حديث: رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يتعوذ منه

عن أبي هريرة كان رسول لله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي.

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٤٧)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٧) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، حدثني سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة كان رسول لله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (6347) ومسلم في صحيحه (2707) عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ.
وقول الراوي سفيان (وهو الثوري أحد رواة الحديث): "الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي" يشير إلى أن بعض الروايات وردت بثلاثة من هذه الأمور فقط، وهو شك من الراوي في الرابعة التي زادها، ولكن الرواية التي أتينا عليها هي الرواية الكاملة والمحفوظة في الصحيحين.


أولاً. شرح المفردات:


* أَعُوذُ بِكَ: ألجأ وأعتصم وأتحصن بك يا الله من هذه الأمور.
* جَهْدِ الْبَلَاءِ: شدة المصيبة وثقَلها. والجهد: المشقة الشديدة، والبلاء: الاختبار والامتحان بما يَكْرَه الإنسان.
* دَرَكِ الشَّقَاءِ: لحوق التعاسة والشقاوة وحصولها. والشقاء هو ضد السعادة.
* سُوءِ الْقَضَاءِ: القضاء السيء، وهو أن يقضي الله على العبد بقضاءٍ يكون في ظاهره شراً عليه.
* شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ: فرح الأعداء وسرورهم بما يصيب المسلم من مصيبة أو زلة.


ثانياً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


كان النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الخلق وأحبهم إلى الله، يداوم على هذا الدعاء العظيم، سائلاً ربه ومتحصناً به من أربع شرور عظيمة تهدد حياة الإنسان في دنياه وآخرته:
1- التعوذ من جهد البلاء: وهو سؤال الله أن يقي العبد شدة المصائب وثقلها، التي قد تُضعف إيمانه وتُثقل كاهله، أو أن يخففها عليه إذا وقعت. فالمصائب سنة жизни، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل ربع أن لا تكون هذه المصائب فوق طاقته.
2- التعوذ من درك الشقاء: وهو سؤال الله أن ينجيه من أن يلحقه الشقاوة في الدنيا بالكفر أو المعاصي، أو في الآخرة بالعذاب. وهو طلب للثبات على الهدى والسعادة حتى الممات.
3- التعوذ من سوء القضاء: والقضاء هو حكم الله النافذ. وسوء القضاء ليس في قضاء الله نفسه – فكله خير – ولكن سوءه *بالنسبة للعبد*، كأن يقضي عليه بالفقر أو المرض أو الذل، فيسوء حاله بسبب ذلك. فالمؤمن يسأل ربه أن يقضي له بما هو خير له في دينه ودنياه.
4- التعوذ من شماتة الأعداء: وهو سؤال الله أن يحفظه من الزلات والمصائب التي يكون سبباً في فرح أعدائه من الكفار والمنافقين والحاسدين به. فالمسلم يحب أن يكون عزة للإسلام وأهله، ولا يكون سبباً في ذلهم أو فرح أعدائهم.


ثالثاً. الدروس المستفادة والفوائد:


1- سنة نبوية عظيمة: هذا الدعاء من أذكار النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة، فيستحب للمسلم أن يحافظ عليه، خاصة في أوقات الدعاء المستجابة كالأسحار، وبعد الصلوات، وفي السجود.
2- الاستعاذة من الشرور قبل وقوعها: فيه دليل على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على أمته، حيث علمهم أن يتحصنوا من الشرور قبل نزولها، وهذا من باب الوقاية خير من العلاج.
3- شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم من ربه: مع مكانته عند الله، كان أكثر الناس خوفاً منه وطلباً للاستعاذة به، فما بالنا نحن المقصرين.
4- الاهتمام بمظهر المسلم وقوته: طلب النجاة من شماتة الأعداء يدل على أن للمسلم هيبة وقوة يجب أن يحافظ عليها، فلا يذل نفسه أو دينه بشيء يكون سبباً في فرح أعداء الله.
5- التفويض لله تعالى: الدعاء بهذا يشعر العبد بالضعف والحاجة إلى ربه، وأنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، فيتعلق قلبه بخالقه وحده.
6- جمع الدعاء بين أمر الدنيا والآخرة: ففي الدعاء طلب للعافية في الدين والدنيا، والنجاة من الشقاوة في الآخرة.


رابعاً. معلومات إضافية:


* يستحب الجمع بين هذا الدعاء والأدعية النبوية الأخرى الثابتة، مثل: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».
* ينبغي للعبد أن يستحضر معاني هذه الكلمات وهو يدعو بها، فلا تكون مجرد حركة لسان.
* هذا الدعاء يعلمنا التوازن؛ فليس الدعاء كله للرزق والصحة، بل هناك أدعية عظيمة للتحصن من الشرور المعنوية والمصائب القادمة.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا وجميع المسلمين من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وأن يت
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٣٤٧)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٧٠٧) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، حدثني سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره. والسياق للبخاري. وقال مسلم في آخره: قال عمرو -يعني الناقد- في حديثه: قال سفيان: أشك أني زدت واحدة منها«اهـ.
قال الأعظمي: جاء تمييز اللفظة الزائدة في روايات أخرى عن ابن عيينة وهي قوله: «وشماتة الأعداء».
قال الحافظ في الفتح (١١/ ١٤٨): «وأخرجه الجوزقي من طريق عبد الله بن هاشم، عن سفيان، فاقتصر على ثلاثة ثم قال: قال سفيان وشماتة الأعداء وأخرجه الإسماعيلى من طريق ابن أبى عمر - هو العدني- عن سفيان وبين أن الخصلة المزيدة هي شماتة الأعداء.
وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق شجاع بن مخلد عن سفيان مقتصرا على الثلاثة دونها، وعُرف من ذلك تعيين الخصلة المزيدة. اهـ

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 554 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب