حديث: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يتعوذ منه

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله ﷺ كان يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم! إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء».

حسن: رواه النسائي (٥٤٧٥)، وصحّحه ابن حبان (١٠٢٧) والحاكم (١/ ٥٣١) كلهم من طريق ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله ﷺ كان يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم! إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي سألت عنه حديث عظيم، يدل على حرص النبي ﷺ على الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به من شرور الدنيا ومكارهها. وإليك الشرح الوافي له:

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله ﷺ كان يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم! إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء».
[رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/179) وهو حسن في "صحيح الجامع" (1284)]


1. شرح المفردات:


● أعوذ بك: ألتجئ وأتحصن بك يا الله من هذه الشرور.
● غلبة الدين: سيطرته واستيلاؤه على الإنسان بحيث يعجز عن سداده.
● غلبة العدو: قهر العدو وانتصاره عليّ وظفره بي.
● شماتة الأعداء: فرح الأعداء وسرورهم بما يصيبني من مصيبة أو ضرر.


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يداوم على هذا الدعاء العظيم، وهو يستعيذ بالله من ثلاثة أمور خطيرة تهدد الإنسان في دينه ودنياه:
أولاً: الاستعاذة من غلبة الدين
● المعنى: طلب الحماية من أن يتراكم الدين على الإنسان فيعجز عن أدائه، فيقع في الحرج والمشقة، وقد يؤدي ذلك إلى انتهاك حرمات الله أو الوقوع في المظالم.
● الحكمة: الدين هم بالليل وذل بالنهار، وقد حذر النبي ﷺ من التهاون بالدين، فقال: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه» [رواه الترمذي]. فالدين قد يؤدي إلى هوان الإنسان وفقدان كرامته.
ثانياً: الاستعاذة من غلبة العدو
● المعنى: طلب العصمة من أن يتغلب الأعداء على المسلم فيقهرونه ويذلونه، سواء كانوا أعداءً من الكفار أو المنافقين أو غيرهم.
● الحكمة: غلبة العدو تعني ضعف الأمة وهوانها، وفقدان سيطرتها على مقدّراتها، وقد تؤدي إلى استباحة أعراضها ودمائها. وفي الاستعاذة من ذلك تعلق بالله تعالى لتحقيق النصر والعزة.
ثالثاً: الاستعاذة من شماتة الأعداء
● المعنى: طلب الحماية من أن يفرح الأعداء بمصيبة تحل بالمسلم أو بضعفه، فيظهرون الفرح والسرور بذلك.
● الحكمة: شماتة الأعداء تجرح كرامة المؤمن وتزيد من حزنه، وقد قال تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} [آل عمران: 120]. فالمسلم يسأل الله أن يحفظه من أن يكون سبباً لفرح أعداء الدين.


3. الدروس المستفادة:


1- الالتجاء إلى الله في كل الأحوال: النبي ﷺ وهو سيد الخلق وأحبهم إلى الله كان يلجأ إلى ربه ويستعيذ به، فكيف بنا؟
2- التحذير من التهاون بالدين: الدين مسئولية كبيرة، ويجب على المسلم أن يحذر من تراكمه وأن يسعى في سداده.
3- طلب العزة من الله: العزة والمنعة لا تأتي إلا من الله تعالى، فالمسلم يستعيذ بالله من ذل الهزيمة وقهر الأعداء.
4- الحفاظ على كرامة المسلم: شماتة الأعداء تمثل جرحاً لكرامة المؤمن، وفي هذا الدعاء حرص على حفظ المهابة والوقار.
5- الدعاء وسيلة للوقاية: ليس الدعاء لدفع البلاء بعد نزوله فحسب، بل هو وقاية منه قبل حصوله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي تحمي المسلم في دينه ودنياه.
- ينبغي للمسلم أن يداوم على هذا الدعاء، خاصة في أوقات الشدة والابتلاء.
- جاءت أحاديث أخرى بمعنى هذا الدعاء، منها ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من شر فتنة الفقر».
أسأل الله أن يحفظنا من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء، وأن يجعلنا من المتعوذين به حق التعوذ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٤٧٥)، وصحّحه ابن حبان (١٠٢٧) والحاكم (١/ ٥٣١) كلهم من طريق ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
وإسناده حسن من أجل حيي بن عبد الله وهو المعافري لم يخرج له مسلم وهو مختلف فيه،
لكنه لا بأس به إذا كان لحديثه أصل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 561 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء

  • 📜 حديث: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب