا ينبغي أن يغفل عن أحدها.
4- الشمولية في الدعاء: الدعاء شامل لجميع الأمور ("كلها")، مما يعلمنا أن نوسع دائرة دعائنا ونشمل به كل ما يهمنا في ديننا ودنيانا.
5- التوكل على الله: الدعاء بهذا الشكل يعبر عن اعتراف العبد بعجزه وضعفه، وتوكله الكامل على الله تعالى في تحقيق المصالح ودفع المضار.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ، فهو قليل اللفظ واسع المعنى.
- ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويُكثر من الدعاء به في صلاته وفي أوقات إجابة الدعاء، مثل السجود وبين الأذان والإقامة وفي آخر الليل.
- الدعاء بهذا يشبه المعنى في قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
أسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يقينا خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (١٧٦٢٨)، وصحّحه ابن حبان (٩٤٩) كلاهما من طريق محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: سمعت أبي يحدث عن بسر بن أرطاة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن أيوب بن ميسرة حسن الحديث. فقد روى عنه جماعة وقال أبو حاتم: «صالح لا بأس به ليس بالمشهور». وذكره ابن حبان في الثقات وهو من رجال التعجيل.
وأبوه أيوب بن ميسرة حسن الحديث أيضًا فقد قال أبو حاتم: صالح الحديث وقال أبو مسهر الدمشقي: «كان أيوب بن حلبس أكبر من يونس (يعني أخاه) وأفقه وكان يفتي في الحلال والحرام وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوانه. انظر: تاريخ دمشق (١٠/ ١٣٥)، وتعجيل المنفعة (١/
٣٣٤ - ٣٣٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 599 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها

  • 📜 حديث: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب